في قصته إحسان عبد القدوس "أيام في الحلال" يتعرض الكاتب والسيناريست مصطفى محرم لقضية الزوجة الثانية بأسلوب مصري ونفسي في آن واحد وكيف أن البطلة ترفض إستكمال علاقة زوجية وأخرى عاطفية وتصر على الزواج من الزوج الناجح الغني القوي "مجدي" أو محمود ياسين وهي التي لم تجد ذاتها مع زوج ضعيف مستسلم طيب وحين يحدث الزواج وتبدأ "أيام الحلال" بعد رحلة صراع مع الأسرة والعادات والتقاليد والحلال والحرام تجد البطلة "سميحة" أو نبيلة عبيد أن الزواج قد غير الحب والشوق وأن الحياة التي تخيلتها وهي في أيام الحرام والعلاقة الغير مشروعة قد فقدت كل البريق والمتعة ومن ثم فإن زواجها من مجدي ما هو إلا قيد جديد وإعادة لحياة روتينية مع نصف زوج أو ربع زوج لأنه رجل متزوج ولديه أسرة وأبناء، تلك القضية التي عرضت منذ أكثر من 40 عاماً مازالت تطرح ولكن بصورة عصرية صادمة كما في مسلسل يعرض على أحد المنصات الجديدة للفنانة زينة أسمه "الليلة واللي فيها" وهو يستعرض حياة بنت شابة ناجحة كمهندسة ديكور غنية ميسورة الحال لديها زوج وأبناء وجميلة ولكنها تعاني من مشاكل نفسية بسبب غياب الأب وزواج الأم زواج متعة ووقوع الفتاة الإبنة في براشن السائق الشاذ الذي يعذبها ويستغلها جنسياً وهي مستسلمة حتى دخل ذلك السائق السجن وتزوجت هي ولكنها لا تعيش حياة خاصة سعيدة مع زوجها الذي تتهمه بالضعف والخيانة بالرغم من أنه رجل متزن وأب وزوج ناجح وتكون النتيجة أن تدخل في علاقة محرمة مع أحد المرضى النفسيين الذين يتلقون العلاج الجماعي معها عند الطبيب النفسي... وتتوالى أحداث القتل والدماء والخيانة ولكن في إطار يجمع بين التحليل النفسي وتبرير الخطيئة والدماء وبين صوت خافت لبعض من ضمير يعرف معنى الحلال من الحرام وهنا نكتشف أن ما تعالجه الدراما الآن يتجاوز غرف النوم في أفلام إيناس الدغيدي أو إشكاليات الحلال والحرام كما في أعمال إحسان عبد القدوس ليدلف بنا إلى الطب النفسي الجديد والعلاج بالبوح وكشف العقدة الدقيقة والعلاقات الحساسة جداً في حياة البشر وخاصة النساء، وإن كان هذا ليس مجاله الدراما وإنما السينما لأن اللحظة المكثفة في العمل الفني هي جوهر الإثارة والتشويق والمط والتطويل وفرد مساحات من الدقائق وإعادة المشاهد والحوارات تقترب من إعتبار المشاهد يعاني غباء أو نقص إدراك ... المسلسل الذي تقدمه زينه من تأليف "محمد رجائي" وإخراج "هاني خليفة" ويشاركها البطولة سماح أنور ومحمد شاهين وأبو سيف يعد تطوراً نحو أعمال تتعارض إلى حد كبير مع العادات والتقاليد ومفاهيم الحلال والحرام وإن كانت ذات أهمية إلا أن الوسيلة الفنية والأداة الإبداعية لا تتناسب مع الموضوع المهم والدقيق ... ولكن علينا الإشادة بالإخراج والتأليف وآداء الجميلة زينة ...أيام في الحلال وليس في الحرام.