في ذكرى ميلاده.. شكوكو ابن بلد بـ«الأبيض والأسود»

تميز بطلة مختلفة، جلباب "بلدي" وطاقية طويلة، غنى ورقص بخفة وروح مرحة، وتربع على عرش قلوب المصريين، الذين صنعوا منه نجم المونولوج، في ركن من أركان الفن، استأثر به لنفسه.. إنه الفنان محمود إبراهيم إسماعيل موسى الشهير بـ"شكوكو".

اكتسب الفنان الراحل لقبه "شكوكو"، من أبيه الأسطى إبراهيم شكوكو، وتمتع بشعبية فاقت العديد من النجوم حوله. عمل شكوكو في بداية حياته "نجار" مع أبيه، في ورشة النجارة الخاصة به، حتى بلغ عامه العشرين، ما حرمه من الذهاب للمدرسة.

كان يحب الغناء والمحاكاة الكوميدية منذ الصغر، ما أهله للانضمام إلى فرقة علي الكسار. ولد شكوكو في منطقة الدرب الأحمر بمدينة القاهرة، في الأول من مايو عام 1912، وارتبط بالفنان إسماعيل ياسين في العديد من أفلام الأبيض والأسود، واشترك معه كثنائي مونولوجست وكونا فرقة خاصة بهما، وكان هو الفنان المصري الوحيد، الذي صنعت دمي صغيرة تشبهه، بالجلباب البلدي والقبعة المميزة التي كان يرتديها. رغم شهرته الواسعة في مجال الفن، لكنه لم يترك مهنته الأصلية "النجارة" و"صناعة الموبيليا"، وانفصل عن والده وافتتح لنفسه ورشة مستقلة في منطقة الرويعي، واشتهرت منتجاته التي كانت تباع في أكبر المتاجر في القاهرة، مثل "شيكوريل، أوريكو، سمعان وصيدناوي".

وصلت شعبية "شكوكو"، لدرجة أنه كان أول فنان يُصنع له تمثال يباع في القرى والمدن، كما كان أول فنان يطلق اسمه على محطة أتوبيس، وهي محطة المسرح القومي بكامب شيزار في الإسكندرية، كما كان أول فنان تظهر صورته على علب الكبريت. شارك شكوكو في المسرحيات بأغنياته ومونولوجاته، وشكل فرقة استعراضية مع الفنانتين ثريا حلمي وسعاد مكاوي.

وكان يقدم استعراضاته ومونولوجاته على مسرح الأزبكية، ودخل السينما بعد أن اكتشفه المخرج نيازي مصطفى، الذي قدمه في فيلمي "حسن وحسن" و"شارع محمد علي"، لتتوالى بعدها مشاركاته السينمائية في العديد من الأفلام، أشهرها، "شباك حبيبي، الأسطى حسن، بائعة الخبز، عنبر، ليلة العيد، وشمشون ولبلب، وبنت البلد".

قدم الفنان الراحل أكثر من 600 مونولوج، ألف معظمها بتلقائيته، مع أنه كان لا يجيد القراءة والكتابة، وقدم لمسرح العرائس شخصية "الأراجوز" المشهورة، وواصل عطاءه الفني في مجال الغناء والمونولوج والسينما، حتى وافته المنية عام 1985 عن عمر ناهز 73 عامًا.

التعليقات