"فضيحة".. عودة "حبلوش" نصير الإخوان .. و"مهدر دم" فرج فودة للتدريس بالأزهر

في الوقت الذي كان الجميع فيه مشغول بعصافير الإعلام الطائرة على رؤوس الشعب المصري، والتي تكمن وظيفتها الوحيدة في إبعاد المواطن وإلهائه عما هو مهم وحقيقي، أعادت جامعة الأزهر، الدكتور يحيى اسماعيل حبلوش، للتدريس فيها من جديد بعد رحلة طويلة من الإيقاف والهرب والتحقيقات.

حبلوش، ولمن لا يعرفه، هو إخواني الهوى، يشغل منصب أمين عام جبهة علماء الأزهر، التي من المفترض أن تبرأت منها المشيخة في السابق. له آراء صادمة فيما يخص الفكر والتنوير، فهو من أهدر دم الراحل فرج فودة في السابق، وهو أيضا من أهدر دم نصر حامد أبوزيد وسيد القمني.

ولحبلوش تاريخ طويل من الشطحات، بدأت عندما هرب إلى الكويت من حكم بالسجن لمدة سبع سنوات لسبه وقذفه شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي عام 2000. وقتها كتب حبلوش مقالا نشره بجريدة "الشعب" الناطقة باسم حزب العمل المجمد نشاطه حالياً تحت عنوان "الخلع صناعة أميركية"، انتقد فيه آراء شيخ الأزهر في قانون الأحوال الجديد الذي عرف باسم "قانون الخلع المصري".

وعلى أثره قدم شيخ الأزهر بلاغاً إلى النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد، اتهم فيه حبلوش، بالسب والقذف في حقه.

استمر حبلوش هاربا في الكويت، حتى اندلعت ثورة 25 يناير، وبعدها بعام تولى الإخوان الحكم، فتقدم أبناؤه بطلب للرئيس الأسبق محمد مرسي لإعادة والدهم إلى مصر، وقالوا في رسالة بعثوا بها إليه "سبق وأن تقدم والدنا الأستاذ الدكتور يحيى إسماعيل حبلوش إليكم متظلمًا من حكم قضائي صدر ضده منذ عشر سنوات لصالح أحد رموز النظام السابق؛ بسبب تصديه لمواقفه التي لم يحمده عليه غير هذا النظام، توفير الدخول الآمن له إلى مصر حتى يقول النقض كلمته الأخيرة في قضيته أو إصدار عفو رئاسي له بعد أن أقام محاميه الأستاذ سيد جاد الله بمعارضة في الحكم اعتمادًا منه على تحسن الأحوال القضائية".

ولفتوا إلى أن ما حمل والدهم على ذلك الطلب طول حرمانه وحرمان أسرته منه طيلة عشرة أعوام، ثم تعرض أسرته للضياع بعد وفاة زوجته أثناء مطاردة النظام السابق له، مما أضاف إلى كاهلها أعباء ناء بها ضعف بدنها، فجمع علينا النظام السابق فواجع على فواجع بغير إنسانية، ولا عدل ولا رحمة، فجيعتنا في أمنا بالموت الكامد، بعد فجيعتنا بمطاردة النظام لأبينا وحرماننا منه أكثر من عشر سنوات بالمطاردة والملاحقة غير الكريمة.

وأوضح أبناء حبلوش أن رد ديوان المظالم جاء بأن قضية أبيهم لا تزال منظورة، واعتمادًا على ذلك تجهز والدنا للرجوع إلى مصر بعد أن حزم أمتعته، وأرسل بكتبه ومراجعه ليتسلم عمله أستاذًا للحديث وعلومه بجامعة الأزهر وفق ما حكم له أخيرًا بعد أن حكم النظام السابق عليه بالعزل المهين.

واستطرد الأبناء "أنه بعد أن عرفت الابتسامة طريقها إلى شفاهنا بعد طول الأحزان وكثرتها بقرب مقدم أبينا، حيث علمنا بأنه قد حجز لعودته التي أراد أن تكون الأخيرة له إلينا، وذلك على الطيران المصري، وحدد لذلك الثامن من شهر يناير 2013، إذا بقوة تنفيذ الأحكام تدهم بيتنا باحثة عن والدنا الذي تعلم مكانه، وأنه لا يزال يعيش مشردًا غريبًا بدولة الكويت، وهو ما يعني أن القضية عندهم غير منظورة".

واختتم الأبناء رسالتهم قائلين "نأمل من الله تعالى أن يشرح صدرك لتحقيق أملنا فيك، بأن تمكن بسلطانك العادل والدنا من دخول بلده الذي طارده نظامها السابق لغيرته على الأزهر والملة".

عاد حبلوش بالفعل إلى مصر، وبعد سقوط الإخوان في 30 يونيو، ظهر وجهه ووجه الجبهة التي يشغل منصب أمينها العام، وترددت أنباء عن تورطه في دعم تظاهرات طلبة الإخوان، وبالفعل وفي أبريل الماضي، ألقت قوات الأمن القبض عليه، بعد أن اقتحمت القوات منزله واقتادته إلى قسم شرطة المقطم.

لكنه خرج بعد فترة صغيرة من الحبس، ثم أوقفته جامعة الأزهر عن العمل وإحالته للتحقيق؛ بدعوى انضمامه لجبهة علماء الأزهر، وشغله منصب الأمين العام ودعمه للإخوان، وذلك لتورط الجبهة فى التحريض ضد مصر ومؤسسات الدولة ضمن الكيانات المناصرة للجماعة الإرهابية.

وقتها شنت حركة أبناء الأزهر الأحرار، إحدى أذرع جماعة الإخوان، هجومًا كاسحًا على الجامعة، مهددة الجامعة بمقاضاتها دوليًا، مستنكرة عبر صفحتها بـ"فيس بوك"، والتى يديرها الإخوانى الهارب عبد العزيز رجب، المفتش المفصول من وزارة الأوقاف لتحريضه على العنف واقتحام مكتب وزير الأوقاف والحكم عليه قضائيًا والمقيم حاليًا بإيطاليا، ورافضة توقيف الأستاذ بجامعة الأزهر. إلا أن الجامعة وبعد أشهر أعادته مرة أخرى للتدريس.

من جهته هاجم المفكر سيد القمني المؤسسة الأزهرية بسبب هذه الخطوة قائلا "الأزهر عدو في باطن في مصر لا يخرج إلا إذا بقر بطنها".

التعليقات