هل انتهى عصر الأفلام الكوميدية؟.. النقاد يحللون أسباب اختفائها

في المواسم السينمائية السابقة كانت الأفلام الكوميدية تحتل الصدارة والنسبة الأعلى بين الأعمال السينمائية المعروضة مؤخرا فقط بدأت هذه النسبة في التراجع بشكل ملحوظ وأصبح الاتجاه العام للأفلام التي تعتمد تيمتها على التشويق والحركة.

عن الأسباب قالت الناقدة الفنية حنان شومان، إن الجمهور يقبل على ما هو جيد أو لافت للانتباه، حيث يعرض حاليا فيلم «خير وبركة» لكل من على ربيع ومحمد عبد الرحمن، وهو فيلم سيء جدا بمعيار السينما، ولا يحتوى على أى مقومات على الرغم من تحقيقه إيرادات ليست قليلة، ولكن لن يستمر بعد انتهاء العيد.

وأشارت إلى أن الشباب يحبون أبطال "مسرح مصر" على الرغم من أنهم لا يقدمون شيئا عظيما، ولكن السينما تعتبر جزءا من خروجات العيد للشباب والأطفال، لذلك يقبلون على فيلم واحد، لأن هناك فئات لا تستطيع أن تدخل السينما باستمرار بعد ارتفاع أسعار التذاكر.

بينما رأت الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، أن المشكلة الحقيقية تكمن في صناعة كيفية صناعة الفيلم الكوميدي، على سبيل المثال، الفيلم الذي ينافس حاليا «خير وبركة»، الذي تخيل صانعه أنه بمجرد إطلال على ربيع ومجموعة "مسرح مصر" سيضحك الجمهور، لذلك أكدت أنه حتى الفنان عادل إمام لا يمكن أن يضحكنا فى الوقت الحالى إذا قام بتكرار نفس الحركات القديمة «الحواجب - والفم..»، لأن السينما تتطور.

وأوضحت حنان شومان أن أسباب التراجع تعود إلى أن الأفلام لا ترتقي إلى الكوميديا التي يريدها الجمهور لذلك ينصرف عنها، مؤكدة أنه إذا كان الفيلم الكوميدي جيدا وأفضل من الأفلام الأكشن، سيتجه بالضرورة الجمهور إلى الكوميديا، لأنها الأقرب إلى الجميع فى كل العالم، لما تصنعه من بهجة، بينما وصفت الأفلام الكوميدية الحالية بالنكتة البايخة المكررة.

 وحللت الناقدة الفنية، ماجدة موريس، ظاهرة التراجع بأن الجمهور أصبح لديه وعي، لذلك فالأفلام التي تحتوي على جهد سينمائي حقيقي فقط هي من تستحوذ على اهتمام الجمهور، لذلك لا ينجح ما يقوم به البعض بجلب ممثل وكوميدي، ويقوم بإلقاء مجموعة من الإفيهات وينتظر أن ينجح الفيلم. وأوضحت «موريس» أن المشهد في مصر الآن اختلف عن العشرين عاما الماضية، منذ أن عرض فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، وأخذت موجة الأفلام الكوميدية تتصاعد، حيث يوجد حاليا جميع أنواع الأفلام ما بين الأكشن والدراما الاجتماعية والكوميديا والشعبية، ولكن الجمهور يبحث عن الأجود، لذلك نستطيع أن نفسر أسباب إقبال الجمهور على فيلم «الخلية» ومن قبله «هروب اضطراري»، لأنهما صناعة جيدة من السيناريو والحبكة الدرامية، مرورًا بالإنتاج والإخراج.

 بينما قالت الناقدة الفنية، خيرية البشلاوي، إن التراجع يعود إلى عدم تحقيق الهدف المرجو منها، وهو إضحاك الناس، لذلك من الطبيعي انصراف الجمهور عنها، ويتجه إلى ما هو أجود، سواء كان أكشن أو دراما، مؤكدة أنه ليس من الضروري أن الممثل الكوميدي يضحك الجمهور في كل مرة، وذلك لأن الفيلم يتكون من عدة عناصر إذا تفاعل جميعها أسفرت عن عمل سينمائي ناجح. وأوضحت أن الأفلام التجارية أو المعروفة باسم أفلام السبكي لها جمهورها الذي يحب أن يشاهد الإسفاف والمشاهد الخارجة، ولكنها أفلام فقط للعيد، ولا تكمل عقب انتهاء الموسم لأن جمهور السينما يختلف عن جمهور الأعياد.

التعليقات