"شرف" لن يرى النور !

من أتيحت له فرصة مشاهدة فيلم "شرف"، الذي عُرض في الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ضمن مسابقة البحر الأحمر للأفلام الروائية الطويلة، عليه أن يعلم أنه اقتنص فرصة تاريخية، ربما لن تتكرر مرة أخرى؛ فأغلب الظن أنه لن يُعرض ثانية في أية دولة عربية؛ لأن الفيلم المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي شارك في كتابة السيناريو مع المخرج سمير نصر، ينتمي، كما الرواية، التي صدرت عام 1997، إلى أدب السجون، فناهض القهر، والتعسف، وعري الفساد، وفضح الظلمً؛ من خلال الشاب أشرف عبد العزيز سليمان، الشهير باسم "شرف"(أحمد المونيراوي) ، الذي حلق بخياله وأحلامه، وفجأة وجد نفسه في السجن، لاتهامه بقتل "أجنبي" حاول اغتصابه، وراح يعيش عالماً آخر ، بكل قسوته وجبروته، وانتهاكاته، ووحشيته، وفساده، وصدقه في رصد الواقع والحقيقة، وهو ما يُنبيء أن الفيلم، مثله مثل "شرف"، لن يرى النور في صالات العرض العربية، خصوصاً أن المخرج تعمد اختيار أبطاله من عدة بلدان عربية؛ مثل : مصر وتونس والعراق وسوريا ولبنان، ودفعهم للتحدث بلهجاتهم المختلفة، وكأنه يرى أن "الهم واحد" و"الوجع واحد" و"الجُرح مشترك"؛ في مغزى لا يغيب عن فطنة أحد، ويوحي بأن "شرف"- الفيلم أيضاً - سيكون مصيره السجن، ربما لأن "الشرف" ليس له مكان !

"من صفحته"

التعليقات