المسحراتي.. مُدرس الرياضيات الذي جعل الأرض تتكلم عربي.. "ذكرى وفاة فؤاد حداد تعود والقدس تنزف"
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر المصري فؤاد حداد والذي يعد واحداً من ألمع شعراء العامية في التاريخ المصري والعربي والذي حمل على عاتقه الدفاع عن قضية القضايا العربية ألا وهي قضية فلسطين.
ويعد فؤاد حداد والذي ولد سنة 1927 بالقاهرة لأم من أصول سورية وأب لبناني واحداً من أعظم شعراء العامية والذين حملوا الصراع العربي الإسرائيلي في عقله وقلبه وظل مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين حتى وفاته في عام 1985 عن عمر يناهز 57 عاماً تاركاً خلفه ارثاً عظيما من القصائد العامية التي لا يزال معظمها محفورة في قلوب الغالبية العظمى من أبناء الوطن العربي.
تتلمذ فؤاد حداد في مدارس الليسيه الفرنسية والتي أصقلت موهبته في الكتابة والشعر والأدب حتى وصل إلى جامعة فؤاد الأول "القاهرة حالياً" ودرس في كلية التجارة حتى أصبح واحداً من أشهر اساتذتها ولاتزال كتبه في التجارة تدرس حتى اليوم.
وعلى الرغم من مكانته العلمية إلا أن فؤاد حداد ككل أبناء جيله تأثر كثيراً بالصراع العربي الإسرائيلي والذي بلغ أوجه في الستينيات من القرن الماضي الأمر الذي أشعل بداخله الحماس وانبرى للتصدي للعمل السياسي فكان أن اعتقلته السلطات مرتين قبل أن يخرج قبيل نكسة 67 والتي جعلته ينظم واحدة من أروع الأغان الوطنية حتى وقتنا الحالي.
فؤاد حداد والشيخ سيد مكاوي .. ثنائي تاريخي
التقى الشاعر فؤاد حداد بالشيخ سيد مكاوي الملحن الصاعد في ذلك الوقت عقب نكسة يونيو 67 والتقى معهم تأثرهم بالزلزال الذي هز كيان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ليبدعا معاً رائعتهما الخالدة قصيدة " الأرض بتتكلم عربي" والتي لحنها وغناها سيد مكاوي وظل يشدو بها في جميع حفلاته حتى وافته المنية.
ولم يقتصر تعاون مكاوي وحداد عند حد النضال السياسي وإنما تخطاه للتعاون الفني في عمل أسطوري أصبح من أيقونات الأعمال الرمضانية ألا وهو برنامج المسحراتي والذي تحول إلى عمل إذاعي ثم عمل تليفزيوني أذيع في رمضان من ثمانينيات القرن الماضي تاركاً ذكرى لا تمحى وعلامة من علامات الدراما الرمضانية.
القضية الفلسطينية .. قضية فؤاد حداد الكبرى :
عقب النكسة واحتلال الأراضي العربية بات فؤاد حداد مهموماً بأزمة فلسطين والاحتلال الغاشم فكان أن أبدع عدداً من القصائد الخالدة للشد من أزر الفلسطينين جمعت لاحقاً بعد وفاته في مجموعة شعرية بعنوان " الحمل الفلسطيني " كان أبرز قصائدها تحمل عنوان " مسحراتي القدس " .
وتحل اليوم ذكرى رحيله ال38 و الثلاثين وفلسطين لاتزال تقطر دماً وكأنه يوماً ما لم يرحل وكأن قصائده مكتوبة بدماء شهداء غزة وعلى أطلال مخيم جباليا الذي شهد مجزرة راح ضحيتها أكثر من 600 قتيل.
رحل فؤاد حداد عن عالمنا عام 1985 تاركاً أكثر من 20 مجموعة شعرية وعشرات القصائد المنفردة وترك لنا ألما ما زال في القلوب على مناضل عاش ومات مدافعاً عن التراب الفلسطيني لتحل ذكراه وفلسطين تئن تحت نير وجبروت محتل غاشم يشن حرباً على أبرياء عزل.
الأرض بتتكلم عربي ومن حطين
رد على قدس فلسطين
من حطين
رد على قدس فلسطين
أصلك مية وأصلك طين
الأرض، الأرض، الأرض