«معانا لإنقاذ إنسان».. بدأ بعجوز رمسيس و«لقاء» آخر الروايات (خاص)

لقاء.. مشردة فيصل الحسناء.. قصة فتاة ما زالت متصدرة محركات البحث بعد وفاتها التي أثارت جدلاً حول كواليس  الواقعة، وتضاربت الأقاويل حول مكان وفاتها إلا أن الحقيقة كانت في هروبها من دار لمعالجة الإدمان فكانت تتعاطى وفي مرحلة متأخرة فضلاً عن إصابتها بالإيدز، وهربت إلى الشارع مرة أخرى ومنها لمقر عائلتها في الشرقية وتوفيت في أحضان أسرتها وتم دفنها الجمعة الماضية.. الحكاية كاملة سردها لنا المهندس محمود وحيد، رئيس مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان.

فما هى قصة هذه المؤسسة؟.. وكيف يمكنها القيام بدورها تجاه المشردين؟.. وكيف تم رعاية مشردة فيصل الحسناء داخل الدار حتى هربت؟.

قصص أشبه بالدراما قالها مؤسس الدار  في حديث خاص لـ«الحكاية»، وكانت بدايتها بالترجل في شارع رمسيس لقضاء بعض الحاجات، فوجد المهندس محمود  أحد المتسولين ملقى على أحد الأرصفة، وكادت الديدان أن تقضى على جسده المنهك، اقترب منه شيئًا فشيئًا فوجده رجلًا مسنًا يقرب من الخمسين عامًا.

قرر المهندس محمود،  مساعدته والسعى فى هذا المجال لإنقاذ مئات المتسولين، ومن هنا جاءت فكرة «معانا لإنقاذ إنسان» هكذا يتذكر المهندس محمود وحيد عبدالحميد.. اللحظة التى اتخذ فيها قرار إنشاء مؤسسة لإنقاذ أبناء الشوارع.

فكرة المؤسسة تقوم على رعاية المتسولين فى الشوارع ولم شملهم داخل الدار.. قالها المهندس محمود في حديث خاص لـ«الحكاية»، مشيرا إلى أن الدار  أنشئ خصيصًا لهم بمنطقة الدقى بالجيزة وتقديم الخدمات من مأكل وملبس ومشرب، ومع مرور السنين عادت بعض الحالات إلى أسرهم.. وكل واحد من هؤلاء له حكاية تفوق المسلسلات الرمضانية فبعضهم حصل على مؤهلات عليا ولكن هناك أسبابًا دفعتهم للتسول والنوم على الأرصفة والبعض انتهى به الحال بالإصابة بالزهايمر.

وأشار مؤسس الدار إلي أن هناك نوعين من المتسولين، الأول ذو الشخصية الهادئة ويتعاملون معه الأطباء النفسيون فى الدار والاجتماعيون، أما ذو السلوك العدوانى فنخشى دخوله المؤسسة ونكتفى التعامل معه من الخارج بتوفير متطلباته.

إجراءات عاجلة يتخدها العاملون فى الدار فور موافقة أحد المتسولين علي التواجد داخل المؤسسة، أولا عن طريق تحرير محضر داخل قسم الشرطة التابع لها المنطقة المتواجد فيها المؤسسة، ثم يخضع المتسول للتحاليل الطبية ثم يتم ترحيله للمستشفى لتقديم الخدمة الطبية له حال إصابته بمرض ما، وبعد إتمام شفائه يعود للحياة داخل المؤسسة.

وكانت آخر القصص التي أعادت دار معانا لإنقاذ إنسان للتريند هى لقاء،  وقال المهندس محمود، إنّ قصة «لقاء» تعود منذ عامين حينما توصلت لها الدار في الشارع وفور وصولها مقر الدار تم الكشف عليها طبيًا للتأكد من حالتها الصحية وتبين إنها تعاني من إدمان المخدرات ومصابة بـ«الإيدز».

«لما لقينا حالتها متأخرة تم تحويلها لدار تابع لوزارة التضامن لعلاجها».. يستكمل المهندس وحيد حديثه عن قصة حسناء فيصل التي توفيت الأربعاء الماضي، وقال إنها هربت من دار الرعاية التابع لوزارة التضامن وعادت للشارع مرة أخرى مؤكدًا إنها تعلم مكان أسرتها في الشرقية فهى هاربة من قسوة والدها وتعامله الشديد معها وليست تائهة.

ومع مرور الأشهر ومرور الفتاة لعائتها توفيت هناك يوم الأربعاء الماضي، وقامت الأجهزة الأمنية بإجراء التحريات اللازمة لها وكتابة تقرير منها تم دفنها الجمعة الماضي في مقابر عائلتها بالشرقية.

التعليقات