اغتيال إسرائيل لمهندس الصوايخ النووية المصرية "فَضَّل العمل في مصر عن خدمة أمريكا"
مع نهاية الحرب العالمية الثانية اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لاستقطاب عدد كبير من المهندسين الألمان لمساعدتها في برنامجها الصاروخي حيث لم يتردد الأميركيون في اعتقال ونقل مهندسين من أمثال فيرنر فون براون (Wernher von Braun) نحو الأراضي الأميركية ضمن عملية "مشبك الورق".
وفي خضم هذه الأحداث التي تلت نهاية الحرب العالمية، فضّل عدد من العلماء التعامل مع الدول العربية لمساعدتها في تطوير ترسانتها الصاروخية.
ومن ضمن هذه الشخصيات، يذكر التاريخ المحامي وتاجر السلاح هاينز كروج الذي اتجه لمد يد العون لجمهورية مصر العربية ببرنامجها الصاروخي قبل أن يختفي بشكل غامض.
منتصف عشرينيات القرن الماضي، درس هاينز كروج الحقوق بجامعة إنسبروك.
وعام 1933، لم يتردد كروج في الالتحاق بالحزب النازي تزامناً مع حصول أدولف هتلر على منصب المستشار.
وبحلول منتصف الثلاثينيات، فضّل هذا الرجل التخلي عن دراسته ليلتحق بسلاح الجو الألماني حيث عمل كمستشار بشؤون البنية التحتية والأمور الاجتماعية.
وبكلية براسلو، واصل هاينز كروج دراسته بمجال الطيران وحصل بحلول العام 1939 على رتبة رقيب.
لاحقاً، درّس كروج ما بين عامي 1941 و1942 بمجال الطيران قبل أن يتجه للعمل بمجال الصواريخ ببرنامج فيرنر فون براون.
وبنهاية الحرب العالمية الثانية، رفض هاينز كروج عرضاً للسفر نحو الولايات المتحدة الأميركية والعمل ببرنامج الصواريخ الأميركي.
إلى ذلك، عمل هاينز كروج بإحدى المؤسسات الصناعية بألمانيا الغربية قبل أن يلتحق للعمل بجامعة شتوتجارت.
وبالتزامن مع ذلك، دخل كروج بمفاوضات مع الجانب المصري ووافق على العمل ضمن برنامج الصواريخ المصري الذي وافق عليه جمال عبد الناصر لتعزيز القدرات العسكرية المصرية.
أثناء فترة عمله، قدّم هاينز كروج العديد من المواد الأساسية والتكنولوجيا للمصريين.
ويوم 11 سبتمبر 1962، اختفى كروج بشكل غامض داخل مدينة ميونخ الألمانية.
وبعد يومين فقط عن اختفائه، عثرت الشرطة الألمانية على سيارته، التي كانت نوع مرسيدس بنز دبليو112، فارغة داخل أحد الأنهار.
ليومنا الحاضر، لا يزال مصير هاينز كروج غامضاً حيث لم تتمكن الشرطة الألمانية من فك لغز اختفائه.
إلى ذلك، تحدثت بعض التقارير الصحفية بتلك الفترة عن قيام عملاء الموساد الإسرائيلي باغتياله واخفاء جثته.
وقد ألقى البعض باللوم على العميل الإسرائيلي، الذي عمل سابقاً لصالح النازيين، أوتو سكورزيني وتحدثوا عن قيامه بقتل كروج قبل إذابة جثته ودفن ما تبقى منها بغابة.
وقد رجّح كثيرون بتلك الفترة تورط الموساد عقب واقعة استهداف مصنع مصري مختص بتطوير الصواريخ عام 1962 برسالة مفخخة.
سنة 2018، تحدث الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان عن قيام الموساد بخطف كروج قبل نقله نحو مرسيليا ومن ثم باتجاه تل أبيب حيث تعرض للاستنطاق والتصفية.