صاروخ بمليوني دولار يُسقط مسيَّرة بألفين.. "استنزاف الحوثيين يقلق البنتاجون"

تكلفة إسقاط المسيّرات التي يطلقها الحوثيون، باتت تشكل مصدر قلق متزايد لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وفق ما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مسؤولين في البنتاجون.

وقال مسؤول في البنتاجون، إن مدمرات البحرية الأمريكية أسقطت 38 مسيّرة وصواريخ متعددة في البحر الأحمر خلال الشهرين الماضيين، إذ كثف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية التي تنقل الطاقة والنفط عبر أهم ممرات الشحن في العالم، والسبت الماضي فقط، اعترضت المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" 14 مسيرة هجومية في اتجاه واحد.

ولفتت "بوليتيكو" إلى أن صاروخًا بقيمة مليوني دولار، يستخدم لاعتراض مسيّرة للحوثيين بقيمة ألفي دولار.

ونقلت المجلة عن خبراء إن "مشكلة تكلفة إسقاط مسيّرات تحتاج لحل، ويتعين على الولايات المتحدة بحث خيارات أقل تكلفة".

وأفادت المجلة بأن مسؤولي البنتاجون يشعرون بقلق متزايد ليس فقط من التهديد الذي تتعرض له القوات البحرية الأمريكية والشحن الدولي، لكن أيضًا من التكلفة المتزايدة للحفاظ على سلامتهم.

وأوضحت أن تكلفة استخدام الصواريخ البحرية باهظة الثمن، التي يمكن أن تصل 2.1 مليون دولار للطلقة الواحدة ستستخدم لتدمير المسيّرات الحوثية غير المتطورة، التي تقدر قيمتها ببضعة آلاف من الدولارات لكل منها.

وحسب المجلة، يقول الخبراء إن هذه مشكلة تحتاج إلى معالجة، ويحثون وزارة الدفاع على البدء في النظر بخيارات أقل تكلفة للدفاع الجوي.

ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي رفيع أن 19 دولة انضمت لفريق العمل الدولي لحماية الشحن بالبحر الأحمر.

وأعلن لويد أوستن، وزير الدفاع الأمريكي، أمس الثلاثاء، تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين.

وقال في بيان نشرته الدفاع الأمريكية: "أُعلن اليوم إنشاء عملية (حارس الازدهار) وهي مبادرة أمنية جديدة مهمة متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، التي تركز على الأمن في البحر الأحمر".

وأفاد بأن عملية "حارس الازدهار" تجمع عدة دول تشمل المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

وأشار في بيانه إلى أن العملية هدفها التصدي بشكل مشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف ضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والرخاء الإقليميين.

وردًا على الإعلان الأمريكي، هدد الحوثيون في اليمن بأنهم لن يترددوا في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة.

وأكد البيان الاستمرار في منع كل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر، حتى "إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".

وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، شن ضربات عسكرية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، وفق ما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعكفون على وضع خطط للتدخل المباشر ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن شنت سلسلة من الهجمات ضد سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي: "نحن نأخذ تهديد الحوثيين على محمل الجد، للقوات الأمريكية الحق الأصيل في الدفاع عن النفس، وإذا قررنا اتخاذ أي إجراء ضد الحوثيين فسنفعل ذلك في الوقت والمكان الذي نختاره".

وحسب الصحيفة، في حين يعتقد بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين، أن توجيه ضربة مباشرة ضد المتمردين الحوثيين هو السبيل الوحيد لمنع إغلاق ممر الشحن، يعتقد أن مستشارين آخرين في البنتاجون حذروا من أن ذلك سيؤدي إلى تأجيج التوترات مع إيران.

 

التعليقات