مين يكسب في "الكيف".. باسم سمرة أم محمود عبد العزيز؟

 

دأب السيناريست أحمد أبو زيد، نجل الكاتب الكبير محمود أبو زيد على نقل أعمال أبيه الناجحة في السينما بداية الثمانينيات، إلى مسلسلات في الألفية الجديدة، تواكب الحياة المعاشة وتوافق أساليب الدراما التليفزيونية الحديثة، محاولا أن يتجنب المط والتطويل الذي يضرب كثيرا من الأعمال المقدمة خلال السنوات الماضية.
فعلها أحمد بـ"العار"، الذي قام ببطولته مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة، مجسدين أدوار نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمي، على التوالي، فهل نجح أحد من أبطال المسلسل في التفوق على بطل الفيلم الذي يناظره.
الإجابة لا، على الرغم من المستوى الجيد الذي ظهر عليه المسلسل ككل متكامل، وليس كمباريات تمثيلية بين الجيلين، فظهر مصطفى شعبان مقلدًا لمحمود عبدالعزيز في "الكيف"، مبتعدا بذلك عن شخصية نور الشريف في العار التي يجسدها، وعندما سُئل عن هذا أكد أنه لم يحاول أن يقلد الراحل نور، وأنه صنع شخصية أخرى وفقا لأحداث ومجريات المسلسل المكتوب، وليس الفيلم الذي قدمه المخرج علي عبد الخالق قبل نحو 30 سنة.
أما رزق، فلم تكن له ملامح واضحة، لاسيما أنه كان يجسد شخصية الدكتور، التي جسدها محمود عبدالعزيز، بينما كان أداء شريف سلامة نمطيا لشخصية ضابط البوليس، وهي اختلفت تماما عن الشخصية التي أداها حسين فهمي، خصوصا بصراعاتها الداخلية التي ظهرت على النجم الكبير في الفيلم.
الآن، وبعد شهرين بالتمام والكمال سيكون جمهور الدراما المصرية على موعد مع مسلسل آخر كتبه أبو زيد الابن ويخرجه محمد النقلي عن فيلم لأبو زيد الأب أخرجه علي عبدالخالق، وهو "الكيف"، حيث يجسد باسم سمرة الدور الذي جسده النجم الكبير محمود عبدالعزيز، بينما يجسد أحمد رزق أيضا الدور الذي جسده يحيى الفخراني.
ولكن من سيفوز؟ أو بمعنى أصح هل سيقنع باسم سمرة الجمهور بأنه كان جديرًا بتجسيد دور قدمه من قبله النجم الكبير محمود عبد العزيز؟
باسم ممثل من العيار الثقيل، وعمل في أفلام لمخرجين كبار جدا، منهم على سبيل المثال يسري نصر الله ومروان حامد وغيرهم، واستطاع أن يلفت إليه الأنظار بشدة كممثل أكثر منه "كاركتر"، وهو ما قد يؤهله إلى أن يقدم دورًا جيدا في "الكيف"، لكن الساحر كان شيئا آخر في الفيلم.
عبدالعزيز اعتمد على موهبته الخاصة في التحول من الكوميديا للتراجيديا، ومن الصراع النفسي الذي كان يعاني منه بسبب توريط أخيه المعملي الكيميائي في عالم المخدرات. عبد العزيز جسد ببراعة النموذج المثالي للانحطاط سواء في طريقة التفكير، التي جعلته يهجر ما درسه في كلية الحقوق، ليغوص في عالم الكيف، وجعلته أيضا يؤمن بأنه مغني، وهو يعلم أن صوته سيئ، لكنه اعتمد على فكرة أن "الناس هتاخد على صوته".
الساحر جسد ببراعة شخصية "كمال"، لتصبح من العلامات الكبرى في تاريخه التمثيلي، وهذا بالتأكيد سيظلم باسم سمرة، كمن يُظلم مثلا في تجسيد الشيخ حسني، إذا قرر أحدهم إعادة إنتاج فيلم "الكيت كات" كمسلسل في المستقبل.
التعليقات