راقصات في أحضان جنرالات العالم.. حكايات جنسية غيرت التاريخ

 

 
لم يشفع لهن حب جمهور عريض تابعهن عبر الشاشات، فدفعن ضريبة جمالهن الصاخب، ووقعن فريسة لأطماع أجهزة مخابراتية استخدمتهن في معارك دولية وإقليمية.. نعم كان ولا يزال الجنس واحدا من أهم الأسلحة المخابراتية التي تستخدمها الدول في معاركها، وهذا ما دفع المخابرات المصرية في بداية ستينيات القرن الماضي لرفض زيجة المشير عبد الحكيم عامر من الفنانة برلنتي عبد الحميد، خشية أن تكون جاسوسة للغير قبل أن تعود المخابرات وتقبل بالزيجة بعد تأكدها من عدم وجود أي شبهة تجسس.
 
مارلين مونرو.. السكر في أحضان الروس
حكايات وقصص كثيرة عن علاقات الفنانات بالجنرلات واستخدامهن في جولات سياسية انتهت في كثير من المرات بمقتلهن، وأسهمت الكثيرات منهن في كسب وخسارة معارك لأطراف على حساب أخرى، وفق ما كشفته المخابرات الأمريكية التي حصلت علي ما يثبت تورط الفنانة العالمية مارلين مونرو في التجسس لصالح روسيا لمدة 9 سنوات من عام 1953 إلى عام 1962.
فتاة هوليود التي ماتت كغيرها من الفنانات في ظروف غامضة، وعاشت أواخر عمرها صامتة تخشى الموت الذي يلاحقها في كل مكان، لكونها عميلة مزدوجة لأكبر جهازي مخابرات في العالم، ما استدعي علامات استفهام كثيرة حول موتها.
أحد الجنرلات الأمريكان حكي في آخر لحظات عمره عن حكاية تجنيد الساحرة التي شغلت العالم كله لصالح المخابرات الأمريكية، واعترف بأنه وراء قتلها، بعدما اكتشف خيانتها، فالبداية كانت بخروجها عن التعليمات والسكر في أحضان الروس والتفوه بكلمات ومعلومات خطيرة جعلتها تقع بعد ذلك فريسة لهم وعلي إثر ذلك تم تجنيدها.
 
برلنتي .. أولي راقصة في أحضان جنرالات مصر
لم يعبأ برفض زملائه، فقرر المشير عبد الحكيم عامر الزواج من الفنانة برلنتي عبد الحميد، عرفيا، ومع ضغوط رفاقه اضطر إلى إقناعها باعتزال الفن والتضحية بالمبالغ الكبيرة التي كانت تتقاضها، حيث وصل أجرها في ستينيات القرن الماضي إلى 1500 جنيه.
"ده قال للمشير عليا إني حلوة قوي".. هكذا وصف الزعيم جمال عبد الناصر الفنانة برلنتي عبد الحميد، في حديثه مع زوجها، وفق ما روته الفنانة بعد ذلك، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فقد ذكرت برلنتي أن عبد الناصر كان يداعبها في التليفون عندما يحتاج المشير في مهمة كبيرة بالقول: «اتركيه لعمله يا متوحشة».
راقصات هزت عرش مصر
بديعة.. الراقصة اللبنانية التي ارتبط اسمها بالسياسيين، تُعد مدرسة أفرغت عددا لا بأس به من الراقصات اللاتي ارتبطن بساسة كبار، كان أبرزهم الراقصة حكمت التي رقصت أمام هتلر وموسيليني قبل الحرب العالمية، وهكذا كانت البضاعة تسوق بالخارج وتوظف سياسياَ، وتعرفت وقتها على شاب ألماني أمّه مصرية، اسمه حسين جعفر، وكان جاسوساً لألمانيا، فتعرف بدوره على أنور السادات والفريق عزيز المصري وعرفت عوامة حكمت فهمي اجتماعات هؤلاء، الذين كانوا يرغبون في الاتصال بالألمان من أجل طرد الإنجليز من مصر، إلا أنهم وقعوا في يد المخابرات البريطانية فصدر حكم ضد الراقصة حكمت فهمي بالسجن لمدة 30 شهراً، وطُرد السادات من الخدمة العسكرية.
كانت بديعة أول ممثلة وراقصة عربية رحلت من لبنان إلى مصر في مطلع القرن العشرين لتضع الكازينو الخاص بها وجميع العاملين به تحت تصرف القوات البريطانية طوال مدة الحرب العالمية الثانية، وقد لقبت «ملكة الليل» لأنها كانت صاحبة أكبر ملهى في ميدان الأوبرا.
سهلت علاقات بديعة برجال السياسية هروبها من مصر بطائرة خاصة انتظرتها في صحراء مصر الجديدة خلف حديقة الميرلاند.
 
سامية جمال.. راقصة الملك فاروق
ذكر مصطفى أمين في كتابه «ليالي فاروق» بعنوان «ملكة لليلة واحدة»، أن سامية جمال أمضت ليلة في غرفة الملك واستيقظت فلم تجده فقد اختفى من دون أن يودعها بعد أن أمضى الساعات وهو راكع تحت قدميها يبثها غرامه، وبحثت عنه في كل مكان قد تجده فيه ولكنه كان يتجاهلها، وبسبب حبها لفاروق أنهت علاقتها بفريد الأطرش.
أسمهان.. موت غامض
كانت طفولتها صعبة ونشأت في ظروف متقلبة، رحلت بلغز لم تُحل إلى الآن خيوطه، إنها الفنان السورية التي أطلق عليها الملحن داود حسني «أسمهان»، ولدت في 24 نوفمبر 1912 على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها والسلطات التركية، اسمها الحقيقي «آمال الأطرش» والدها هو «فهد الأطرش» وشقيقها المطرب «فريد الأطرش».
بعد وفاة الأمير فهد، اضطرت والدتها الأميرة «علياء» للذهاب إلى مصر بعد قيام الثورة السورية الكبرى، وأقامت أسرت الفنانة في حي «الفجالة»، وقتها كان فريد في بداية مشواره الفني لتبدأ بعده أسمهان تخطو خطواتها الأولى نحو الفن، وشاركت أخاها العمل في صالة ماري منصور بشارع عماد الدين.
بعد وفاتها أثر حادث غامض في 14 يوليو 1944 توالت الروايات حول تعاملها مع شبكات تجسس بريطانية وفرنسية وألمانية، بسبب حاجتها إلى المال، في الوقت نفسه ذكرت هذه الروايات أن أسمهان تعاملت مع المخابرات البريطانية بهدف تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا، كما لفتت الروايات لعدم رغبة أسمهان الدخول في عالم الجاسوسية، وقيل إنه بعد تخلي الإنجليز عنها، لجأت للعمل مع الاستخبارات الفرنسية «الديجولية»، ومن ثم الألمانية، وبذلك أصبحت عميلة مزدوجة.
عن سبب وفاتها اتهمت الروايات المخابرات البريطانية في قتلها والبعض اتهم سيدة الغناء الراحلة أم كلثوم بالضلوع في تدبير مقتلها، وروايات أخرى ذكرت أن الملكة “نازلي” كانت وراء تدبير حادث اغتيال أسمهان، بسبب غيرتها منها على حبيبها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي.
كاميليا.. من اليهودية إلى الجاسوسية
ليليان ليفي كوهين، أو الراقصة كاميليا كما أطلق عليها بعد ذلك، هي أشهر نجمة سينمائية والتي قال عنها البعض إنها جاسوسة يهودية لصالح إسرائيل، والبعض يرى أنها مسيحية، ولكن مصطفى أمين أكد على أنها يهودية الأصل والمنشأ، وكان لها علاقة بالملك فاروق حتى إن الملك فاروق عندما قرر أن يتركها أقدمت على الانتحار قبل أن تموت ميتة مأساوية في حادث سقوط طائرة في نهاية صيف 1950.
ووفق الكاتب “صابر شوكت” في كتاب “مخاطر دولة الفنانين” فإن الفنانة “كاميليا” لم تدخل الفنن إلا بأوامر سرية من الوكالة اليهودية وتمكن “جيمس زارب” رئيس فرع مخابرات الوكالة اليهودية في مصر من الاتصال بمدرب الرقص اليهودي “إيزاك داكسون” وقدمها راقصة عن طريق الفنانة “إلهام حسين” لتشق طريقها خلال شهور في سماء الفن وتغزو مخدع ملك مصر وتصبح هي الأهم لدى الملك فاروق ولولا القدر لتزوج منها وأنجب حاكم مصر القادم.

 

التعليقات