المتهمون الحقيقيون في حادث "ملهى العجوزة"

في تمام الساعة السادسة و45 دقيقة صباحًا، تعالت ألسنة اللهب في المحل الضيق، ليتم الدفع بـ8 سيارات إطفاء، لمكان البلاغ الذي سيكشف فيما بعد عن خلطة من الصراع بين العنف والشهوة ولإنحراف والإهمال .

في مساحة ضيقة لا تزيد عن 30 متر يتكدس بداخلها عادة تشكيلة من صنوف البشر، اللذين يقصدوا "ملهي العجوزة" لأغراض مختلفة، بينهم العامل وصاحب المزاج وراقصة ومدير للملهى وبطلجية، يعج المكان بالمواقف والتفاعلات والمشاحنات ولحظات السمر وليالي الترف، ولأن السياق الذي نعيشه الآن إستثنائي علي كل المستويات فإن مشاجرة بسيطة فضحت حسابات البلطجة واستشراء العنف والإهمال من جانب اصحاب المكان والمسئولين.

فساد وإهمال :

رئيس هيئة النيابة الإدارية، المستشار سامح كمال، أمر بفتح تحقيق عاجل في مدى سلامة إجراءات منح الترخيص للملهى الليلي "الصياد"، بشأن مخالفته لاشتراطات الحماية المدنية لمساحته الضيقة، وعدم احتوائه على أجهزة إطفاء ذاتي أو طفايات حريق يدوية أو مخارج طوارئ.

العنف :

المركز القومى للبحوث الاجتماعية، قال فى دراسته عن العنف المجتمعى فى مصر أن العنف ينتقل من الفرد للمجتمع، فبإمكان نزاعات فردية وشحنات غضب علي مستوي دوائر محدودة أن تسيطر علي العقل الجمعي لأفراد مجتمع بأكمله، حال غابت عوامل معينة وأستشرت أخري .

المركز أوضح أن غياب الحسيب والرقيب في تفاصيل حياة المجتمعات تؤدي الي غياب ثقافة العقاب اللازمة لردع الخارجين علي القانون، وأن عوامل أخري كالجهل والفقر والتعصب يؤدي حضورها بمعدلات كالحاضرة في مجتمعنا الان من الممكن أن تحول مشاجرة صغيرة الي ساحة دموية يسقط فيها العشرات .

إنحراف مجتمعي :

لم ينشغل الرأي العام بأية أبعاد في الحادث قدر تركيزه علي هل من ماتوا شهداء لإحتراقهم بالنار من عدمه، وأصيب المصريين بهوس الحديث عن ضرورة وقوف راقصة أو فتاة خلف الحادثة لتنطلق سيول النميمة في هذا الأمر بلا توقف، للدرجة التي دفعت أحد العاملين ويدعي خالد للخروج الي وسائل الإعلام وينفي أن البار كانت به فقرات للرقص، الأمر الذي أستفز والدة إحدي العاملات بالمكان والتي هاتفت الإعلامي وائل الإبراشي وقالت ماهو نصه : بنتي ندا كانت راقصة في البار  كانت بتغير هدومها في الحمام، ومفيش رعاية ولا اهتمام، لو كان في باب أو شباك مكنش حد مات، بنتى كانت بتتخنق من الدخان وهي بترقص، وبقول لخالد عيب أنت عارف أن كان في رقص وده شغل ومش مفروض الناس تحاسبنا علي ظروفنا " .

في سيناريو آخر، فإن المتهمين الرئيسيين محمد عماد الشهير بحماصة ( ١٨ سنة ) و محمد عبدالرحمن ( ١٩ سنة ) ميكانيكى الشهير بمحمد المجنون، تناثرت أقوال حولهما بأنهم إصروا على اصطحاب فتاة من الملهى والخروج بها، إلا أنها رفضت فنشبت مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة تدخل على إثرها حراس الملهى "البودى جاردات" وطردوهما، ليعودوا وينتقموا صباحا .

شاهد عيان :

قال شاهد عيان (للحكاية) ويعمل بجراج مجاور للملهي أن الأسباب السابقة كلها أدت الي وقوع تلك الجريمة بهذا الشكل البشع، وأكد علي أن العديد من المشاجرات كانت تقع في المهلي سواء بسبب فتيات أو السكر نتيجة الافراط في الخمور أو الإختلاف علي إتاوات وأعمال بلطجة، وقال أنه كان يري في هذا المكان مشهد مصغر من مشكلات البلاد، فالرقابة علي المكان غائبة والتسيب هو شعار المكان ونفوذ البلطجية له سطوة لايردها أحد والمخدرات توزع بالداخل كما يحلو لك، وقال أن العديد من سكان العمارة والمنطقة كانوا ينزعجون من "الحكايات والحوارات" اللي كانت بتحدث يوميا دون توقف، مستبعدا تماما أن يكون وراء الحادث أي إسلاميين أو إرهابيين.

وكانت البلاد قد أستيقظت صباح الجمعة علي واقعة إطلاق 6 ملثمين استقلوا 3 دراجات بخارية النار وإلقاء المولوتوف تجاه ملهى ليلي بالعجوزة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا، وإصابة 8 آخرين.

التعليقات