إنهيار إتحاد كتاب مصر .. ووزير الثقافة يلتزم الصمت !

غريب أمر اتحاد الكتاب المصري. كان له باع طويل وشهرة عريضة منذ سنوات قليلة، وتحديدا تحت رئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي، ثم خفتت الشهرة وذهبت الأضواء، ونساه الناس والكتاب أيضا، حتى صار الآن عرضة للتلاشي والاختفاء، لاسيما بعد الصراعات التي تضربه بعنف.
النزاع قائم بين فريقين داخل مجلس اتحاد كتاب مصر، أحدهما يمثله د.علاء عبد الهادي الذي يرى أنه طبق قانون الاتحاد بتصعيد عدد مساو لأعضاء المجلس الستة عشر المستقيلين، وأن كل الإجراءات التي يتخذها الطرف الآخر غير قانونية.
أما الاتجاه الآخر يمثله الأستاذ حزين عمر سكرتير عام الاتحاد، الذي قال إن المجلس سحب الثقة من رئيس الاتحاد وبالتالي لم يعد له صفة تمثيلية، وكل القرارات التي اتخذها بعد هذا التاريخ باطلة.
هذا النزاع للأسف خرج من داخل الاتحاد العريق إلى صفحات الجرائد والمواقع المتخصصة، وإلى ساحات المحاكم.
الاتحاد العام للكتاب العرب أصدر بيانا بالأمس نصح فيه كل الأطراف للاحتكام للقانون، وللجمعية العمومية صاحبة الاختصاص والسلطة العليا في اتحاد كتاب مصر، وذلك حفاظًا على مكانة الاتحاد، وتاريخه، وثقله الثقافي والإبداعي كونه يمثل أدباء وكتاب مصر، بأسمائهم الكبيرة ومنجزهم العالي وتواجدهم الخلاق على المستويين العربي والعالمي.
الأكثر دهشة من هذا وذاك أن وزير الثقافة حلمي النمنم يلتزم الصمت تجاه ما يحدث، حتى وإن كانت حدود سلطاته لا تمتد للاتحاد، إلا أنه باعتباره وزيرا للثقافة أو حتى مثقفا عاديا، كان من المفترض أن يتدخل لحل النزاع، لكنه وفقا للمصادر يرى ضرورة أن تلجأ كل الأطراف للقانون.
الاتحاد العام قرر في هذا الشأن تشكيل لجنة للمتابعة، تكون على اتصال مستمر بالفريقين المتنازعين، برئاسة الدكتور عبد الرحيم العلام، النائب الأول للأمين العام ورئيس اتحاد كتاب المغرب، وعضوية الدكتور عمر قدور رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين ومساعد الأمين العام لأفريقيا، والأستاذ أحمد العسم نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حيث إن اتحاد الإمارات يرأس مكتب الشئون التنظيمية، على أن يظل اتصال الاتحاد العام مع اتحاد مصر عبر رئيسه د.علاء عبد الهادي إلى أن يحسم النزاع بطريقة هادئة تليق برقي ومكانة الطرفين، كما نأمل ونتمنى.
هذه الأزمة ولاشك تهدد وحدة أهم اتحاد كتاب في الوطن العربي، واستمرارها يعني تعطل متطلبات أعضاء الاتحاد من معاشات وإعانات، كما يؤثر في فاعلية الاتحاد المصري في المحافل العربية كافة.

التعليقات