ذكرى رحيل زينات صدقى.. كرمها السادات وماتت حزينة في مقابر «عابر سبيل»

فى مثل هذا اليوم 2 مارس عام 1978 رحلت الفنانة زينات صدقى التي تمكنت بروحها المرحة أن تترك أثرا عميقا في عالم الفن، وبالرغم من أن غالبية أدوارها كانت ثانوية إلا أنها ملكت قلوب المشاهدين، وأصبح ظهورها على الشاشة مصدرًا للبهجة والضحكة والابتسامة على الوجوه، هي أشهر عانس في السينما المصرية أفنت حياتها في الفن ولم تبخل عليه يومًا منذ أن بدأت حياتها ككومبارس في فرقة الريحانى بعد هروبها من أسرتها.
 
ولدت زينب محمد سعد الشهيرة بزينات صدقى بحى الجمرك بالإسكندرية عام 1913، أطلق عليها اسم بنت بحري، واختار لها نجيب الريحاني اسم زينات صدقى، زوجها والدها وهى في الخامسة عشر من عمرها بعريس أكبر منها كثيرا، وتم الطلاق ثم تزوجت من موسيقى ناشئ اسمه إبراهيم فوزى وتم الطلاق أيضا , لتتجه زينات صدقى الى الغناء في الافراح ثم سافرت إلى الشام وعملت مونولوجست في صالاتها إلى أن التقت بديعة مصابني واختارتها للعمل راقصة في فرقتها.
 
زينات صدقى ونجيب الريحاني
عن طريق الفنان سليمان نجيب تعرفت زينات على الفنان نجيب الريحاني الذى ضمها إلى فرقته واعتزت به زينات كثيرا واعتبرته استاذها ومعلمها وقدمها في أول أدوارها في دور خادمة دلوعة في مسرحية " الجنيه المصرى " عام 1931، ثم ابتدع لها بديع خيرى دور العانس الذى استمرت تؤديه فى المسرح وانتقلت به إلى السينما حين شاركت من تأليفه  فى أول أفلامها السينمائية وهو فيلم "الاتهام" فى مارس 1934.
 
واستعانت بها فرقة يوسف وهبى وفاطمة رشدى، وفى الخمسينات شكلت ثنائيا ناجحا سينمائيا مع الكوميديان إسماعيل يس واشتهرت بافيه "كتاكيتو بنى" فى معظم أعمالها، ثم انضمت عام 1960 إلى فرقة "ساعة لقلبك" بالإذاعة  .
 
شاركت زينات صدقى في ما يقرب من 165 عملًا سينمائيا، ومن أشهر أعمالها السينمائية: حلاق السيدات، العتبة الخضراء، شارع الحب، أنت حبيبي، مدرسة البنات، أيامنا الحلوة،عفريتة إسماعيل يس،الآنسة حنفي وغيرها.
 
انتقلت إلى فرقة يوسف وهبى وفاطمة رشدى وقدمت معهما بعض الأدوار ثم عادت الى فرقة الريحانى، وفى الخمسينات كونت زينات صدقى دويتو ناجحا مع الفنان إسماعيل يس فقدما اجمل افلامهما ابن حميدو، حلاق السيدات،إسماعيل يس في الاسطول، في البوليس الحربى.
انضمت الى الإذاعة في برنامج ساعة لقلبك، ومن أشهر افيهاتها " كتاكيتو بونى ".
 
حزن واصابة بالاكتئاب 
وبعد اكثر من أربعين عاما من عملها في مجال الفن انحسرت عنها الأضواء وعرضت عليها أدوارا لا تناسب تاريخها الفني  وكانت ترفض الأدوار التي تعرض عليها حتى أصيبت بأزمة مالية لم تستطع معها العيش الكريم، فاختفت ضحكتها وعاشت في حزن شديد، ومما زاد من حزنها انها قبلت العمل في فيلمين: السراب، حكاية بنت اسمها محمود فعوملت معاملة فيها إساءة وعدم احترام فقررت الابتعاد نهائيا عن الحياة الفنية حتى أصابها الاكتئاب ورفضت مسلسل القاهرة والناس حين عرض عليها.
تراكمت على الفنانة القديرة زينات صدقى الضرائب وطولبت بدفع عشرين الف جنيه للضرائب واضطرت الضاحكة الباكية حينها إلى بيع "مصوغاتها"، والكثير من الإكسسوارات التي كانت تزين بها منزلها، من فازات وسجاد عجمي، وساعدتها ابنة شقيقتها نادرة التي كانت تعتبرها زينات ابنتها، وأكملت ما تبقى من أموال لتصفى حساب خالتها ووالدتها الروحية مع الضرائب لتضمن لها حياة كريمة.
 
في أواخر عمرها عكفت على قراءة القران وكانت تكتب الى الله شكواها على سبيل الفضفضة وكانت تضع الرسائل بين غلافى المصحف وكان دعاءها المفضل ( افتحها في وشى لجل النبى يارب ). 
دفنها فى مقابر الصدقة 
كرمها الرئيس السادات في العيد الأول للفن، وقرر صرف معاش استثنائى لها مدى الحياة، أما هي فقد عز عليها أن تطلب منه العلاج على نفقة الدولة، كانت قد اشترت مدفنا صغيرا وهبته للصدقة وكتبت عليه " عابر سبيل " يدفن فيه المحتاج وكان نصيبها حين غيبها الموت ان تدفن فيه.
التعليقات