كاتبة كبيرة تحكي قصة "المومس الفاضلة" المثيرة للجدل

" أتظنين أن مدينة بأثرها يمكن أن تخطئ ، مدينة بأكملها "
نعم مدينة بأكملها يمكن أن تخطئ وتكذب عندما يستشري النفاق والعنصرية والخداع فيها ، لقد عري وفضح سارتر هذا المجتمع المنافق في شخوص رواياته والتردي بين زنجي مظلوم وأبيض كاذب، الحلم الأمريكي المغلف بالعنصرية والكره والتفرقة والكذبة الكبري حول العدل والمساواة ،
" ليزي" العاهرة شاهدة وحيدة علي واقعة تعدي رجل أبيض علي فتاة ليل مثلها داخل القطار، ولكن توجه الاتهامات إلي رجل أسود البشرة وتتعرض ليزي لضغط شديد من والد الرجل الأبيض الذي يعمل سيناتور في مجلس النواب الأمريكي لجعلها تشهد ضد الرجل الأسود في المحكمة بإغرائها تارة وتهديدها تارة أخري، المسرحية كتبت لها و
نهايتين، النهاية الأولي انتصرت للرجل الأبيض والنهاية التانية كتبت عندما قدمت في السينما وانتصرت للرجل الزنجي برفض المًومس أن تشاهد زور ضده، وهكذا اكتسبت صفة الفضيلة، لايوجد في المسرحية لفظ أو فعل اباحي، لكن العقلية المريضة بالهوس الجنسي وحماة الفضيلة خيل لهم أن الاسم يعكس أباحة، لم يقرأوا النص ولم يعرفوا معلومة أن هذا النص أخرجه سعد أردش علي المسرح القومي وقامت بالبطولة فيه سميحة أيوب التي مثلت هذه المسرحية نقطة تحول لها في مسيرتها الفنية ، المسرح القومي ومسارح الدولة الأخري التي كانت تقدم روائع وتراث الأدب العالمي ، لم يكن القائمين عليها ولا الجمهور يفكر بهذه العقلية المريضة السلفية،. لقد تدهورنا كثيرا في تعاطينا مع الفعل الثقافي وأصبحنا نمارس كل أشكال الوصاية والإقصاء تحت مايسمي بالأخلاق الفاضلة التي لا تعني إلا فقر في الثقافة والتذوق وفرض مكارثية علي الابداع والفن، الحسنة الوحيدة لهذا اللغط هو أن هناك آلاف من الأشخاص قاموا ويقومون بتحميل نص المسرحية لقراءته، ربما يكون هذا بداية الصحوة.

ومما يذكر ان اعلان الفنانة الكبيرة إلهام شاهين مؤخرا عن قيامها ببطولة المسرحية قد اثار الجدل حول اسم المسرحية الذي طالب البعض بتغييره رغم ان المسرحية معروفة وعرضت من قبل على المسرح القومي بنفس الاسم !.

"من صفحتة الكاتبة الكبيرة عزة كامل"

التعليقات