"تأثير طه حسين في الأدب العربي".. ندوة بمعرض الكتاب

شهدت فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي، إقامة المؤتمر الثالث من مؤتمرات المعرض تحت عنوان "استعادة طه حسين" على مدار 3 جلسات، حملت الأولى عنوان "مقدمات وحوارات"، شارك فيها الدكتور سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، الدكتور عبدالله إبراهيم من العراق، وأدار الجلسة الكاتب والشاعر أحمد سراج.

في البداية وصف سراج، الأديب الراحل بأنه رجل جريء العقل، مفطور على المناجزة والتحدي، استطاع نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أكثر رحابة.

وأشار الدكتور عبدالله إبراهيم، إلى أن طه حسين كتب "الأيام" على 3 أجزاء، الأول في 9 أيام بفرنسا بعد فصله من جامعة القاهرة واستقال آنذاك أحمد لطفي السيد احتجاجًا على ذلك، والجزء الثاني بين فرنسا وإيطاليا، أما الجزء الثالث بين فرنسا وإيطاليا ومصر فكان عام 1953، وكان يطمح في كتابة الجزء الرابع لكنه فقد ذاكرته في آخر 3 سنوات ولم يستطع أن يملي على كاتبه.

ويرى سامي سليمان أحمد أن غاية مشروع طه حسين الثقافي، تحقيق النهضة المصرية والعربية، ويستند على عدة قيم، منها قيمة الحرية التي تأتي في المرتبة الأولى، وهي القيمة المحورية في مشروعه وكثيرًا ما حرص عليها، ثم قيمة العدالة الاجتماعية، والإيمان بالتعددية وتقبل الاختلاف، وتأتي مع هذه القيم الإيمان بقيمة التطور، وكان دائم التطوير من كتاباته.

تأثير فكر طه حسين في المثقفين العرب

حملت الجلسة الثانية عنوان "طه حسين برؤى عربية"، وشهدت حضور الدكتور سليمان السلطان من السعودية، والدكتور محمد مشبال، أستاذ اللغة والبلاغة من المغرب، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور عمر مقداد من، وأدار اللقاء الدكتور خيري دومة.

وتحدث الدكتور محمد مشبال، عن رصد حضور طه حسين في الثقافة المغربية بعدة نقاط منها: دعوة ملكية رسمية لطه حسين لزيارة المغرب، إذ حل في المغرب عام 1958 وألقى 5 محاضرات، بالإضافة إلى حضور أعماله بأبحاث المغاربة سواء داخل الجامعة أو خارجها، تنوعت بين مجالي الأدب والفكر، إذ تفاعل مع كتاباته العديد من الكتاب في المغرب، وأيضًا كان حاضرًا في كتابات صحفية وأدبية، وتم تخصيص رسائل جامعية وكتب تتناول حضور طه حسين بالمغرب وفي الثقافة المغربية.

وقال الدكتور عمر مقداد من تونس، إن العديد من الشباب التونسي الذين درسوا أدب طه حسين صاروا من أكبر المثقفين في تونس، موضحًا أن زيارة طه حسين لتونس جاءت في عام 1957، لحضور تخرج النواة الأولى من طلاب الجامعة التونسية.

وتحدثت الدكتور محمد صابر عرب، عن التحاق طه حسين بالجامعة الأهلية 1908، وتطور نموه الفكري من تلك الفترة وحتى وفاته، مشيرًا إلى أنه كان مؤيدًا لثورة 1952 وكان منتصرًا للحرية والفكرة.

وجوه طه حسين

ضمن فعاليات مؤتمر "استعادة طه حسين"، ترأس الدكتور سامي سليمان إحدى جلسات اليوم، التي شارك فيه الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور عبدالله التطاوي، نائب رئيس جامعة القاهرة، والشاعر محمد بهجت، وقدمته الإعلامية منة الشرقاوي.

وتحدث الدكتور أحمد بهي الدين، عن مشروع طه حسين الذي أصدرت منه الهيئة قرابة 17 كتابًا أضاءت على وجوه طه حسين التي لا يعرفها الكثيرون، ومنها أنه كان معربًا وليس مترجمًا، وأنه شارك أخرين في تأليف الكتب مثل مصطفى مشرفة، ومحمد كرد علي، ووجه التحية إلى فريق عمل الهيئة في إصدار هذا المشروع.

ومن جانبه؛ قال الدكتور عبدالله التطاوي، إن جامعة القاهرة خصصت هذا العام الدراسي (2023 - 2024) للاحتفاء بالذكرى الـ50 لنصر أكتوبر وطه حسين، بقرار من رئيس الجامعة والمجلس، مشيرًا إلى أن الجامعة أطلقت عدة مشروعات ثقافية، لإحياء ذكرى طه حسين منها مشروع "اقرأ" الذي استقبلت فيه أبحاث الطلاب حول دراسة كتاب مستقبل الثقافة في مصر وكتاب الشعر الجاهلي الذي آثار جدل في المجتمع، كي يتعرف الشباب على طبيعة الشخصية الفذة التي ألفت تلك المؤلفات ومناهجها على المستوى العقلاني والفكري.

وأكد سامي سليمان أحمد، أن النهضة العربية الحديثة من القرن الـ19 خلقت نموذجًا للمثقف الحديث، وعليه أن يشكل مشروعًا ما لتحقيق النهضة، ويتخذ من الكتابة تقديم مشروع لمواطنيه، وهذا النموذج الحديث تجلى عند أحمد لطفي السيد ورفاعة الطهطاوي، وغيرهم.

وأكد سامي سليمان أحمد، أن النهضة العربية الحديثة من القرن الـ19 خلقت نموذجًا للمثقف الحديث، وعليه أن يشكل مشروعًا ما لتحقيق النهضة، ويتخذ من الكتابة تقديم مشروع لمواطنيه، وهذا النموذج الحديث تجلى عند أحمد لطفي السيد ورفاع الطهطاوي، وغيرهم.

 

التعليقات