مصير غامض لـ"الأوسكار".. نيران كاليفورنيا تهدد وجود "هوليوود"
تعرضت مدينة لوس أنجلوس، عاصمة صناعة السينما العالمية، لأزمة غير مسبوقة مع اشتعال حرائق كاليفورنيا التي خلّفت دمارًا هائلًا في المنطقة، إذ تقدر الخسائر بالمليارات مع توقف الإنتاج السينمائي، فيما لم يحسم إلى الآن مصير حفل جوائز الأوسكار.
وأشارت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى أن حجم الكارثة التي أودت بحياة 25 شخصًا على الأقل، ودمرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من 12 ألف منشأة، وأجبرت ما يقرب من 300 ألف شخص على ترك منازلهم، تلقي بتحدٍ وجودي أمام صناعة الترفيه العالمية يهدد مستقبلها في المنطقة.
تأتي الحرائق المدمرة في توقيت عصيب لهوليوود التي لم تتعاف بعد من تداعيات جائحة كوفيد-19 وإضرابات الكتاب والممثلين التي شلت الإنتاج في 2023.
وأشار لوكاس شو، المحلل في وكالة بلومبرج، خلال حديثه في بودكاست "ذا تاون" إلى أن "هذه الكارثة لم تكن لتأتي في وقت أسوأ للصناعة أو للمدينة بشكل عام"، إذ انخفضت إيرادات شباك التذاكر الأمريكي في العام الماضي إلى 8.75 مليار دولار، مقارنة بـ11.3 مليار دولار في عام 2019، وفقًا لما نقلته "ذا جارديان".
وأدت الحرائق إلى توقف الإنتاج في العديد من المشروعات الفنية الكبرى، كما ألغيت العروض الأولى لأفلام مثل "The Last Showgirl" و"Wolf Man" و"Better Man".
كما توقف مؤقتًا تصوير عدة مسلسلات شهيرة، إذ في تطور مأساوي، دمرت النيران أحد المواقع الرئيسية لمسلسل"Hacks" الحائز على جوائز، وهو القصر الذي تمتلكه شخصية النجمة جين سمارت في العمل.
ويعاني موسم الجوائز السينمائية، الذي يعد من أهم الأحداث السنوية في هوليوود، من اضطراب كبير بسبب الحرائق، إذ تم تأجيل إعلان ترشيحات جوائز الأوسكار مرتين، ليستقر موعدها أخيرًا على 23 يناير، كما تم تأجيل حفل جوائز النقاد إلى موعد غير محدد في فبراير.
وعلى الرغم من انتشار شائعات حول احتمال تأجيل حفل الأوسكار المقرر في 2 مارس، إلا أن تقريرًا لمجلة "هوليوود ريبورتر" وصف هذه الشائعات بأنها "لا أساس لها من الصحة"، مؤكدًا أن الموعد لا يزال قائمًا.
من جهتها، دعت النجمة جين سمارت، الحائزة مؤخرًا على جائزة جولدن جلوب، إلى إعادة النظر بشكل جدي في بثِّ حفلات الجوائز هذا الموسم.
وكتبت على إنستجرام: "آمل أن تنظر أي من الشبكات التي تبث حفلات الجوائز القادمة بجدية في عدم بثها والتبرع بالإيرادات التي كانت ستجنيها لضحايا الحرائق ورجال الإطفاء".
وشاركها الرأي الكاتب المعروف ستيفن كينج، الذي أعلن عدم مشاركته في التصويت للأوسكار هذا العام، داعيًا إلى إلغاء الحفل، قائلًا: "لا مجال للبهرجة ولوس أنجلوس تحترق".
برز دور كبير لنجوم السينما والموسيقى في التضامن مع المتضررين من الحرائق، إذ تبرعت بيونسيه، التي تتصدر ترشيحات جوائز جرامي لهذا العام، بمبلغ 2.5 مليون دولار لصندوق إغاثة حرائق لوس أنجلوس، كما اضطرت لتأجيل إعلان مهم هذا الأسبوع.
وتأثرت الفنانة شخصيًا بالكارثة، إذ فقدت والدتها تينا نولز، منزلها في الحرائق الأخيرة.
وامتدت قائمة المشاهير الذين فقدوا منازلهم لتشمل نجومًا بارزين مثل جيف بريدجز وبيلي كريستال وماندي مور وجوشوا جاكسون وأنتوني هوبكنز وآدم برودي.
وسارع العديد من النجوم مثل جيمي لي كورتيس وليوناردو دي كابريو وتايلور سويفت إلى التبرع بمبالغ كبيرة لجهود الإغاثة.
مستقبل غامض
تكشف الأرقام حجم الأزمة التي تواجه صناعة الترفيه في كاليفورنيا، إذ تسهم هذه الصناعة بنحو 43 مليار دولار سنويًا في شكل أجور للاقتصاد المحلي.
وانخفضت أيام التصوير في لوس أنجلوس بنسبة 6% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، مسجلة مستوى تاريخيًا منخفضًا.
ويقدر اتحاد IATSE، الذي يمثل العاملين في هوليوود، أن نحو 8000 عامل يعيشون في المناطق المتضررة من الحرائق.
وأدى ارتفاع تكاليف التصوير في المنطقة، حتى قبل الحرائق، إلى نقل العديد من الإنتاجات إلى مواقع أخرى مثل أتلانتا، حيث يتم تصوير غالبية أفلام مارفل.