كلمة رئيس الوزراء خلال افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر

ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، لمحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر عرض خلالها الموقف التنفيذى للمشروعات التى تم وجار تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء، استهلها بالترحيب بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحضور، لافتتاح مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، الذى يعد الأضخم من نوعه على مستوى العالم، وذلك على بقعة غالية من أرض سيناء الحبيبة.

وأكد رئيس الوزراء أن وصف هذا المشروع بأنه الأضخم على مستوى العالم ينبع من كونه مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا؛ لأنه تم تنفيذه بأيدى وسواعد مهندسى وعمال مصر تحت قيادة وإشراف رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الأكفاء، لافتا إلى أن هذا المشروع يعتبر نموذجا لكل المشروعات التى تشهدها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية، كما أن هذا المشروع مميز كذلك لأنه تم تنفيذه على أرض سيناء التى تسعى الدولة، باهتمام شديد، إلى تعويضها عما فات هذه المنطقة من عمليات تنمية.

وخلال كلمته، استعرض الدكتور مصطفى مدبولى المشروعات التى تم تنفيذها خلال السنوات السبع الماضية، وتلك المشروعات المزمع تنفيذها خلال العامين المقبلين؛ بهدف اكتمال وتهيئة سيناء لتحقيق الهدف الأسمى من تعميرها وتوطينها بكل الشرفاء من المصريين، مؤكدا أن سيناء كانت دومًا فى قلب كل المصريين؛ لأنها ببساطة ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة بأكملها، وإذا كانت مصر هى صاحبة أطول تاريخ حضارى على مستوى العالم، فإن سيناء هى صاحبة أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ، مشيرا إلى أن المتتبع لتاريخ سيناء يدرك أنها كانت موطنا لمعارك عسكرية منذ نشأة مصر كدولة منذ عصور القدماء المصريين وحتى العصر الحديث، ومن ثم كانت هذه المنطقة دوما موقع سجال وصراع كبير، لأى فئة كانت تستهدف أو تطمع فى الدخول إلى مصر، وهو ما جعل سيناء على مر العصور هى المدخل الذى يحاولون من خلاله النيْل من مصر.

كما أكد رئيس الوزراء، فى السياق نفسه، أن سيناء هى ملتقى الديانات السماوية الثلاث، كما أنها الموقع الذى تجلى الله فيه لكليمه موسى عليه السلام، كما أنها كانت مسار العائلة المقدسة، وأقسم بها الله فى قرآنه الكريم بقدسيتها ومكانتها، لافتا إلى الثروات الطبيعية العديدة التى تتمتع بها هذه الرقعة الغالية من أرض مصر، ومشيرا إلى أن المشروعات الضخمة التى بدأت الدولة فى تنفيذها لتنمية سيناء كانت بمثابة حلم اجتمع عليه كل المصريين أملا فى تحقيقه.

وفى الوقت نفسه، تحدث رئيس الوزراء عن الظروف التى مرت بها سيناء فى أعقاب ثورة 30 يونيو؛ حيث كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها، ومن هنا كانت رسالة وتوجيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى غمار هذه الظروف وتحديدا فى عام 2014، بإطلاق المشروع القومى المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات؛ أمنيًا وعسكريًا من خلال قيام رجال القوات المسلحة والشرطة بتطهير أرض الفيروز من الإرهاب، إلى جانب تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى لم تشهدها سيناء فى تاريخها بالكامل، جنبًا إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم فى عمليات التنمية.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: حينما وجه الرئيس بتنفيذ هذا المشروع القومى العملاق لسيناء، كانت نقطة انطلاقنا وأول موضع قدم لنا على أرضها هو دستور التنمية العمرانية فى مصر، والمتمثل فى المخطط القومى للتنمية العمرانية فى لمصر حتى 2052، وبالعودة لهذا المخطط وجدنا أن هناك مناطق ذات أولوية عاجلة لتحقيق مخطط الانتشار الجغرافى للسكان فى ربوع الجمهورية للوصول بالرقعة المعمورة إلى نسبة 14% من أرض مصر، وهى تنمية سيناء وإقليم قناة السويس، وهما على قمة الأولويات، مثلهما مثل منطقة الساحل الشمالى الغربى، وكذلك منطقة الدلتا الجديدة، وكلها مناطق ذات أولوية أشار المخطط إلى ضرورة التحرك إزاءها. ولذا فقد كانت الرؤية أمامنا أن تكون سيناء مجالا لتأسيس حياة جديدة خارج الوادى والدلتا، حتى يمكن الاستفادة من كافة الموارد الطبيعية والكنوز المتوافرة على أرضها؛ وذلك من أجل زيادة الرقعة المعمورة لمصر، وتوطين الشباب المصرى فى مناطق أخرى خارج الوادى والدلتا.

وخلال كلمته، استعرض رئيس الوزراء بعض النماذج من المشروعات التى يتم تنفيذها بسيناء، والتى تندرج ضمن 5 محاور رئيسية؛ مشيرا إلى أن المحور الأول اهتم بمد جسور التنمية إلى سيناء لكونها كانت بمعزل فى فترات عديدة عن باقى الجمهورية، وتم التركيز فى هذا الصدد على أن يتم العمل على ربط سيناء بباقى الجمهورية، وذلك جنبا إلى جنب تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية من أجل تمهيد الأرض لأى مشروعات تنموية سيتم تنفيذها عليها، وعقب ذلك كان الهدف التالى هو البدء بمجموعة من الاستثمارات؛ سواء زراعة أو صناعة، أو فى أى من المجالات الاقتصادية الأخرى، وذلك جنبا إلى جنب مع التنمية السياحية التى كانت بالفعل قائمة، حيث كان التركيز فى تنمية سيناء على السياحة وخاصة فى جنوبها.

كما أشار الدكتور مدبولى إلى أنه لكى تكتمل رؤية تنمية سيناء، كان أمامنا هدف آخر يتمثل فى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة؛ بهدف استيعاب أهالينا فى سيناء أولًا، وكذلك لاستيعاب الشباب المصرى الحريص على إيجاد فرص عمل مستقبلا، والطبيعى أن الأمور تسير بهذا التسلسل، إلا أن توجيهات فخامة الرئيس وجه بأن نسرع الخطى فى عمليات التنمية، وهو ما دعانا كحكومة إلى أن نقوم بتنفيذ المحاور الخمسة فى أن واحد.

كما لفت رئيس الوزراء إلى أن حجم الاستثمارات، التى تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة والتى لا تزال الدولة تنفذها فى شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس سيتجاوز 700 مليار جنيه عند اكتمال جميع هذه المشروعات، ولتوضيح حجم الإنفاق على هذه المشروعات والتى تبلغ المئات من المليارات، والتى تساءل بعض المواطنين عنها، قارن رئيس الوزراء بين ما تم تنفيذه من مشروعات فى سيناء منذ تحريرها وحتى عام 2014، والذى لم يتجاوز حجمه بضع عشرات من المليارات، وبين ما تم تنفيذه خلال السنوات السبع الماضية، مؤكدا أن ذلك يؤكد رؤية الدولة فى الإسراع بعمليات التنمية فى هذه البقعة الغالية.

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولى للحديث عن تفاصيل المحاور الخمسة لتنمية شبه جزيرة سيناء؛ ففى مجال الربط بين سيناء والدلتا وباقى الجمهورية، وتعظيم الاستفادة من محور قناة السويس، أشار رئيس الوزراء إلى المشروع العملاق الأول، الذى وجه فخامة الرئيس به وهو ازدواج قناة السويس، مؤكدا أن كل نموذج من محاور العمل فى هذه المشروعات كان يسجل رقما قياسيا فى حجمه وسرعة تنفيذه فى أقل فترة زمنية ممكنة، مشيرا فى هذا الصدد إلى مشروع قناة السويس الجديدة، التى لم يستغرق الشروع فى تنفيذها وتدشينها سوى عام واحد فقط، بالإضافة إلى منطقة المزارع السمكية الأكبر، والتى ستكون عند اكتمالها فى شرق التفريعة واحدة من أكبر المزارع على مستوى العالم، إضافة إلى مجموعة الأنفاق، والتى تعد هى الأخرى من أكبر المشروعات الإنشائية على مستوى العالم، كما ركز رئيس الوزراء على مشروع معالجة مياه مصرف بحر البقر الذى تم افتتاحه اليوم، والذى يعد نموذجا للمشروعات الضخمة أيضًا.

ثم انتقل الدكتور مدبولى للحديث عن مشروعات شبكة الطرق والأنفاق بسيناء، والتى يعد تنفيذها بمثابة ملحمة كبيرة للغاية، والتى استهدفت ربط شبكات الطرق التى نقوم بتعظيمها على مستوى الجمهورية بأكملها بمنطقة شبه جزيرة سيناء، حيث قامت الدولة بتنفيذ 63 مشروعا بأطوال تصل إلى 3440 كم، لافتا إلى أنفاق قناة السويس، والتى وجه فخامة الرئيس بضغط العمل بها لسرعة إنجازها، مشيرا إلى أن الخبراء والشركات الأجنبية التى تم التفاوض معها لتنفيذ 4 أنفاق فى كل من بورسعيد والإسماعيلية كانت تهدف إلى تنفيذها خلال مدة 12 عاما، وأن العمل بها سيكون تباعا، إلا أن توجيه فخامة الرئيس كان واضحا بقيام الشركات المصرية بإشراف رجال الهيئة الهندسية وضغط معدلات الأداء فى الأنفاق الأربعة فى أن واحد للانتهاء منها، كما أن رئيس الجمهورية قام بتشريفنا فى افتتاح ازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى، وبذلك نكون قد انتهينا من إنشاء 5 أنفاق وليس أربعة فى غضون 6 سنوات فقط أو أقل من ذلك، أى أقل من نصف المدة التى أشارت إليها الشركات العالمية لأربعة أنفاق فقط.

كما تحدث الدكتور مصطفى مدبولى عن منظومة متكاملة من الكبارى العائمة التى نفذتها كل من هيئة قناة السويس والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ويكتمل معها الربط السككى، من خلال إعادة إحياء وتطوير خط السكة الحديد الذى يربط سيناء بباقى الجمهورية، عبر تطوير كوبرى الفردان وازدواجه على قناة السويس الجديدة، كما أشار رئيس الوزراء إلى مشروعات الطرق والمحاور التى نفذتها الدولة على أعلى مستوى عالمى من المواصفات والجودة والكفاءة، والتى كان الرئيس يوجه دوما خلال تنفيذها بأن نقوم باستشراف المستقبل، حيث أن تنفيذنا للطرق لا يستهدف العام المقبل فقط أو لعدة سنوات، بل لتكون كافية لعشرين أو ثلاثين عاما، ولذا فقد تم ضخ استثمارات هائلة لتنفيذ هذه المحاور بأعلى مستوى مثل محور 30 يونيو الذى تم تنفيذه غرب قناة السويس، ومحور جنيفة الذى شرفنا بحضور فخامة الرئيس لافتتاحه، وتهدف جميعها إلى ربط سيناء بباقى أنحاء الجمهورية.

وفيما يتعلق بالمشروعات المنفذة فى قطاع الموانئ والمطارات، أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية اهتمت بإنشاء وتطوير عدد من الموانئ والمطارات، منها إنشاء مطار البردويل الدولى، والذى تم افتتاحه لخدمة المشروعات التنموية التى يتم إقامتها فى شمال ووسط سيناء، إلى جانب تطوير المطارات القائمة بالفعل، موضحًا فى ضوء ذلك أنه تم البدء مؤخرًا فى تطوير مطار سانت كاترين أيضًا، وأنه من المقرر أن يتم تشغيله العام المقبل فى شكله الجديد بعد اكتمال أعمال التطوير ورفع الكفاءة.

وخلال عرضه، نوّه رئيس الوزراء إلى الجهود التى تم بذلها لتطوير العديد من الموانئ التى تسهم فى خدمة إقليم قناة السويس، وكذا تنمية سيناء، ومنها مشروع تطوير ميناء العين السخنة، الذى تم الانتهاء من مرحلتين فقط من مراحل تطويره، مشيرًا فى هذا الصدد إلى توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة الانتهاء من كافة مراحل تطوير هذا الميناء العملاق خلال عامين، وذلك بتكلفة تصل إلى أكثر من 20 مليار جنيه.

وأضاف رئيس الوزراء أن مشروعات تطوير الموانئ شملت أيضًا تطوير ميناء نويبع البحرى، إلى جانب مختلف الموانئ البرية والبحرية الموجودة فى سيناء، وفى شرق وغرب قناة السويس، والتى من بينها ميناء بدر الجاف بالأدبية، وميناء شرق بورسعيد، الذى تتجاوز تكلفته 40 مليار جنيه، فضلًا عن ميناء طابا البري.

وحول مشروعات تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية، التى تلبى احتياجات المواطنين، وتسهم فى عمليات التنمية بشبه جزيرة سيناء، أشار رئيس الوزراء إلى المشروعات الخاصة بمحطات تحلية مياه البحر على مستوى سيناء، والتى تُعد مشروعات عملاقة جار تنفيذها ومن المقرر الانتهاء منها خلال العام المقبل، حيث يصل إنتاجها إلى ثلث طاقة المياه المنتجة من تحلية مياه البحر على مستوى الجمهورية، مستعرضًا عددًا من نماذج محطات تحلية مياه البحر، ومنها محطة التحلية بمدينة العريش، والتى تصل طاقتها الإنتاجية إلى 300 ألف م3/يوم.

كما لفت رئيس الوزراء إلى المشروعات، التى تم تنفيذها للحماية من السيول والحفاظ على مياه الأمطار، التى كانت تهدر فى مختلف أودية سيناء، حيث تم تنفيذ منظومة متكاملة من السدود التى تسهم وبشكل كبير فى تعظيم الاستفادة من كميات مياه الأمطار والسيول، وإعادة استغلالها فى أغراض الشرب أو الزراعة أو أعمال التنمية المختلفة.

ثم تطرق رئيس الوزراء، خلال عرضه، إلى الحديث عن ملف التعليم قبل الجامعى، موضحا أن الدولة توسعت فى إقامة العديد من المدارس والمعاهد خلال الفترة من منتصف عام 2014 حتى الآن، حيث وصلنا بمتوسط كثافة الفصول الدراسية فى سيناء إلى عدد من الطلاب لا يتجاوز الـ 29 طالبا فى الفصل الواحد، مستعرضًا عددًا من نماذج المشروعات التى تم إقامتها فى هذا الصدد.

واستكمل مدبولى حديثه عن التعليم الجامعى، مشيرا إلى أن الدولة اهتمت بإنشاء عدد كبير من الجامعات والكليات فى شبه جزيرة سيناء، ومنها جامعة الملك سلمان بفروعها القائمة فى رأس سدر، والطور، وشرم الشيخ، والتى بدأت العمل بالفعل لتقديم خدمات تعليمية جامعية متميزة لكل أبنائنا المصريين.

وفى مجال الصحة، أشار رئيس الوزراء إلى أن منطقة قناة السويس تأتى ضمن المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، منوهًا إلى أنه تم العمل على إنشاء ورفع كفاءة وتطوير مختلف المستشفيات والمراكز الصحية على مستوى شبه جزيرة سيناء، بما يسهم فى تقديم خدمات صحية متميزة للمواطنين، مستعرضًا عددًا من المستشفيات التى تم تنفيذها؛ سواء فى بئر العبد، أو نِخل، أو طابا، أو أعمال التطوير التى شهدتها مبانى العيادات الخارجية والعناية المركزة بمستشفى العريش، إلى جانب رفع كفاءة مستشفى شرم الشيخ الدولى، وكذا ما تم من أعمال بمستشفى سانت كاترين، التى شرفت بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لها.

وأضاف رئيس الوزراء أن أعمال الإنشاء والتطوير ورفع كفاءة المنشآت الصحية شملت كذلك كلا من مستشفيى الشيخ زويد ورأس سدر، وذلك لخدمة المواطنين داخل شبه جزيرة سيناء، أو إقليم قناة السويس، موضحًا أن مركز القوات المسلحة لعلاج الأورام بمحافظة السويس يُعد مركزًا إقليميًا لخدمة قاطنى محافظات القناة والمناطق المجاورة.

وفيما يتعلق بمجال الطاقة والكهرباء، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الدولة نفذت ولا تزال تنفذ مشروعات كهرباء لمحور قناة السويس وسيناء باستثمارات تتجاوز 76 مليار جنيه، مستعرضًا فى هذا الشأن نماذج لمشروعات عملاقة تسابق الدولة فيها الزمن لإنجاز المتبقى منها فى القريب العاجل، لخدمة أغراض التنمية، مؤكدا أنه لا توجد تنمية بدون طاقة، ولذا فقد ركزت الدولة على هذا القطاع المهم؛ سواء من خلال تنفيذ منظومة محطات الكهرباء بالنظم التقليدية، أو من خلال استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.

وفى الوقت نفسه، سرد الدكتور مصطفى مدبولى تفاصيل المحور الثالث للتنمية فى سيناء والذى يركز على جذب الاستثمار الصناعى، مشيرًا إلى أن هناك عددا كبيرا من المشروعات التى سيؤدى تنفيذها لتوفير فرص عمل عديدة، وتحقق إضافة نوعية للاقتصاد المصرى، والتى من ضمنها المنطقة الصناعية الواقعة حول ميناء السخنة والتى ستتوفر بها مناطق لوجيستية وخدمية، والمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد على مساحة 63 مليون متر مربع، لافتًا إلى أنه يتم حاليًا الانتهاء من المرحلة الأولى منها؛ حيث بدأ العديد من المصانع المتواجد فيها بالعمل والإنتاج؛ سواء بغرض خدمة السوق المحلى أو التصدير، كما بدأت شركات عملاقها العمل بهذه المنطقة.

وفى هذا السياق، لفت رئيس الوزراء إلى أن هناك حجما هائلا من المشروعات والمجمعات الصناعية التى تولتها الدولة من خلال الهيئة الهندسية لتنفيذ مدن كاملة ومجمعات؛ بهدف استغلال الثروات الطبيعية فى منطقة محور قناة السويس وسيناء، والتى من بينها مدينة كنوز للرخام والجرانيت بمدينة الجلالة، ومصنع إنتاج الطوب الأسمنتى بجبل لبنى بشمال سيناء، والمرحلة الثانية من مصنع أسمنت العريش، ومصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر، بالإضافة إلى المجمع الصناعى بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء، ومجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد، موضحًا أن كل هذه المشروعات تعد نماذج فقط لمشروعات قامت الدولة بتنفيذها بمئات الملايين والمليارات من الجنيهات وبدأ تشغيلها بالفعل.

وفى مجال البترول، أوضح رئيس الوزراء أنه تم تطوير خطوط الغاز والبترول، حيث قامت الدولة بتنفيذ مشروعات ضخمة حول قناة السويس شرقًا وغربًا لإمداد سيناء بالطاقة، وخدمة الاقتصاد المصرى بالكامل، مضيفا أن الدولة أنشأت مجمعات لخدمات المستثمرين بجنوب سيناء والإسماعيلية؛ لتشجيع استثمارات القطاع الخاص، لافتًا إلى أن الدولة من خلال تنفيذها لهذه المشروعات تمهد الطريق لكى يقوم القطاع الخاص الجاد بالدخول وتنفيذ مشروعات لمساعدة الدولة فى تحقيق التنمية بسيناء.

كما لفت الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن المشروع العملاق الذى من أجله نُفذت محطة معالجة مياه مصرف المحسمة، ومحطة معالجة مياه بحر البقر، هو المشروع الخاص بزيادة الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضى بشبه جزيرة سيناء، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا المشروع هو توفير أكثر من 670 ألف فدان مزروع داخل سيناء، لافتًا إلى أنه يوجد بالفعل مساحة مزروعة منها تقل قليلًا عن 200 ألف فدان.

وتطرق رئيس الوزراء خلال العرض إلى مشروعات مد سيناء بالمياه، حيث أشار إلى سحارة سرابيوم التى تم تنفيذها لنقل مياه مصرف المحسمة، وهو مشروع عملاق بطاقة مليون متر مكعب فى اليوم وتم دخوله الخدمة.

وأشار مدبولى إلى أن المشروع الأعظم الذى يتم افتتاحه اليوم، هو محطة المعالجة الخاصة بمصرف بحر البقر، التى ستكون الطاقة الانتاجية لها 5.6 مليون متر مكعب فى اليوم، لتساهم فى إضافة مساحة أكثر من 400 ألف فدان ستكون قابلة للزراعة بمياه هذه المحطة العملاقة.

وتناول رئيس الوزراء مجال تنمية الثروة السمكية، لافتا إلى المشروع الخاص بشرق التفريعة وتطوير هذه المنطقة بالكامل، مشيرا إلى أن هذا المشروع مع اكتمال مراحله سيكون أيضًا واحدًا من أكبر المشروعات على مستوى العالم فى الانتاجية، مؤكدًا أن الرئيس السيسى حين وجه بتطوير كافة بحيرات مصر، كانت بحيرة البردويل واحدة من أهم البحيرات التى تحظى بالاهتمام من جانب الحكومة، حيث تم تطهير البحيرة بالكامل وإزالة المخلفات التى كانت غارقة فى قاعها، وكذا تطوير مجمعات الصيادين لتكون بيئة أنسب للعيش من خلال تنفيذ قرى الصيادين، كما تم العمل على تنفيذ عدد من المشروعات المكملة مثل مصانع الثلج، وصالات الفرز والتصدير للمنتجات الزراعية التى ستكون من مخرجات هذه المجمعات.

وحول مجال التنمية السياحية والترفيهية، للسياحة الداخلية أو الوافدة من الخارج، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أنه يتم تنفيذ مجموعة كبيرة من المشروعات، منها تطوير متحف شرم الشيخ، الذى نفذته الدولة المصرية بتكاليف أكثر من 800 مليون جنيه، وافتتحه الرئيس، إلى جانب المشروعات الخاصة بقصور الثقافة فى شمال وجنوب سيناء، والمدن الشبابية التى نفذتها الدولة المصرية فى كل مكان على أرض سيناء، ونادى الفيروز فى مدينة الاسماعيلية الجديدة، والصالة الرياضية المغطاة بالعريش، معتبرًا أنها نماذج لمشروعات ضخمة تم تنفيذها فى مختلف مناطق شبه جزيرة سيناء.

وتطرق رئيس الوزراء إلى مجال التوسع فى تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة، الذى يستهدف استيعاب السكان والزيادة المستقبلية لأهالى سيناء والقادمين للعمل بها، مؤكدا أنه تم البدء خلال الفترة بين عامى 2014 و2017 فى تنفيذ مشروعات فى كل المدن القائمة، من خلال إضافة وحدات للإسكان الاجتماعى تستوعب الزيادة السكانية لأهالينا من سكان هذه المدن والمناطق، وتم إنشاء أكثر من 9 آلاف وحدة إسكان اجتماعى، فى المدن القائمة من بينها طابا، أو شرم الشيخ، والعريش، ونويبع، فكل هذه المدن قمنا بإنشاء وحدات اسكان اجتماعى بها.

وأضاف مدبولى أن من بين المشروعات الناجحة أيضًا فى هذا المجال، التجمعات التنموية لأهالينا من بدو سيناء التى انتشرت فى شمال ووسط سيناء، وكان هدفها توفير أماكن تجمعات متكاملة لأهالى سيناء، يستطيعون الاستقرار بها، وتزويدها بالخدمات المتكاملة لأهالينا لإنشاء تجمعات تنموية يكون فيها زراعة، وصناعات حرفية، وبعض الصناعات القائمة على الانتاج الزراعى، وعرض نماذج لتلك التجمعات البدوية.

كما تناول رئيس الوزراء موقف تنفيذ مشروعات المدن الجديدة التى تنفذها الدولة المصرية فى هذا التوقيت على أرض سيناء، مستعرضًا نماذج لتلك المدن ومنها مدينة الاسماعيلية الجديدة، التى تضم 52 ألف وحدة سكنية، مزودة بكل الخدمات، كامتداد طبيعى لوسط سيناء ومحافظة الإسماعيلية، ومدينة الجلالة بمنطقة غرب قناة السويس مباشرة، والتى تعد مشروعا عملاقا يخدم عملية تنمية هذا المحور اللوجستى المهم، حيث تم تنفيذ محور الجلالة الذى يربط هذه المنطقة بالكامل، وجامعات منها جامعة الجلالة، والعديد من المنتجعات السياحية، والخدمية، ومحطات التحلية.

كما عرض رئيس الوزراء نموذج مدينة سلام شرق بورسعيد التى يتم تنفيذها بمعدلات كبيرة، كما تم البدء فى تنفيذ الكثير من الخدمات بها، منها التجمعات السكنية، والمحولات الكهربائية والخدمات، لافتا فى هذا الصدد إلى أنه كان هناك توجيه من الرئيس منذ شهور قليلة بالبدء على الفور فى انشاء جامعة تكنولوجية وأخرى أهلية بالمدينة، وبدأت الهيئة الهندسية التنفيذ، وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانية للجامعة التكنولوجية، كما عرض نموذج مدينة رفح الجديدة وحجم التنمية التى تحدث بها.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولى عرضه بالحديث عن مشروع تطوير مدينة سانت كاترين، مؤكدا ما تتمتع به من قدسية شديدة فى نفوس كل البشر، بحكم أن بها الموقع الوحيد الذى تجلى فيه الله سبحانه وتعالى على الأرض بنفسه وهو موقع التجلى الأعظم فوق أرض السلام بسيناء.

وأكد مدبولى أن عملية تنفيذ هذا المشروع الحضارى المهم بدأت بالفعل، بما يشمل تطوير الموقع القديم، وإيجاد امتداد سياحى وبيئى جديد لهذه المنطقة لتعظيم الاستفادة منها، مؤكدًا أن تنفيذ هذا المشروع بتدخلات بسيطة وتصورات تراعى الخصوصية البيئية، والثقافية، والتراثية، والحضارية، لهذا الموقع الفريد، ومن منطلق إدراكنا للقدسية العظيمة لهذا المكان.

وعرض تصورات لتنفيذ بعض المشروعات فى هذه المنطقة وعلى رأسها الفندق الجبلى الذى يتم تنفيذه لاستضافة الزوار والنزلاء، وساحة السلام الرئيسية التى يتم تنفيذها حاليًا، والحى السكنى فى الزيتونة، ويضم 550 وحدة سكنية، جار إنشاؤها، ويتم التنفيذ بتصميم يراعى النسق الحضارى والثقافى للمدينة التراثية، مؤكدًا أن كل هذه مخططات يجرى العمل على أن تنتهى بالكامل خلال العام المقبل، بما يشمل تطوير مدينة سانت كاترين والمطار، بحيث نشرف بافتتاح الرئيس لهذا المشروع بما له من مكانة فى نفوس كل البشر والأديان.

وفى ختام كلمته، قال الدكتور مصطفى مدبولي: إذا جمعنا كل هذه المشروعات، ووضعناها فوق خريطة سيناء، سنجد أنه مع اكتمال هذه المشروعات، ستكون كل بقعة تقريبًا من أراضى سيناء قد طالتها يد التنمية، لتعزيز الاستفادة من كل مقومات التنمية الموجودة فى سيناء، وإحراز الهدف الأسمى من تنمية هذه البقعة الحبيبة على أرضنا، تحقيقًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، الذى كان يقول دومًا أنه "آن الأوان لتنعم أرض سيناء المباركة بثمار تحريرها، وأن تشهد حضارة ونموًا وعمرانًا يحقق آمال أهل سيناء الشرفاء".

التعليقات