بعد فوزه بجائزة النيل في العلوم التكنولوجية.. «أبو الغار» وحكاية خطف نصف مليون مصري

 

أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فوز الدكتور محمد أبو الغار، أستاذ متفرغ بكلية الطب جامعة القاهرة، بجائزة النيل في العلوم والعلوم التكنولوجية المتقدمة.

محمد أبو الغار..  طبيب أمراض النساء والتوليد مصري، وزعيم الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. وهو أستاذ أمراض النساء والتوليد في كلية الطب، جامعة القاهرة ويشرف على معهد طبي للعقم والولادة.

درس بكلية الطب جامعة القاهرة، وحاز شهادة الدكتوراة سنة 1969. برز في عمله كطبيب، رائداً بكونه أول من أدخل التخصيب في الأنبوب إلى مصر،  وأسس مع أساتذة آخرين حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات المناهضة قبضة الأمن على الجامعات المصرية، ويدعو الآن إلى إرساء الديمقراطية في تلك الجامعات.

د. أبو الغار هو أحد مؤسسي جماعة 9 مارس للدفاع عن استقلال الجامعة المصرية، وأحد قيادات الجمعية الوطنية للتغير، كما أسس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير مع ناشطين منهم عمرو حمزاوي وداوود عادل سيدكما أنه متحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير ومقرب إلى محمد البرادعي، كما يعد أحد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.

سلّط «أبو الغار»  في كتابة «الفيلق المصري جريمة خطف نصف مليون مصري»  الضوء على أحد الضباط الإنجليز المكلفين والذي كان على درجة رفيعة من الثقافة والتأهيل الدراسي، متابعًا: «لم يكن جنديا، ولكن كان ضابطا مكلفا بمراقبة المصريين فقط».

وأوضح أنه اطلع على مذكرات الضابط المشار إليه، وخطاباته التي أرسلها للوزارات وأصدقائه وأسرته في إنجلترا، متابعًا: «هذه الجوابات عمرها أكثر من 100 عام، ومكتوبة بالحبر فتعرضت لحالة من البهتان؛ لذلك كان يجب الاستعانة بأدوات تكبير وإضاءة لمعرفة الخط وفك شفراته، بالإضافة إلى اختلاف اللغة، فالإنجليزية عام 1914 لم تكن كلغة اليوم.

 

وأشار إلى استعانته بقواميس متخصصة لكشف تفاصيل تلك الخطابات، مضيفًا: «وزير الخارجية البريطاني بلفور، طلب مجموعة من المصريين ويكونوا فلاحين وصعايدة؛ من أجل إنشاء خط سكة حديد وأداء بعض الأعمال المدنية في الحرب مثل تفريغ السفن وتحميلها، وبالفعل تم إرسال الأمر للمأموريات والقرى، وكانوا يزيفون الحقائق ويغرون الفلاحين بمكاسب وهمية، ثم يسخروهم للعمل.

واستكمل: «كانوا بيخطفون الفلاحين، وياخدوهم من الجوامع والبيوت قسرا، ويقيدوهم بالحبال والسلاسل، ثم يجبروهم على خلع ملابسهم والاستحمام وتناول تطعيم ضد الفيروسات والبكتيريا ثم ينقلوهم إلى أداء العمل، هذا هو الفيلق المصري.

ولفت إلى وجود فيلق آخر يسمى «فيلق الجمال»؛ موضحًا: «كانت قوات الاحتلال تنفذ نفس السيناريو ولكن مع الجمال وأصحابها؛ حتى تكون وسائل نقل، مقابل يومية زهيدة تقدر بـ8 قروش يوميا.

«الفيلق المصري»، كتاب يحكي عن حادثة خطيرة في تاريخ مصر الحديث، لم تذكر في كُتب التاريخ المدرسية، ولم يصدر عنها كتاب يؤرخ لها بالرغم من تأثيرها العميق على مصر.

وطلبت بريطانيا من الحكومة المصرية -في أثناء الحرب العالمية الأولى- إصدار أوامرها إلى مأموري المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطاني إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالي 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقٌتل منهم حوالي 50 ألف فلاح أي 10 % من فلاحي مصر.

التعليقات