مأساة هوليوودية

NETFLIX.. نتفليكس.. عملاق صناعة الترفيه الأمريكية التي تتجاوز قيمتها السوقية 130 مليار دولار أمريكي (حوالي 2028 مليار جنيه مصري) حصدت أرباحا خرافية بسبب فيروس كورونا الذي تحول إلى «ضربة حظ» غير عادية حسب تعبير الرئيس التنفيذي للشركة ريد هاستينجز الذي أكد زيادة المشتركين في الربع الأول للعام الماضي بأكثر من 16 مليون مشترك، وارتفع سهمها بأكثر من 30% بسبب بقاء البشر في منازلهم وحاجتهم لقضاء مزيد من الوقت أمام الشاشة السحرية التي تتخصص في تزويد المشاهد بمكتبة أفلام ومسلسلات وبرامج هائلة، إضافة إلى بث حي لمئات القنوات وأيضا إنتاج البرامج والأعمال الدرامية.

المهم أن «نتفليكس» تحولت إلى صديق المذعورين الأوفى، ولصيق المحجورين في منازلهم، والمنقذ الحقيقي لكل الجالسين في مقاعدهم أمام برامج التلفزيونات الحكومية والخاصة التي يمكن القول دون غضاضة بأن الإصابة بالفيروس أحيانا «أرحم» من الإجبار على مشاهدتها!

ومنذ بداية انتشار الفيروس رصد العالم العديد من الأفلام الأميركية التي أنتجت قبل 2020 وتنبأت بانتشار فيروسات من عائلة كورونا ـ غير المحترمة ـ أو أوبئة وكوارث تؤدي إلى ما يشبه فناء البشرية ونهاية العالم.

أفلام مثل (THE FLU ـ I AM A LEGEND ـ OUTBREAK ـ DOOMSDAY ـ BLINDNESS ـ WORLD WAR Z ـ 12 MONKEYS) وغيرها.. أما أقرب هذه الأفلام تجسيداً للكابوس الذي نعيشه فكان فيلم «عدوى» (CONTAGION) الذي تم إنتاجه عام 2011، بطولة مات ديمون ـ كيت وينسلوت ـ چودي لاو، وما زال حتى اليوم يحقق أعلى مشاهدات على «نتفليكس» ومن يشاهد هذا الفيلم الآن للمرة الثانية فسيفاجأ بانطباع أكثر إدهاشا إذا كان قد شاهده لأول مرة قبل عام 2020، فالبداية في هونج كونج، والناقل خفاش، والوسيط خنزير تم طهيه.. ثم يتكاثر الوباء حاصدا الملايين عبر مشاهد الحجر الصحي في ساحات المدارس المغطاة وحظائر الطائرات، وارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، حتى اتهام منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع شركات إنتاج الأدوية، والحيرة في توزيع اللقاح بعد اكتشافه، وصراع البشر للحصول عليه.

كل ذلك في سيناريو مبهر لمطابقته الكاملة لما نعيشه، فهل هي «عبقرية هوليوود» في التنبؤ التفصيلي بما تفعله بنا عائلة «كورونا» غير المحترمة؟ أم أن هناك من «استلهم» خيال هوليوود ليطبقه على 7 مليارات إنسان؟

حتى نظرية المؤامرة تعرض لها فيلم «عدوى».. ولم يترك لنا حتى خيار التخيل!.. ومازلنا نعيش في قلب المأساة الهوليوودية كاملة.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
(الأنباء الكويتية)

التعليقات