رمضان زمان.. "وادي الراحة": هنا كان يعتكف الرئيس السادات وسجل القرآن بصوته
"وادي الراحة" أو مجمع الأديان الذي يبعد عن دير سانت كاترين مسافة لا تزيد على 2 كيلو متر.. تلك المنطقة المباركة في أرض سيناء حيث الوادي المقدس وجبل التجلي، فهي منطقة تأخذ الأرواح وتبعث على السكينة، لذلك كانت ملاذًا لكل من يبحث عن الهدوء والصفاء، حتى إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قد اتخذ له استراحة هناك وكان يعتكف فيها في رمضان.
كانت أول زيارة للرئيس السادات إلى وادي الراحة في 25 نوفمبر من عام 1979 بعد انتصارات أكتوبر واستعادة سيناء، وكان السادات يفكر في أن يقيم مجمعًا للأديان في هذا المكان، وهو الاسم الذي كان يطلقه على المكان.
وهناك بنى استراحة له من الخشب تبلغ مساحتها حوالي 150 متر مربع، أساسها من حجر سانت كاترين الصلب بارتفاع مترين فقط وسقفها من الخشب، تضم صالة ومكتباً وغرفتين وحماماً ومطبخاً، وما زال «الموكيت» مفروشاً على الأرضيات، وهناك باب خلفى يؤدى إلى المطبخ والصالة التى تضم شرفة تطل على وادى الراحة.
ويروي أهل المنطقة أن الرئيس السادات كان حريصًا كل عام أن يأتي إلى استراحته في رمضان خاصة في العشر الأواخر من الشهر الكريم ليعتكف هناك، ويقرأ القرآن متدبرًا آياته في جو من الصفاء، وكذلك كان يذهب هناك للاعتكاف قبل عيد الأضحى بأربعة أيام، وكان يمشى سيرًا على الأقدام في كل أنحاء سانت كاترين.
كما كان يلتقي بمشايخ القبائل البدوية وعواقل البدو من أبرزهم المرحوم محمد أبو الهيم شيخ قبيلة الجبالية وأحد مجاهدى سيناء، حيث كان يتحدث معهم عن تنمية سيناء بصفة عامة وأولويات العمل الوطني.
وكان الرئيس السادات قد سبق وأوصى أن يدفن فى بلدته ميت أبوالكوم بجوار شقيقه الشهيد عاطف، إلا أنه عاد وأوصى أن يدفن في وادي الراحة.
وتقول رقية السادات: لكن بعد اغتياله طالب البعض بتنفيذ وصية أبى لكن «طنط جيهان» قالت إنه سيكون من الصعب أن ندفنه هناك، وسيكون صعبا علينا جميعا زيارته وأيدها أخى جمال، ووقتها أيضا ظهرت فتوى من شيخ الأزهر بأن الأفضل للشهيد أن يدفن فى مكانه فوافقنا جميعا على دفنه في مكان وفاته.
وتغير اسم تلك المنطقة بعد ذلك من مجمع الأديان إلى وادي الراحة وبعد ذلك أقامت إحدى الشركات قرية سياحية سميت بنفس الاسم "وادي الراحة"، إلا أن الاستراحة أصبح مهملة بشكل كبير، حيث أتت العوامل الجوية علي معظم أركانها كونها من الأخشاب وألقي السرير النحاسى للرئيس في المخزن التابع للقرية السياحية.
ووادي الراحة له بعد تاريخي ضارب في القدم فهو الوادي الذي يعتقد أن بني إسرائيل انتظروا فيه سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لمدة 40 يومًا حين ذهب لتلقي ألواح التوراة، وهو المكان الذي يطلق عليه "وادي الراحة".