الاْردن : 7 فبراير.. مات الملك .. عاش الملك

 
حين تيقن  العاهل الأردنى الملك حسين انه لا أمل من شفائه من مرض السرطان ، قطع رحلة العلاج ليموت فى وطنه ويقوم بترتيب نقل السلطة الى اكبر ابناءه الامير عبد الله ، وكانت المهمة صعبة اذ كان أخيه الامير الحسن هو ولى العهد ، وبمرسوم ملكى قام الحسين باعفاء شقيقه من مهام المنصب الذى كان يؤهله لاعتلاء العرش ، فى انقلاب داخل القصر استقبله الامير الحسن بهدوء واستمر فى أكار العمل الاهلى بعيدا عن مسؤليات الحكم التى آلت الى الامير عبد الله ، الذى تولى الحكم فى ٧ فبراير ١٩٩٩ ، وسرعان ماعين ابنه وليا للعهد قاطعا الطريق على اى خلل فى وراثة العرش .
والواقع ان الملك حسين استفاد من تاريخ بلاده حين تمت الاطاحة بوالده الملك فيصل لأسباب طبية ، وقيام مجلس وصاية عام ١٩٥٢ برعايته الى ان تسلم مهامه الدستورية وكان عمره حين وفاة والده١٧ عاما فقط ، وقام بترتيب نقل السلطة الى ابنه بشكل دستورى ضمن له البقاء فى حكم هذا البلد اللذى واجهه الكثير من العواصف فى المنطقة ولايزال .
ورغم هزيمة الاْردن مع مصر وسوريا فى حرب ١٩٦٧ وضياع الضفة الغربية والقدس وكانت تحت ولاية الاْردن ، فقد عقد معاهدة سلام مع اسرائيل دون أستعادة الضفة والقدس ، ردا على قرار للقمة العربية والذى اكد ان منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى ، وخاضت القوات الفلسطينية معركة الكرامة مع القوات الاردنية عام ١٩٧٠ فيما عرف ب أيلول الأسود الذى انتهى بوفاة الرئيس جمال عبد الناصر ، واستمر الملك عبد الله فى الحفاظ على السلام مع اسرائيل وعدم التورط فى اى حروب معها ، وهى نفس سياسة الملك عبدالله المستمرة الى الان ، ولكنه يواجه مشكلة الحرب فى سوريا ونزوح اكثر من مليون سوري اضافة الى اكثر من ثلاثة مليون اردنى من اصل فلسطينى ، اضافة الى تفاقم المشاكل الاقتصادية والصراعات السياسية رغم الانفتاح السياسي والسماح بتعددية مقيدة ، ادت الى صراع ببن القوى الوسطية واليسارية مع جماعة الاخوان التى حالات جر الاْردن الى الربيع العربي ، ولكن قبضة الحكم الحديدية حالت دون ذلك لينجو الاْردن من مصير البلدان المجاورة ، وان يظل يواجهه مشاكل وتبعات الحرب فى سوريا وانقسامات العراق وعدم حل القضية الفلسطينة 

التعليقات