الهوس بـ"الشعبي" مستمر.. تعرف على الأسباب

تعتبر الأغنية الشعبية لسان الشعب تحكي عن همومه وأفراحه فهي تعد سفيره الأول إلى العالم الخارجي بما أنها تتغنى بكل ما يهم الشعب و غالبا ما كانت تتغنى بقضايا الطبقة الكادحة والمسحوقة وكذا العاملة.
تطور هذا المفهوم في مصر في منتصف القرن الماضي مع لأغنيات أبودراع ومحمد طه وغيرهم، وجاءت فترة الستينيات والسبعينيات ليظهر جيل آخر وطريقة أخرى للغناء الشعبي مع محمد العزبي ومحمد رشدي وشفيقة وفاطمة عيد، حتى ظهر الأسطورة أحمد عدوية، بأغانيه التي كسرت السوق الغنائي.
الجيل الوسيط من الغناء الشعبي والذي افتتحه حسن الأسمر ثم حكيم وعبدالباسط والبرنس حافظ على نمط عدوية في الغناء مع بعض التجديد، إلى أن أتت ظاهرة شعبان عبدالرحيم لتغير مفهوم الأغنية الشعبية في مصر.
يعتبر شعبان حلقة وسيطة من الغناء الشعبي القديم وأغاني المهرجان، حيث نمط الموسيقى الواحد وعدم الاعتناء بالكلمات وهبوطها من مرحلة الشعبية إلى مرحلة السوقية.
ظهر هوس كبير بين جماهير الموسيقى الشعبية لأغاني المهرجان، التي صارت ضيفا دائما في أفلام السينما خلال الفترة الماضية، فيما كثرت بشكل ملفت الفرق التي تغني هذا النمط.
الهجوم النقدي والثقافي والفني على مثل تلك الأفلام، وبالتبعية "أغنيات المهرجان" قلل من تأثيرها كثيرا لحساب نمط آخر أشبه بنمط عدوية وحكيم والأسمر وعبدالباسط، مع إحياء لأغنيات شعبية قديمة مع إضفاء موسيقى أكثر صخبا، ولعل "على رمش عيونها" التي رقصت عليها صوفينار في فيلم "القشاش"، و"لا والنبي يا عبده" لليثي وبوسي، شهود على ذلك.
الهوس بالأغاني الشعبية اجتاح أيضا موسيقى فرق "الأندر جراوند" فأعاد فريق وسط البلد مع أحمد عدوية أغنية الأخير "كركشنجي"، وأعاد فريق كايروكي مع عبدالباسط حمودة أغنية "غريب في بلاد غريبة"، وكذلك "مفيش مستحيل" التي غنتها نيكول سابا مع عبدالباسط أيضا وبتوزيع حسن الشافعي.
هذا الهوس مستمر، وسوف يستمر خلال الفترة المقبلة، نتيجة عدم وجود لون غنائي جديد يسد احتياج هوية الموسيقى المصرية حاليا، بعيدا عن الأغنية الرسمية (العاطفية وغيرها) التي ضاقت فصار أبطالها فقط عمرو دياب ومحمد منير وتامر حسني، وأنغام وشيرين.

التعليقات