كتاب جديد لأشرف توفيق يفجر الغضب «ليه بتحشر مناخيرك في حياتي ؟!»

الكاتب الكبير الساخر أشرف توفيق فاجأ قراءه في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام عندما عرض كتاباً جديداً أثار الجدل حول سلوك قطاع كبير من الناس . 
 
عنوان الكتاب " وإنت مالك " ، وعلى غلاف الكتاب سؤال مثير يتوقع أن يغضب شريحة كبيرة من الناس : لماذا يدس  البعض أنفه في شئون الآخرين ؟! 
 
ويعتبر الكاتب أن ظاهرة التدخل في حياة الآخرين والترصد بهم وتصيدأخطاءهم والتنمر عليهم انتشرت بصورة مخيفة في السنوات الاخيرة لأسباب عديدة أهمها الانتشار الرهيب لمواقع السوشيال ميديا وتأثيرها الكبير على سلوك المتعاملين معها إلى حد سيطرتها على تصرفاتهم وتوجيهها لحياتهم وإجبارهم أحيانا على سلوكيات فجة أحياناً وغير مألوفة . 
 
وهنا يقول أشرف توفيق في صدر كتابه " من هنا بدأت الكارثة .. عرض الناس حيوانهم على السوشيال مسديا كعرض الملابس الداخلية على منشر الغسيل، وفرحوا بلعبة الرأي والرأي الآخر ، فقالوا "الرأي"  ولعنوا الرأي الآخر !. تعاظمت ذواتهم ، وصار كل منهم عالماً ، مفتياً ، أديباً سياسياً مدرباً لكرة القدم . 
 
والملايين غيره من الأنعام بل هم أضل سبيلاً . والسؤال هنا : لماذا يقبل الناس مثل هذه التدخلات من الآخرين في حياتهم الشخصية ؟! ، ولماذا لاتكون إجاباتهم على مثل هذه التدخلات هي الإجابة العظيمة السحرية : انت مالك ؟!" 
 
واستند أشرف توفيق الى قائمة من المراجع والمصادر في علوم النفس والأديان والاتصال والاعلام والرأي العام . 
 
يقول الكاتب : أن هؤلاء الذين يدسون أنوفهم في حياة الآخرين يزعمون في معظم الاحيان أن هذا السلوك هو حق أصيل لهم إما لأنهم " الاكثر إيمانا ومعرفة بما يوافق الدين والعقيدة " فيعطون لأنفسهم حق الوصاية على الآخرين ، وإما لأنهم " الأكثر أخلاقاً وإستقامة " فيعيبون على الآخرين سوء سلوكهم وفساد أخلاقهم ، يتنمرون على ملابس النساء وعلى العلاقات بين البشر وعلى الشخصيات العامة ! ، وإما لأنهم " الأكثر وطنية وحباً وانتماء للوطن " فيلاحقون الاخرون باتهامات الخيانة وانعدام الانتماء . 
 
وإما لأنهم الاكثر علماً " بالحقيقة " ، وهؤلاء هم العالمون بالخبايا والأسرار ومايجري في الكواليس ، فيتهمون الآخرين بالجهل والغباء وينشرون على صفحاتهم أخبارا كاذبة ويروجونها باعتبارها حقائق !. 
 
ويلقى الكتاب الجديد لأشرف توفيق لأول مرة حجراً ثقيلاً في مستنقع السوشيال ميديا ، ويتوقع أن يزعج الكثيرين من نجومه لأنه يعري بشجاعة ظواهر احتكار الحقيقة والوصاية التي أصبحت السمة الغالبة للسوشيال ميديا في السنوات الأخيرة . 
* أشرف توفيق : كاتب وشاعر ومترجم مصري له العديد من الاعمال الدرامية في السينما والتليفزيون . 
 
كما خاض تجارب ناجحة في الكتابة الساخرة والشعر والترجمة ( آخرها ترجمته المهمة لكتاب دورثيا براند " كيف تصبح كاتباً " الذي يعتبر من أهم الكتب الكلاسيكية عن الكتابة الابداعية . 
ومن كتب أشرف توفيق : بين سياسة الاسلام وسياسة الصندوق . والقول الدقيق للعلامة أسرف بن توفيق . وإلى القاهرة . ومرسال لحبيبتي  . 
 
وفازت أغنيته بنفس الإسم على جائزة أفضل أغنية فيلم في مهرجان السينما .
التعليقات