بعد ترميم "السلم والثعبان" حلا شيحة تروي حكايات وذكريات فيلمها الأفضل
شهدت السينما المصرية عبر تاريخها الطويل العديد من الإنتاجات البارزة، والتي تركت أثرًا في وجدان الجمهور العربي، لتمتد خارج نطاق المنطقة العربية مُحققة شهرة عالمية.
يصف صُنّاع السينما هذه الحالة الفنية بالارتباط الوجداني بين الجمهور، وهذا العمل الفني الذي كان قادرًا على أن يلمس مشاعرهم ويترك أثرًا لا تمحوه السنين، يتذكرون الجُمل الحوارية وأسماء أبطاله، تظل موسيقاه التصويرية تشكل حالة فريدة تطرب آذانهم كلما استمعوا إليها، يعودون لمشاهدته بين الحين والآخر، كل هذه العوامل تكون كفيلة لتضع العمل الفني في مراتب متقدمة عن باقي منافسيه.
كان فيلم "السلم والثعبان" من بين النماذج التي تحدثنا عنها في السطور السابقة، فرغم مرور نحو24 عامًا على عرضه، لكن لا يزال الجمهور مرتبطًا به، لما تحمله قصة العمل من مزيج رومانسي درامي بين "حازم" الذي جسّد دوره الفنان هاني سلامة و"ياسمين" وجسدتها الفنانة حلا شيحة، مع بداية مشوارها الفني، وهو ما كان عاملًا قويًا لانطلاقها نحو النجومية، ومع هذا النجاح كان قرار إدارة مهرجان الجونة السينمائي بعرضه ضمن فعاليات الدورة السابعة، في نسخة جديدة تواكب تطور العصر الحالي، حيث تفاعل معه الجمهور وكأنه يعرض للمرة الأولى.
تؤكد بطلة العمل حلا شيحة أن فيلم "السلم والثعبان" له مكانة خاصة في قلبها، إذ إنه من أول الأعمال التي قدمتها في بداية مشوارها الفني؛ لذا تشعر بسعادة لكونها جزءًا من نجاحه وقت عرضه السينمائي.
وتضيف: "سعادتي الأكبر أن الجمهور ارتبط به حتى الآن، رغم اختلاف الأجيال، ويتداول العديد من المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنه عمل رومانسي من طراز خاص".
لم يكن لمواقع التواصل الاجتماعي وقت عرض الفيلم أي تأثير يذكر، فلم يتأثر الجمهور بترند زائف أو تطارده دعاية مستمرة تروج للعمل عبر صفحات عديدة، كان الحكم فقط هو شباك تذاكر دور العرض الذي كان يُشير إلى إعجاب الجمهور بتجربة جديدة ومختلفة، تنافس نجوم الكوميديا الشباب الذين كانوا قد استحوذوا على النصيب الأكبر من الإيرادات.
وحول ذلك تقول حلا شيحة: "في عام 2001 وقت عرض الفيلم لم يكن هناك أي تواجد لمنصات السوشيال ميديا مثل الوقت الحالي، وأظن أنه في حال وجودها في هذا الوقت، كانت ردود الفعل ستصبح مختلفة، وكنت أتمنى أن أشاهده في نسخة جديدة بعيون جيل لم يحضره وقت العرض، وهذا ما حققه مهرجان الجونة، فوقت عرض النسخة الجديدة شعرت وكأنني أحضر العرض الخاص للعمل لأول مرة، وتلقيت عليه ردود فعل إيجابية، لأن الجمهور، وخصوصًا الشباب تعايشوا مع قصة حب "حازم" و"ياسمين" وتطورات العلاقة بينهما".
مشاهدة الفيلم في نسخته الجديدة خلقت حالة من النوستالجيا لدى حلا شيحة استرجعت معها ذكريات تصوير العمل، والتي قالت عنها: "عندما أرسلت لي الجهة المنتجة نسخة السيناريو قبل التصوير كنت لا أصدق نفسي؛ لأنني في بداية مشواري الفني، فكيف يختارونني لفيلم مهم مثل هذا، خصوصًا أنه كان مرشحًا لبطولة العمل قبل هاني سلامة، الفنان أحمد السقا والذي اعتذر، ليتم الاستقرار على الثاني ونبدأ التصوير ويعرض ويحقق نجاحًا كبيرًا".
تضيف: العمل يحمل العديد من الكواليس المميزة بيني وهاني سلامة ونحن نرقص تانجو، فكان يضغط على قدمي أثناء الرقص وكانت تؤلمني حتى حفظ الخطوات، أما أنا فأحب الرقص وهو من هواياتي، وبالتالي رقصة التانجو كانت سهلة بالنسبة لي.
تابعت: عندما كنت أصور العمل، كان ينتابني شعور بأن "ياسمين" هي أنا، رغم أنها لا تشبهني في العديد من الصفات، وعندما شاهدته وقت عرضه انتقدت نفسي فيه كثيرًا، ولكن عندما كبرت وشاهدته برؤية مختلفة وجدته عملًا مميزًا، واكتشفت أنه من أفضل أدواري وأصبحت استمتع بمشاهدته كثيرًا، خصوصًا بعد عرضه عبر منصة "نتفليكس".
توضح حلا أن العمل مليء بالتفاصيل المهمة التي اكتشفتها بعد عرضه، خصوصًا أغنيته "أنا حبيت" التي قام بغنائها المطرب المصري خالد سليم، إذ تقول: لا يزال تتم الاستعانة بالأغنية في المواقف الرومانسية بين الشباب، لاسيما أن العمل مليء بالمشاعر والأحاسيس الرائعة، بينما هناك مشاهد أخرى كانت صعبة مثل المواجهة بين "حازم" و"ياسمين"، والذي تطلب مني جهدًا نفسيًا واستغرق تصويره يومين حتى يترك لي مخرج العمل طارق العريان فرصتي في التحضير له جيدًا، ويظهر بشكل طبيعي، إذ كان مليئًا بالمشاعر الحقيقية، وهذا ظهر بوضوح في جملة "أنا هعرف أمشي من هنا وهحب حد تاني، بس أنت هتفضل زي ما أنت يا إما هتموت كدا يا هتتجوز واحدة أنت مش طايقها" وهذه مشاعر أي امرأة تعيش قصة حب حقيقية.
تشير "حلا" إلى أنها لا تزال إلى الآن تسترجع ذكرياتها مع النجمة الراحلة رجاء الجداوي، التي جسدت دور والدتها في العمل، حيث قالت: "جسدت الدور بمشاعر الأم وظلت تنصحني وكأنني ابنتها في الحقيقة، فهي فنانة عظيمة، كما أن نجاح العمل حتى الآن يعود لقيادة مخرج العمل طارق العريان بجودة مميزة.
توضح حلا شيحة أنه "كانت هناك نية لتنفيذ مشروع جزء ثانٍ للعمل، ولكن هاني سلامة وجد أن العمل قد تم تقديمه، ونجح وقت عرضه، فلماذا يكون هناك جزء ثانٍ منه، وهنا تراجعت الجهة المنتجة، ولكن مخرج العمل يبحث تقديمه بأبطال شباب جدد وهذا يسعدني لأن من حق الجمهور أن يشاهده بطريقة جديدة لنعطي فرصة للشباب، خصوصًا أن هناك العديد من المواهب التي تستحق ذلك".