أولاً الفكرة نفسها غلط؛ فاللفظ الشائع إنها ليلة الخميس، بينما الأصح إنها ليلة الجُمعة أصلاً، وكما كانت البداية الشائعة غلط، فأكيد كُل ما يترتب عليها غلط في غلط.. وتعالوا نشوف المصريين بيعملوا إيه ليلة الخميس "بالتعبير الشائع" وهل الأمر له علاقة بـ ـ الله يحرقه ـ إبليس؟!

أولاً انسى كُل ما شاهدته في الأفلام، وما سمعت عنه في قصص الخيال العلمي وغزو الفضاء وحروب الكواكب، أو الخرافات الشعبية إياها اللي بتخلي البطل يطلَّع من مناخيره كوريك سيارة وقت الزنقة، أو حتى قرأت عنه في كُتُب التاريخ الصفراء المُهترئة أم ريحة لا مؤاخذة مصنِّنة دي، والتي تؤكد أن الخميس هو ليلة البهججة والشعللة والشعوطة؛ فالخميس الآن أصبح مُختلف جدًا عن زمان.. فماذا يفعل المصريون ليلة الخميس؟

• الزوج الرايق بيكون مرتبط مع أصدقاءه من المتزوجين الرايقين بمنافسات البلاي ستشين في منزل أحدهم في تلك الليلة، وبالتأكيد زوجة هذا الأحدهم بتكون سهرانة عند أختها، أو عند زوجة أحدهم آخر من نفس الشلة، أو مسافرة، أو متخانقة معاه وسايباة له البيت؛ وبالتالي الكُل بيكون مرضي ومبسوط، سواء في البلاي ستشين، أو السهر، أو الزعل!
• الزوج الغلبان بيكون مرتبط بوردية شغل إضافي علشان يجيب فلوس الدروس الخصوصية، وأقساط الجمعية، أو بيكون مرتبط بمواصلات بتوصل غلاسة سواقيها وزحمة ركباها وندرة سياراتها وازدحام طُرُقها للذروة في تلك الليلة، فطبيعي يرجع البيت الساعة اتنين أو تلاتة بالليل (الأصوب أن نقول صباحًا)، يلاقي الكُل نام.. فيبوس إيده شعر ودقن ويدخل يستحمى (من تراب المشوار) وينام خفيف!
• الزوج المُحب لزوجته، بيستغل فرصة ليلة الخميس علشان يغيَّر اللمبة المحروقة، ويدُق إيد المقشة المكسورة، ويفُك لها الستاير علشان تعرف تغسلها يوم الجمعة وتلحق تنشف علشان يعلقها لها بالليل قبل ما يرجع الشغل السبت، وبيسلِّك حوض المطبخ، وبيقف مع بتاع صيانة التلاجة اللي مبتجمدش العيش كويس في الفريزر، وعلى ما بيعمل كُل ده بتكون هي نامت من كُتر التعب مع العيال طول اليوم!
• الزوج العاشق لزوجته، بيروَّح بدري ومعاه حاجة حلوة، وطبعًا ما دام فيه حاجة حلوة فالعيال من حقهم ياكلوا منها، ويسهروا مع الأب اللي مش بيشوفوه غير ليلة الخميس لأنه طول الوقت  في الشغل وهُما طول الوقت في المدارس والدروس.. وعلى ما تخلص السهرة بالمناهدة مع العيال والمحايلة عليهم علشان يناموا ويرتاحوا ويريَّحوا، بيكون كل شيئ نام!
• الزوج اللذيذ مع الزوجة اللذيذة، مدركين تمامًا أن روتين زمان مبقاش يجيب همُّه الأيام دي، وإن أمور زي إشعال الشمع وتشغيل هاني شاكر مع تناول العشاء، أو مشاهدة مسرحية أو فيلم سهرة على التليفزيون كلها أمور جار عليها الزمن، وبالتالي مُمكن يدخلوا السرير وكُل واحد يمسك موبايله، هو يشوف أهداف دوري الأبطال، وفيديوهات سباقات السيارات، وطريقة تشغيل إنترنت مجاني على التليفون مدى الحياة بدون اشتراك.. وهي تشوف فيديوهات عروض الموضة، و20000 طريقة جديدة لربط الإيشارب، و99 دليل على خيانة الرجُل لَكي.. شاهديهم قبل الحذف، وطريقة اختراق واتسآب الزوج بدون مُعلم!
• الزوج الفرفوش هياخد زوجته في خروجة لذيذة غالبًا هتنتهي بخناقة، وعند العودة للمنزل سيكون إرهاق الخروجة ونكد الخناقة سبب أدعى للخمدان من غير أي حاجة ولا حتى تصبحي على خير!