قصص أبطال العاشر من رمضان .. كيف دخل"الكاشف" بيت قائد المخابرات الإسرائيلية ؟

فى ذكرى حرب الكرامة والشرف، حرب العاشر من رمضان، نستعيد بعضا من أمجاد الذين خاضوها وتركت فى نفوسهم علامات الوطنية، وفى أجسادهم علامات الرصاص، علّ فى الذكرى والحنين قليلا من السكينة والاطمئنان على وطن يعيش آمنا مبتهجا بالانتصار حتى الآن.

"مسلم الكاشف".. الفدائى الذى دخل بيت قائد المخابرات الإسرائيلية بتل أبيب

82 عاما، يحملها الفدائى السيناوى محمد مسلم الكاشف، فوق ظهره شرفا ورجولة ونضالا يليق بنوط الامتياز من الطبقة الأولى، ودرع منظمة سيناء، وأوسمة أخرى نالها من الجيش الثانى.

«الكاشف» الذى اتصل بالمخابرات الحربية ليعمل معها بعد نكسة 67، رأى الموت بعينه مرات ومرات قبل أن يحمل العمل المصرى فوق أرض سيناء فى 73.

يتذكر البطل السيناوى بطولاته فيقول: «كنت أعمل بسيارتى الخاصة فى إحدى الشركات الإسرائيلية التى تنقب عن البترول بالقرب من خط بارليف، وسلمت للمخابرات صور التقطتها بنفسى لخط بارليف وتحصيناته، زرت بيت قائد المخابرات الإسرائيلية، وحصلت منه على ترخيص بدخول تل أبيب، بالتنسيق مع المخابرات المصرية».

وتابع: «ألقت المخابرات الإسرائيلية القبض علىّ وكانت على وشك قتلى بالرصاص لولا الحارس الخاص الذى نصحنى قائلا: (قول لهم إنك مريض بمرض معدى) فصعقونى بالكهرباء، ثم أفرجوا عنى».

وأضاف: «منحنى العمل بشركة (ماخون) للتنقيب عن البترول فرصة دخول إسرائيل بتصريح رسمى، فرصدت مخابئ اليهود بخط برليف وكنت أرسم بشكل كروكى أماكن الدشم التى كانت تبعد بين الواحدة والأخرى 5 كيلو مترات».

واستطرد: «أمرتنى المخابرات الحربية بتدمير الماكينة الإسرائيلية التى تقوم بالتنقيب بالأسفل واستعنت بأخى سعيد فى حرق الماكينة، بعدما أحضر جركن بنزين على أنه به مياه، وحرقناها بالفعل، واحترقت قدم أخى فنقله اليهود إلى المستشفى، وعندما سألونا ادعينا كذبا أننا شاهدنا النيران وكنا نحاول إطفاءها».

وأوضح: «رسائل المخابرات المصرية طالبت بضرورة ضرب مطار العريش، بما فيه من طائرات إسرائيلية، ويوم تنفيذ العملية طلبت من رئيسى اليهودى فى العمل أن أذهب إلى العريش لأنقل ابنى للمستشفى لمرضه فجأة، وسألته إذا كان يريد منى أن اشترى له شيئا، بحثا عن سبب مقنع فى حالة استفسار الجنود الإسرائيليين عن خروجى تلك الساعة، ووضع الفدائيون المصريون 15 صاروخا بعداد زمنى، تنفجر على فترات متقاربة لإحداث أكبر خسائر فى صفوف اليهود، ونجحت العملية، ودمرنا عددا كبيرا من الطائرات، وتوجهت بالفدائيين ناحية البحر مرة أخرى لإعادتهم إلى مصر لأن اليهود سيبدأون حظر التجوال فى الصباح».

يستكمل الكاشف حكاياته فيقول: «عند عودتى إلى عملى أطلق حارس الشركة النيران تجاه سيارتى، وأطلعته على التصريح، ودخلت مسرعا إلى قائد العمل الذى سألنى هل تعرف مطار العريش فدخل الخوف قلبى أن يكتشف أحد أمرى فتظاهرت بأننى لا أعرف شيئا وأخذت أقفز من مكانى وأنا أردد: «من فعل ذلك.. لو رأيته لقبضت عليه وسلمته لك، فرد على قائلا انت «توف مأوت» يعنى (ميه ميه) يا محمد أنت تحب إسرائيل».

وعن زوجته يقول: «زوجتى لواحظ عرضت نفسها للخطر من أجل عيون مصر، وأخفت البدو الفدائيين فى حفرة أسفل دورة مياه، وكانت تفصل للجنود المصريين بعد 67 ملابس بدوية للتنكر والتخلص من الزى الميرى ليستطيعوا العودة، وكانت تحضر الطعام لهم، ولذلك كرمها الجيش ومحافظ شمال سيناء».

«أبوخطوة».. ابن مطروح يروى لحظات النار والانتصار

«لم أكن أتوقع أن تؤثر على تلك الشخصية فى حياتى العملية إلى هذا الحد، وبالقدر الذى جعلنى أتمثله أمامى فيصيبنى الجلد وتتعافى روحى من اليأس».. هذا ما قاله الجندى عبدالسلام السيد أبوخطوة الذى جاء تكليفه فى فترة تجنيده بين يناير 1972 وفبراير 1975 كسائق للعميد أحمد بدوى وزير الدفاع السابق، والذى حصل على درجة مشير بعدما لقى مع ثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم يوم 2 مارس 1981.

يتذكر ابن قبيلة العقارى التابعة لقبائل على الأبيض، من أكبر قبائل مطروح، بعدما بلغ عامه السادس والسبعين، تفاصيل علاقته بالمشير أحمد بدوى ويستحضر روح الجهاد من أجل الوطن فى سيناء قائلا: «كنت أحد الجنود المصريين الذين عبروا إلى سيناء فى حرب 1973 ولى كبير الشرف أننى عبرت تحت إمرة واحد من علامات العسكرية المصرية، وهو المشير أحمد بدوى حيث أكرمنى الله بالعمل تحت قيادته كسائق لعربته الحربية أثناء قيادته وقتها لفرقة العمليات الخاصة بالفرقة السابعة مشاة بالجيش الثالث بمنطقة حبيب الله بمدينة السويس وقتها كانت عميدا بالجيش المصرى، وكان دائما فى الصفوف الأولى ومتقدما على الجميع من أجل تراب مصر».

وعن لحظات سماعه خبر استشهاد المشير، قال أبوخطوة: «لم أصدق من هول الصدمة، وأحسست أننى فقدت حائطا كبيرا كنت أستند إليه».

وناشد أبوخطوة العقارى المصريين أن يلتفوا حول الرئيس السيسى فى حربه على الإرهاب، مطالبا الشعب المصرى بالتكاتف وراء عملية سيناء 2018.

وأشار إلى «أن روح رمضان وصيام الشهر الفضيل جعلنى أستحضر روح رمضان 73»، قائلا: «لو كنت بصحتى وقادر على الحركة لطالبت بعودتى للجبهة ومشاركة جنودنا فى حربهم على الإرهاب فى عملية سيناء 2018».

«عثمان»: تطوعت بالدفاع الجوى من 53 سنة.. وأتمنى الدولة تكرمنى

53 عامًا مرت، منذ التحق عثمان محمد عثمان، ابن نجع حمادى، كنقيب متطوع عام 1965 بسلاح الدفاع الجوى، قبل أن يشارك بحرب 1967 كقائد سيارة، وظل 6 سنوات كمقاتل مدفعية مضادة للطيران حتى حرب 73.

«كنت بشيل جثث الشهداء على سيارة الجيش وسط إطلاق النيران، وأنقلهم للمواقع المصرية مثل الشلوفة ومنها لمستشفى السويس».. أكثر ما يتذكره عثمان فى حرب العاشر من رمضان، مضيفًا: «كنت بقود سيارة محملة ببراميل بنزين لتوزيعها على المواقع الستة بمنطقة الروبيكى- الجفرة، وسط إطلاق نيران كثيفة من العدو، وكان الطيران الإسرائيلى قريبا جدا من الأرض أثناء المعركة، وكنت أختبئ تحت أى تبة الجبل حتى يغادر، ثم أعود مرة أخرى للمواقع لدعمها باحتياجاتها من الوقود».

وينتظر عثمان وأبناؤه الأربعة تكريما من الدولة يليق بمشاركته فى حرب أكتوبر.

التعليقات