كيفية علاج ومساعدة ضحايا الإعتداء الجنسي؟

عندما يتعرض الإنسان للاعتداء الجنسي تكون لديه رغبة بالانفصال عن الحدث، وإبعاده عن ذاكرته ومحاولة نسيانه تمامًا، حيث وُجد أن هذا الجهد يفشل في كثير من الأحيان، ويزيد من الشعور بالقلق والعزلة عند ضحايا الاعتداء الجنسي.

يجب على من تعرض للإعتداء الجنسي الذهاب إلى مراكز المساعدة وأجهزة الدعم خلال أقرب وقت ممكن بعد وقوع الحدث، لكي يكون علاجهم فعالًا، وألا سوف تتراكم لديهم المشاكل المختلفة التي تزيد من الأمر سوء.

إذا كان الأمر يتعلق باعتداء جنسي قريب ولمرة واحدة، وكانت هنالك منظومة دعم قوية مثل الأسرة والأصدقاء، فإن المركز يقوم بتقديم مساعدة قصيرة الأجل.

وقد تكون هذه المساعدة مفيدة في المواجهة المطلوبة مع الأعراض المرافقة للاعتداء الجنسي، مثل مرحلة ما بعد الصدمة، والكوابيس، واستعادة الذكريات، والخوف، وهناك عدة طرق للعلاج قصير الأمد.

وتركز هذه الطرق على أعراض ما بعد الصدمة في أعقاب الحدث، والتحليل الحسي لها، واكتساب مهارات التهدئة الذاتية، والتعامل مع الشعور بالذنب، والفهم الصحيح للحياة الجنسية، أما في الحالات التي يكون فيها الاعتداء قد وقع قبل فترة طويلة من التوجه للمركز، فإنه يُجرى أيضًا علاج لتأثير الحدث على العلاقات الشخصية للضحية.

بعد وقوع الاعتداء الجنسي يكون أفراد العائلة الآخرون أيضًا في حالة من الصدمة، وفي هذه الحالة، بإمكانهم التوجه لتلقي الاستشارة العائلية، وهو ما يشكل عاملًا هامًّا في التعامل مع هذا الحدث، ومن المهم أن ندرك أن الضحية لا تواجه الاعتداء لوحدها، وإنما أيضًا أفراد أسرتها يواجهونه منذ لحظة معرفتهم بالأمر.

فمن الممكن لهذه العوامل أن تؤثر بشكل كبير، سواء في كيفية تعامل الأسرة مع الحدث، أو على بنية الأسرة، وكذلك على العلاقات داخلها، ويتوقف كل هذا أيضًا على الأمور الدينية، وبنية الأسرة، وموقف العائلة من القضايا الجنسية، وأصول العائلة وغيرها.

ويتيح التوجه لتلقي الإرشاد العائلي البدء في عملية إعادة تأهيل الأسرة، كما يشكل قاعدة لتلقي الدعم ومكانًا لتحليل الحدث من الناحية العاطفية، وخلال مرحلة الاستشارة، تتلقى العائلة الإرشاد والمساعدة، سواء على مستوى التعامل مع الحدث، أو على مستوى دعم ومساعدة الشخص المتضرر الذي تعرض للإعتداء، سواء في الحاضر أو في المستقبل.

وتعتبر مرحلة الاستشارة العائلية ضرورية، خصوصاً خلال المرحلة التي تواجه فيها الأسرة الحدث، وذلك كنوع من محاولة إعادة العائلة في أقرب وقت ممكن إلى حياتها الطبيعية قدر الإمكان.

وكذلك تساهم عملية الاستشارة بتعريف أفراد العائلة بالسبل الصحيحة للتعامل مع المشاعر المختلفة، والأخطاء التي قد تطفو على السطح لديهم، مثل الشعور بالذنب، والشعور بالخجل، وغير ذلك.

 

التعليقات