أجندة حافلة للرئيس السيسي في الصين " مباحثات مهمة "

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل قليل، إلى العاصة الصينية بكين فى زيارة تستغرق أربعة أيام يجرى خلالها مباحثات مهمة مع كبار المسئولين الصينيين.

وتشهد زيارة الرئيس إلى الصين عقد لقاء قمة مع الرئيس الصينى، لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين. وبدأ الرئيس، أمس الأول، جولة خارجية يزور خلالها البحرين والصين وأوزبكستان، ويجرى خلالها مباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية.

والتقى العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وعقدا جلسة مباحثات موسعة فى «المنامة»، ضمت وفدى البلدين، وأكد خلالها الرئيس السيسى عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، فى ظل أن «أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر».

البحرين عن زيارة الرئيس: علاقاتنا تاريخية.. مواقفنا موحدة.. ومصر ركيزة أساسية للاستقرار

قال النائب عادل العسومى، نائب رئيس البرلمان العربى، رئيس جمعية الصداقة البحرينية المصرية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى البحرين تأتى فى إطار التعاون الكبير الذى يربط الأشقاء، والعلاقات التاريخية والطويلة بينهما، والتى تزخر بالمواقف التى تعكس ذلك.

ونقلت وكالة الأنباء البحرينية «بنا» عن «العسومى»: «المواقف الداعمة والمُسانِدة من كلا الجانبين للآخر أسهمت بالأساس فى تعميق أواصر العلاقات الرسمية بين البلدين الشقيقين».

وأشار إلى أن هذه المواقف تنطلق من رؤية موحدة إزاء قضايا المنطقة بشكل عام والقضايا التى تهم البلدين، مضيفًا: «العلاقات بين البلدين اكتسبت دفعة قوية وإيجابية فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى والملك حمد بن عيسى».

واعتبر العلاقات المصرية البحرينية نموذجًا يحتذى به فى العلاقات العربية العربية، والشراكة السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية الوثيقة والمتنامية، لافتًا إلى أنها تأتى فى إطار التنسيق المتبادل والدائم فى تبادل الخبرات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، معربًا عن أمله فى أن تثمر زيارة الرئيس السيسى عن مزيد من التعاون بين البلدين.

وتابع: «المواقف الثابتة والمشرفة لمصر فى مختلف المواقف الداعمة للبحرين وللخليج العربى، ودعمها فى القضايا المشروعة بمختلف المحافل الدولية، دليل على صدق المواقف النبيلة لمصر العروبة وتأصيل موقفها الثابت من دعم الشعوب العربية، ومنها القضية الفلسطينية ومحاربة الإرهاب ورفض التدخلات فى الشأن الداخلى للبلدان العربية والاستقرار فى الشرق الأوسط».

وعقد الرئيس والعاهل البحرينى جلسة مباحثات موسعة مساء الخميس فى «المنامة»، ضمت وفدى البلدين، وشدد خلالها الرئيس السيسى على عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، فى ظل أن «أمن الخليج يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر».

وشدد الرئيس على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربى وتضامنه لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية، والتصدى لمحاولات التدخل فى شئونها الداخلية.

وأعرب العاهل البحرينى عن تقديره لدعم مصر للبحرين فى مختلف القضايا، وإسهامات أبنائها فى العديد من القطاعات ودورهم فى تحقيق التنمية ببلاده، مشيرًا إلى حرص البحرين على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وعبر الملك حمد بن عيسى عن ترحيب البحرين قيادة وشعبًا بزيارة الرئيس السيسى، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية البحرينية من تميز وخصوصية، ومشيدًا بدور مصر المحورى فى المنطقة العربية، قائلًا: «لا تدخر وسعًا لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وستظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى الوطن العربى».

وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، فضلا على مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.

كما اتفق الجانبان على مواصلة العمل المشترك لتوحيد الصف العربى وتعزيز تضامنه لما فيه صالح الأمة العربية وشعوبها والتصدى لمساعى زعزعة الاستقرار والنيل من مقدراتها.

مهمة بكين: توقيع اتفاقيات ضمن «مثلث التنمية العربى».. وقناة السويس حلقة وصل «طريق الحرير البحرى»

شددت صحيفة «السياسة» الكويتية على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين، واصفة إياها بـ «الاستراتيجية».

وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها بقلم رئيس تحريرها أحمد الجارالله، أمس الجمعة، تحت عنوان «السيسى فى الصين.. زيارة استراتيجية»، إن مبادرة الحزام والطريق تعتبر أهم المشروعات التى ستغير وجه العالم، وتعيد ربط ما قطعته الحروب طوال قرون، ولا يمكن بأى حال من الأحوال، نجاح مشروع طريق الحرير البحرى، إذا لم تكن قناة السويس حلقة الوصل الأساسية فيه.

وأضاف: «من هنا، ينظر إلى زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى بكين، والمشاركة فى منتدى التعاون الصينى- الإفريقى، الذى تمثل فيه مصر لاعبا مهما لجهة الربط بين الصين ودول القارة السمراء، والتبادل العلمى بينهما، خاصة لجهة جعل مصر رأس جسر للاستثمار الصينى فى القارة التى تضم ٥٨ دولة، وتمتلك كميات هائلة من المعادن الطبيعية، ما يعنى أنها تشكل رافدا كبيرا فى زيادة التبادل الصناعى والتجارى».

وخلص إلى أنه استنادا إلى هذه المعطيات، فإن مصر بما تملكه من كثافة سكانية، ومساحات كبيرة صالحة للاستثمار، وقاعدة علمية متينة، تشكل الجناح الآخر لنجاح المبادرات الكبرى التى تضطلع بها الصين حاليا وتعمل على تنفيذها.

وتابع: «فى سلسلة الزيارات السابقة التى أجراها الرئيس السيسى إلى الصين منذ ٢٠١٤، كان يجرى إعداد البنية التحتية القانونية والخدماتية لفتح أبواب الاستثمار أمام رجال الأعمال الصينيين، ومنها قانون الاستثمار الجديد الذى أفسح المجال أمام المستثمرين والشركات من كل أنحاء العالم للعمل فى مصر، حيث الأيدى العاملة الماهرة». وأشار إلى تميز الصين بثقافة العمل والإنتاج التى وضعت أسسها قبل نحو ٤ عقود مع بدء نهضتها الجديدة واختيارها اقتصاد السوق والانفتاح على العالم بعد عقود من الانغلاق، واليوم مع المزيد من تعزيز العلاقات المصرية الصينية، يجرى نقل تلك الثقافة إلى مصر، خاصة فى المشروعات الكبرى التى عرف عنها مدى جودة إتقان التنفيذ من تجارب سابقة، سواء كانت فى الكويت، أو السعودية، أو الإمارات أو المغرب.

واستكمل: «الصين التى تعتبر اليوم قوة اقتصادية هائلة، استطاعت غزو العالم بمنتجات من مختلف الأنواع، تولى أهمية كبيرة لزيارة الرئيس السيسى الحالية، منطلقة من أهمية موقع مصر الجغرافى، وقدراتها الكبيرة على استيعاب الصناعات، والمشاركة فى مبادرة الحزام والطريق من موقع فاعل».

وتوقع أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقات عديدة فى مختلف المجالات بين البلدين، تمثل قيمة مضافة فى توسيع رقعة التعاون بين الصين والعالم العربى بعد الاتفاقات السبعة التى وقعت مع الكويت، ومثلها مع المغرب، لتصبح الصين حاضرة فى ما يمكن تسميته بـ«مثلث التنمية العربى»، الذى يبدأ من شواطئ المحيط الأطلسى، ليصل إلى بوابة الشمال الإفريقى، وينتهى فى الكويت المطلة على الخليج العربى.

واختتم رئيس تحرير «السياسة» افتتاحيته قائلًا: «هذه هى مصر التى قلنا فى السابق إنها بعد استعادتها من براثن حكم مكتب الأوغاد، ستكون قاعدة اقتصادية مهمة فى العالم، تقوم على السلام والتعاون مع مختلف الحضارات، لتعيد اكتشاف ما راكمته حضارة سبعة آلاف سنة من العمل والجهد».

التعليقات