صلاح السعدني.. "عمدة الدراما" يودِّع الحياة بعد عقود من الإبداع الفني

رحيل هادئ كهدوء ملامحه بعد مشوار حافل من النجاحات سجلها الفنان القدير صلاح السعدني في مسيرة فنية امتدت سنوات طويلة، تجاوزت أكثر من خمسين عامًا حفر فيها اسمًا وعلامة مضيئة سيظل أثرها باقيًا رغم الرحيل.
استطاع صلاح السعدني أن يحفظ لنفسه مكانة لم يمسها غياب ولم يعكر صفوها شيء أو ينقصها ابتعاد لسنوات طويلة عن الساحة، فحظي برصيد كبير ليس فقط من الأدوار والأعمال المؤثرة ولكن من محبة الجمهور التي لم تكن من فراغ، فملامح " ابن البلد" التي ارتسمت على وجهه في مسلسل " أرابيسك" مؤرخًا لمهنة مصرية أصيلة، والصعيدي الأصيل الشهم في "حلم الجنوبي"، والعمدة الذي لم تجُد الدراما المصرية بمثله في "ليالي الحلمية"، فهذه الأعمال وغيرها من عشرات الشخصيات برع في تجسيدها وتحويلها إلى لحم ودم، حتى أن الجمهور من شدة تصديقه لشخصية العمدة سليمان غانم" أعطاه عن استحقاق لقب عمدة الدراما المصرية.
كان شغف "السعدني" بالتمثيل الشرارة التي أوقدت جذوة شعلته، ودفعته في رحلة بحثه عن موطن قدم له في مهنة يتنافس فيها كبار النجوم، فخرج الراحل (المولود في 23 أكتوبر1943) من بلدته الريفية بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية فقاده حلمه الذي لم يتخل عنه، وبدأ مشواره بالتمثيل بالوقوف على مسرح كلية الزراعة مع رفيق عمره وزميل دراسته الفنان عاد إمام.
قدم صلاح السعدني الكثير من الإسهامات في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة والتي تجاوزت أكثر من 200 عمل فني متنوعة، كانت للدراما التلفزيونية النصيب الأكبر منها، فقدم فيها الكثير من العلامات مثل "ليالي الحلمية، الناس في كفر عسكر، أرابيسك، حلم الجنوبي، قال البحر، غريب في المدينة، الشوارع الخلفية"، كما تعاون مع الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولي بمسلسل " أبنائي الأعزاء شكرًا"، وفي آخر أعماله قدم عددًا من الأعمال الناجحة مثل "الباطنية، أوراق مصرية، رجل في زمن العولمة، الأصدقاء، شارع المواردي"، وغيرها.
كان للأعمال الوطنية نصيب من مشاركته فقدم فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" عام 1974، وقام بإنتاج المسلسل الكوميدي " كراكيب" مع الفنانة آثار الحكيم ونعيمة الصغير ولطفي لبيب عام 1989.

التعليقات