العصف والريحان.. الجزء الثاني من مذكرات محمد سلماوي في معرض الكتاب 2021

في كل ألوان الكتابة له بصمته الخاصة، شهرته تخطت الحدود المحلية والإقليمية، بصمته في خريطة المسرح العربي تؤكد أنه خير امتداد لزمن الأدب الرفيع،  فكان جديرا بأن تترجم أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وبعض نصوصه المسرحية تعرض على مسارح باريس وواشنطن ومونتريال ومولهايم إنه الكاتب الكبير محمد سلماوي.

وعقب نجاح كبير حققه "سلماوي" في  الجزء الأول من مذكرات "يوما أو بعض يوم" والصادر عن دار الكرمة، تطرح الكرمة أيضا فى معرض الكتاب الجزء الثانى من مذكراته،  بعنوان "العصف والريحان".

يستعرض الكاتب الكبير خلالها،  تلك الضفيرة النادرة التى يجيدها والتى يربط فيها بين أحداث حياته الشخصية والأحداث الوطنية الكبرى التى شكلت تاريخ مصر فى الفترة من مقتل الرئيس السادات عام 1981 وتولى الرئيس مبارك إلى قيام ثورة 25 يناير 2011 وصعود وسقوط حكم الأخوان ثم إقرار دستور 2014م، الذى شارك سلماوى فى كتابته وكان المتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين التى وضعته ووضعت معه مصر على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها.

الحائز على  أكبر الجوائز التى تمنحها مصر "جائزة النيل للآداب"، يسرد لنا روايته من منظور شخصي يُعنَى بالتفاصيل الإنسانية التي كثيرًا ما تغفلها كتب التاريخ، فيمضي بنا من خفايا بيروقراطية العمل الحكومي حين كان وكيلًا لوزارة الثقافة، إلى الصراعات التي احتدمت على إثر فوز أديبنا الأكبر نجيب محفوظ بجائزة نوبل، ومن كواليس معارك الرقابة مع عروضه المسرحية، إلى المواجهات العاصفة التي شهدتها الجلسات السرية للجنة الدستور. وقد أتاحت له المواقع المختلفة التي تبوأها أن يُعايش ذلك التاريخ ويتفاعل معه على المستويات السياسية والثقافية والصحفية على حدٍّ سواء، ومثل الكتاب الأول، يحفل هذا الكتاب بنحو مائتي صورة نادرة من الأرشيف الخاص بالمؤلف.

وحاز الأديب الكبير  على جائزة النيل فى الآداب، أكبر وسام تمنحه الدولة، ممثلة وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، عن مجمل مسيرته الكبيرة والممتدة إلى عقود، ولا يزال قادرا على الإبداع والمساهمة الفكرية الكبيرة فى الأوساط الثقافية المصرية.
 
سلماوى صاحب مشوار طويل فى الأدب جعله واحدًا من أبزر الكتاب والمبدعين المصريين فى العصر الحديث، وكانت له مكانة جعلته يحوز على ثقة الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ ليلقى عنه خطابه أمام لجنة نوبل فى حفل تكريم الأخير بجائزة نوبل فى الآداب عام 1988م،  فصار واحدا من مقربيه وحوارييه لازمه حتى أيامه الأخيرة، ومسيرة "سلماوى" أيضا كان فيها العديد من المناصب التى أضاف إليها صاحب "أجنحة الفراشة" بفكره ومواقفه الواضحة كرئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب، أو متحدثا باسم اللجنة التأسيسية للدستور 2014.
 
السيرة الذاتية للكاتب الكبير محمد سلماوى
درس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب - جامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1966، ثم حصل على دبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد بإنجلترا عام 1969، ثم التحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وحصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري عام 1975.
 
وكان محمد سلماوي قد عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفى عام 1988 انتدب وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية. وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة "الأهرام ويكلي" الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة "الأهرام إبدو" الصادرة بالفرنسية. وإلى جانب ذلك عمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة "الأهرام" اليومية، ورئيسا لمجلس أمناء صحيفة "المصري اليوم"، اليومية المصرية المستقلة، ثم رئيسا لمجلس تحرير الصحيفة، في الثالث من يناير، من العام 2014.
 
ولمحمد سلماوي عدد من المؤلفات في مجال مسرح: "فوت علينا بكرة ؛ اللى بعده" (1983) - "القاتل خارج السجن" (1985) - "سالومي" (1986) - "اثنين تحت الأرض" (1987) – "الجنزير" (1992) - "رقصة سالومي الأخيرة" (1999). وقد قام محمد سلماوي بتأسيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1988 وكان أول أمين عام للمهرجان.
 
التعليقات