احترس ..الاحتباس الحراري يسبب السكتة الدماغية

تشير دراسة حديثة قدمها فريق من العلماء في المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية ، إلى وجود علاقة تربط بين ازدياد عدد المصابين بالسكتة الدماغية وارتفاع مستويات التلوث، فقد توصل الفريق إلى أدلة إضافية تؤكد مساهمة كل من التغير المناخي وجودة الهواء في التسبب بأمراض القلب والأوعية الدموية.
استخدم الباحثون بيانات من الولايات المتحدة الأمريكية والصين باعتبارهما "أكبر دولتين مطلقتين للغازات ، والمسؤولتين عن حوالي ثلث الاحتباس الحراري العالمي حتى الآن، حيث قام الفريق بتقييم جودة الهواء لبيانات تم جمعها بين عامي 2010 و2013 من 1118 مقاطعة في 49 ولاية في أمريكا ومن 120 مدينة في 32 مقاطعة في الصين، وذلك بهدف استقصاء مدى الارتباط بين جودة الهواء وعدد حالات السكتات الدماغية المنتشرة، إضافة إلى دراسة التأثير المحتمل لدرجات الحرارة على هذا الارتباط
درس الباحثون لتقييم جودة الهواء تركيز الجزئيات الدقيقة فيه، والتي تعبر عن الجسيمات المعلقة في الهواء، بما فيها الغبار والرماد والأوساخ الناعمة والدخان والقطيرات السائلة. وتشكّل الجزئيات ذات القطر الأقل من 2.5 ميكرومتر (PM2.5) مصدر الخطر الصحي الأكبر لصغر حجمها الذي لا يتجاوز جزءا من ثلاثين جزء من قطر شعرة الإنسان مما يجعلها غير مرئية للعين، وهي تنشأ بشكل أساسي من احتراق الوقود في محركات السيارات، ومن محطات توليد الطاقة، وكذا من حرائق الغابات وغيرها من المصادر الملوِّثة.
وجد الباحثون في دراستهم ارتفاع العدد الكلي لحالات السكتات الدماغية بمعدل 1.19% لكل زيادة في تركيز الجزئيات مقدارها 10 ميكروغرامات في المتر المكعب الواحد من الهواء..

وتوصل الباحثون أيضا إلى وجود تأثير هام لدرجات الحرارة على جودة الهواء وبالتالي على خطر التعرض لسكتة دماغية ، ففي الولايات المتحدة تأتي السكتات الدماغية في المرتبة الخامسة بين المسببات الرئيسية للوفاة. فهي تحصد سنويا أرواح 129 ألف شخص، كما تعد السبب الرئيسي للإعاقة. أما عالميا، فيصاب بها سنويا حوالي 33 مليون شخص، منهم 16.9 مليون شخص يصاب بها للمرة الأولى. وهي تعد المسبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم بعد أمراض القلب.

ومع عدم قدرة المرضى على التحكم بجودة الهواء، فإن الفريق الباحث يؤكد على أهمية نتائج دراسته كدليل لصانعي القرار ومسؤولي الصحة العامة للتوصية ، بضرورة تطوير نماذج أفضل للرصد والمراقبة والتنبؤ بالتغييرات المناخية، ليساعدوا المرضى على حماية أنفسهم بشكل أفضل.

التعليقات