حكاية "منحة صلاح".. شائعة بدأت بمنشور وانتهت بالنفي

بعد نجاح طاغي ونجومية منقطعة النظير، أصبح استخدام إسم محمد صلاح أسرع وسيلة للربح وجني الأموال، حتى أن عددًا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تداولوا شائعة بترويج أشخاص أمام مكتب بريد الهانوفيل غربي الإسكندرية، استمارات منحة زعم أنها مقدمة من المحترف في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي إلى مواطنيه مصر.

من جانبها، أكدت هيئة البريد، عدم وجود منحة تحمل اسم اللاعب محمد صلاح، والتى انشرت مؤخرا من خلال صفحات التواصل الاجتماعى، كما شدد على ضرورة التحقق من الأخبار والمعلومات، والحصول عليها من مصادرها الرسمية، وعدم الانسياق خلف الشائعات.

ونشرت الصفحة الرسمية للبريد المصرى، عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تنويها، :"السادة عملاء البريد المصرى، انتشر مؤخرا علي صفحات التواصل الاجتماعي ما يفيد عن وجود منحة مالية للشعب المصرى مقدمة من قبل لاعب المنتخب لكرة القدم محمد صلاح".

وأضاف:" نؤكد للمواطنين و لعملاء البريد الكرام، أن هذه المنحة ليس لها وجود، وليس للبريد أى صلة بها ولا يعلم أى شىء بخصوص هذه الأخبار المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعى المتداولة من قبل بعض المستخدمين".

وتابع :"ونهيب بالمواطنين أن يتحققوا من أي خبر او معلومة من مصادرها الرسمية و لا ينساقوا خلف مثل هذه الشائعات الكاذبة حتي لا يقعوا ضحية لعملية نصب من افراد غير معلومين. لقد تم ادراج كيان مؤسسة البريد العريقة في هذه الشائعة لإضافة الشرعية وهذا ما يلجأ إليه عادة مثل هؤلاء فى عمليات النصب حتى يكتسب ثقة المواطنين".

وشدد البريد على حقيقة ثابتة، أنه لم ولن يتم بيع أى نماذج أو استمارات من خارج أو من قبل مكاتب البريد، وأى شخص أو جهة تدعى غير ذلك يجب التوجه إلى أقرب مكتب للبريد المنتشرة في جميع أنحاء البلاد للإبلاغ عنها والتأكد من صحتها، و قد تم التواصل مع الجهات المسئولة عن التعامل مع مثل هذه الشائعات للتحقق منها والتأكد من صحتها من عدمه".

"بوابة الحكاية" رصدت  تفاصيل الشائعة التي أثارت غضب مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي في الإسكندرية على مدار اليومين الماضيين، والتي أرجعها البعض إلى استغلال بعض راغبي الكسب السريع اسم اللاعب المصري في جني أرباح لصالحهم دون وجه حق.

بدأت الأحداث بمنشور كتبته المواطنة السكندرية هند عبد الله، مساء أمس الأول، جاء فيها "مكتب بريد الهانوفيل بيستلم من المواطنين حاجة اسمها استمارة منحة محمد صلاح اه والله العظيم زي ما بقولكم كده وعلي مسؤليتي، إيه بقي مفهمين الناس أن صلاح عامل منحة للشعب واللي عايز يستلم يشتري استمارة بعشرين جنيه يشتريها منين بقي معرفش، ودمغة بخمسة ويسلمها وإن شاء الله لما المنحة تيجي هنكلمكم."

وتابعت "الناس غلابة مصدقين وواقفين طوابير أمم، حدث بالفعل قدام عنيا ومش قادرة أصدق، مصورتش ومش هصور ناس غلابة كل أملهم 200 جنيه منحة تساعدهم في رمضان."

تجمهر وردود فعل غاضبة
وفور تداول المنشور بشكل كبير انهالت التعليقات الرافضة لاستغلال المواطنين مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لحماية البسطاء من النصب باسم النجم المصري وتوعية المواطنين بحقيقة الأمر من قبل هيئة البريد.

فيما شهد مكتب بريد الهانوفيل غربي الإسكندرية تجمهر عدد كبير من الأهالي امتدت في وقت لاحق لعدد من مكاتب البريد بالمحافظة، بعد تداول الشائعة التي حملت عنوان استمارة منحة محمد صلاح، والتي قوبلت برفض استلامها من قبل موظفي المكتب، مؤكدين أنها لا تمت للحقيقة بصلة وأنها عملية نصب.

البريد يرد
بعد ساعات على الشائعة المتداولة نشرت صاحبة المنشور رسالة منسوبة إلى مسؤول بمكتب البريد أوضح فيها أنه تم إخطار الجهات الأمنية للتحقيق في الأمر، مبينا أن شخصا قام بنشر الشائعة خارج المكتب ليتمكن من بيع الاستمارة في مظاريف للمواطنين بجانب مساعدتهم في ملئ الطلبات نظير مبالغ مالية"

وذكرت الرسالة أن مكتب البريد كان دوره إرسال البريد المسجل فقط بناءا على رغبة العملاء، في إشارة إلى أن ذلك الأمر الطبيعي الذي يحدث مهما كانت طبيعة الرسائل المسجلة طالما تمت بطلب مباشر من العملاء، مبينا أنه لم يتم تحصيل أي نقود سوى رسوم البريد المسجل المطبوعة على الإيصال بناء على رغبة الراسلين.

الرسالة المذكورة أكدتها صاحبة المنشور الأصلي لافتة أنه جرى التواصل مع أحد المسؤولين الذي أفاد بالمعلومات السابقة مشيرة إلى أن هيئة البريد وموظفيها غير مشتركة أو مسؤولة عن ما حدث، وناشد هيئة بتوخي الحيطة من تكرار تلك الممارسات حتى لا يتم استغلال آمال المواطنين في أشياء ليست ذات قيمة.

البريد يخطر الشرطة
من جانبه، نفى السيد مصطفى، مدير مكتب بريد الهانوفيل بالإسكندرية، صحة إصدار هيئة البريد أي استمارات من هذا النوع، أو قيام أي فرد من المكتب بترويجها مؤكدا أنها شائعة لإثارة البلبلة بهدف النصب على المواطنين.

وأشار مصطفى في تصريح صحفي إلى أن إدارة البريد استدعت مباحث قسم شرطة الدخيلة؛ لفض التجمهر والتأكيد على عدم وجود أي استمارة بهذا الشأن.

التعليقات