"إمبراطور الشر"  السينما المصرية..  تميز بنبرة صوت من على بعد.. بارع التحكم في أداءه، وميزته طريقة إلقائه المختلفة عن بقية أبناء جيله.. هكذا هو النجم الراحل محمود المليجي والذي يحل اليوم ذكرى وفاته.

حصرته ملامحه الصارمة وصوته الأجش ونظراته الثاقبة الحادة في أدوار الشر، إلا أنه كان "أستاذ" في اللعب بنظرات عينيه، التي كان قادرًا على تحويلها من أقصى درجات الشر إلى أقصى درجات الخير، وفق ما يتطلبه كل دور من أدواره. محمود المليجي، "كردي الأصل".

 ولد في حي المغربلين في القاهرة، ظل وظل في هذا الحي الشعبي، حتى انتقل برفقة أسرته إلى الحلمية، حصره المخرجون والمنتجون في أدوار الشر ودور رئيس العصابة الخفي. دخل "المليجي" بوابة الفن، بعد مروره على فرقة الفنانة فاطمة رشدي في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان يؤدي أدوارًا صغيرة، مثل أدوار "الخادم"، وكان راتبه في الفرقة 4 جنيهات.

 ولد محمود المليجي، يوم 22 ديسمبر 1910، وحصل على شـهادة الابتدائية، واختار الالتحاق بالمدرسة الخديوية ليكمل تعليمه الثانوي، هوى التمثيل منذ الصغر، والتحق بفريق التمثيل في المدرسة الخديوية، التي كانت تشجع التمثيل، فمدير المدرسة "لبيب الكرواني"، كان يشجع المواهب التمثيلية، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث سنحت له الفرصة، كي يتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال "أحمـد علام، جورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا فريق التمثيل.

 تدرج "المليجي" في "سلم النجومية"، حتى وصل إلى أوجها من خلال تجسيده لفيلم "الأرض"، الذي يعد واحدًا من أهم الأفلام التي مثلها محمود المليجي على الإطلاق.

وكانت أشهر مشاهد هذا الفيلم هو مشهد "سحله" على الأرض، وهو المشهد الذي رفض أن يؤديه عنه أي "دوبلير"، رغم كبر سنه وخطورة تأديته للمشهد على حياته. أما عن وفاته، مات "المليجي" كالجندي المجاهد في ساحة المعركة بعد رحلة عطاء استمرت أكثر من 25 عامًا، ومات وهو يحتسي "فنجان قهوة" بعد قسطًا من تمثيله لأخر مشاهده في العمل التليفزيوني "أيوب".