أمس، كانت ذكرى ميلاد الشاعر العربي الكبير نزار قباني، فهل تحدث عنه أحدا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟ الإجابة لا، فكلهم تحدثوا عن عيد الأم، ونشروا صورهم مع الأم، ومع عيد الأم نفسه، ولا أعرف كيف يمكن لأحد أن يلتقط صورة مع عيد الأم لكنهم فعلوا ذلك حقا جدا..

يعتبر نزار قباني شاعر الوحدة العربية ووزير ثقافتها وأحد أهم كتاب فترة الصراع العربي الإسرائيلي وأحد أهم شعراء مقاومة ما بعد الهزيمة، حلت ذكراه ومضت، دون أي التفات من السوشيال ميديا وأهل العمق.. صحيح أن الأم لها مكانة فريدة في قلوب الأبناء، لكن البوست على الفيسبوك لن يكلف شيئا، لكنه سيكلف من يفعله خسارة كبيرة، إذ سيخرج من دائرة العمق التي لها أصول وقواعد:

1.أول هذه القواعد "الترند"، اليوم نتحدث عن الأم، لا يمكن أن تتحدث عن جدتك، أو أم صديقك، أو أم اللي جاب أبوك، تحدث عن الأم أو اصمت للأبد.. قاعدة سهلة.

2.فيروز لم تعد من أساسيات العمق. قد كانت في فترة من الفترات، لكنها الآن لم تعد كذلك، فقد اكتشف بيت الأزياء المصمم لهذه الموضة أنها غير مناسبة للجميع. فهي تتطلب أن يكون الزبون مدخن، محبا للقهوة، ويستيقظ صباحا ليسمعها، ويكون عميقا.. مسألة صعبة.

3.زياد الرحباني، ابن السيدة فيروز، هو موضة العام في العمق، يمكنك متابعته على فيسبوك، وماركة ما يكتبه كخطوة أول للعمق.

4.القهوة لا تشرب على عجل، لا أعرف لماذا قال الشاعر محمود درويش هذا البيت، ولا أعرف سر عشقه للقهوة، وقهوة أمه بالذات وباعتباري هاوي عجلات قديم فقد حاولت مرة أن أشرب القهوة "على العجلة"، "دلدقت علي وكان يوم باين من أوله".. انشرها كل يوم في الصباح واكتب قهوة الصباح..

5.شربت شايا في الطريق.. لإنني لا أستطيع أن أشرب القهوة على عجل، فاستبدلته بالشاي.. وتذكر دائما أنك كلما أردت أن تصبح أعمق وجب عليك قراءة قصائد أكثر لمحمود درويش..

·       نصيحة، لا تقرأ لأحمد مطر فتصبح سطحيا..