تدوير المياه الرمادية.. مشروع عملاق يساعد "النيل" والافتتاح السبت المقبل

"إعادة تدوير الماء".. عملية بدأت الحكومات تنفيذها في الآونة الأخيرة طمعًا في إعادة إحياء المياه من أجل استخدامها في أغراض كثيرة، منها الزراعة والصناعة والشرب.

وتشهد مدرسة عمرو بن العاص بمدينة الشيخ زايد ، السبت المقبل، مؤتمرًا، يتم خلاله الافتتاح الرسمي لمشروع إعادة تدوير المياه الرمادية بالمدارس، وذلك برعاية وزارة الخارجية الكندية، ووزارة التربية والتعليم وهيئة كير الدولية.

المشروع يهدف لإنشاء وحدات معالجة المياه الرمادية بالمشربيات والأحواض الخاصة بحمامات المدارس وإعادة إستخدامها في الزراعة.

وسيعقد المؤتمر في الثانية عشر ظهرًا بمدرسة عمرو بن العاص بالحي 13 من مدينة الشيخ زايد.

والمشروع العملاق تعود فكرته وتنفيذه أيضًا لـ "جمعية عين البيئة"، وهي جمعية تعاونية للخدمات البيئية تهدف  إلى تفعيل دور المجتمع المدنى فى حل المشكلات البيئية اليومية التى تواجه المواطنين مثل مشكلة القمامة والتلوث وغيرها من المشكلات التي يعاني منها المواطنين.

وتُعتبر عملية إعادة تدوير الماء بصفة عامة، أحد أهم العمليات الحيوية التي بدأ العالم في تنفيذها بالآونة الأخيرة كمحاولة جدية لإعطاء أمل حقيقي للبشرية، فنقصان معدلات مياه الشرب من الآفات الكبرى التي تهدد بقاء هذا الكون.

والمقصود بعملية إعادة تدوير الماء أن يتم جلب الماء المُستعمل لأي غرض من الأغراض وتنقيحه وتأهيله للاستخدام من جديد، شريطة أن يضمن ذلك التأهيل إعادة الخواص الكيميائية إلى ذلك الماء من جديد.

وتنتج المياه الرمادية من مياه المغاسل، مياه الشاور (المروش) والمغطس، والمياه الناتجة عن غسيل الملابس في الغسالات الأوتوماتيكية.

واستمدت المياه الرمادية هذا الاسم من كونها مياهًا متوسطة بين المياه النقية الصافية (والتي يطلق عليها اصطلاحا بالمياه البيضاء) وبين مياه الصرف الصحي الملوثة (والتي يطلق عليها أيضا اصطلاحا بالمياه السوداء).

أي أنها تقريبا ناتج جميع مياه الاستخدام اليومي في منازلنا ماعدا المياه الملوثة بالفضلات البشرية مثل مياه المراحيض .

وتمتاز المياه الرمادية بأنها مياه شبه نقية، لأنها مياه نظيفة في الأصل اختلطت بفعل الغسيل مع بعض الزيوت والصابون والملوثات البسيطة فقط. كما تقدر بعض الإحصاءات أن نسبة المياه الرمادية من مجمل المياه المستخدمة في منازلنا بحوالي ٦٥%، أي أنها أكثر من نصف المياه التي نتخلص منها خلال نظام الصرف الصحي في منازلنا.

وهناك 5 فوائد إعادة استخدام المياه الرمادية:

1.الترشيد بشكل كبير من استهلاك المياه النقية الصالحة للشرب وذلك بإعادة استخدامها، وهذه من أعظم الفوائد خاصة في مملكتنا الغالية وهي بلد صحراوي شحيح المياه.

2.عدم الحاجة إلى بناء منشآت ضخمة للصرف الصحي في المدن والتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية لتشغيل هذه المنشآت.

3.التقليل من استخدام المواد الكيمياوية الملوثة للبيئة بغرض تنقية مياه الصرف الصحي في محطات معالجة مياه المجاري.

4.زيادة خصوبة الأرض في حال استخدام المياه الرمادية لري الحدائق والمزروعات.

5.زيادة الرقعة النباتية الخضراء في المدن بفضل توفر المياه الرمادية لري مساحات كبيرة.

وكانت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، وضعت خطة لتنفيذ وإعادة تدوير المياه، وإعادة استخدام المياه الرمادية في 10 مدن جديدة، من خلال تنفيذ 10 وحدات معالجة للمياه الرمادية في المدارس ومراكز الشباب، وذلك بعد نجاح التجربة في مدينتي السادات و15 مايو.

وأكد المهندس جمال طلعت، المشرف على وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، على إنشاء الخزانات المطلوبة للمياه الرمادية والمياه المعالجة، والاستفادة منها في ري المسطحات الخضراء، كما تم تركيب وحدة إعادة تدوير المياه الرمادية لاستخدمها في أعمال الري بحديقة الركن الثقافى البيئى، بمدينة الشيخ زايد، وهى وحدة تعليمية ناطقة لنشر الثقافة البيئية بالمدينة.

وأضاف المشرف على وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بالهيئة: تم تنفيذ محطات للطاقة الشمسية ببعض المباني الحكومية والطرق الرئيسية بـ12 مدينة جديدة، بإجمالي قدرة 600 ك/وات ساعة، وأنتجت حتى الآن 1800 ميجا / وات، بإجمالي تكلفة 10 ملايين جنيه، موضحًا أن المحطات بدأت العمل منذ شهر 6/2015، وساهمت في تخفيض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بكمية تتعدى 900 طن، وحققت توفيرًا في استخدام الكهرباء، في حدود مليون و800 ألف جنيه حتى الآن، كما يجري تنفيذ مجموعة أخرى من محطات الطاقة الشمسية لبعض المدن.

وقال المهندس جمال طلعت: قررت وحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بالهيئة، التوسع في تنفيذ نماذج مستدامة على مساحات كبيرة بالمدن الجديدة القائمة أو المزمع تنفيذها، وذلك في ضوء النجاحات السابقة من خلال تنفيذ نماذج محدودة، كما تتجه الدراسات بالوحدة إلى التوسع في استخدام المياه الرمادية، والتي تمثل 60% من ناتج الاستهلاك اليومي من المياه للمواطن، حيث يمكن إعادة تدويرها بعملية تنقية بسيطة، واستخدامها لرى المسطحات الخضراء، وصناديق الطرد (السيفون)، مما يعمل على توفير كميات كبيرة من مياه الشرب النقية، وكذلك استهلاك محطات المعالجة.

وأضاف أنه لتحقيق الأهداف المنشودة للوحدة المركزية، تم تشكيل وحدات فرعية بأجهزة المدن، برئاسة نائب رئيس الجهاز للتنمية لمتابعة المشروعات الجاري والمزمع تنفيذها بالمدينة في مجال التنمية المستدامة، مشيرًا إلى ضرورة استكمال كتيب التوصيف البيئى لكل مدينة، لما له من فوائد استرشادية لتحقيق الاستدامة بالمدن القائمة.

التعليقات