العناق الأخير لجثة حبيب "حكاية غزة وأهلها في صورة واحدة"
هل يُمكن تلخيص كل المعاناة والحزن والانكسار لأهل غزة في مواجهة طوفان الهجوم الإسرائيلي بلا رحمة عليهم؟ ربما كانت تلك الصورة تحمل ملايين المعاني التي يمكنها أن تفعل ذلك.
فهي تحوي كل معاني الألم لفقد عزيز واحتضانه للمرَّة الأخيرة وهو في الكفنز
المرأة في الصورة تدفن رأسها في الجثمان الذي لا يعرف من الصورة في البداية إن كان لطفل إم لطفلة، إذ لا أحد يعلم من هي سوى أنها فلسطينية من غزة.
هذا الجثمان الصغير واحد من آلاف فقدوا أرواحهم في الحرب، أغلبهم لن نعرف أسماءهم وسيخلف فراقهم حزنا لباقي العمر في قلوب ذويهم الذين لن نقابلهم أبدا.
صاحبة الصورة اسمها إيناس أبو معمر، والجثة التي كانت تحملها في الصورة هي سالي ابنة أخيها البالغة من العمر خمس سنوات.
وهرعت إيناس إلى منزل عمها عندما سمعت أنه تعرض للقصف ثم توجهت إلى المشرحة.
قالت: "فقدت الوعي عندما رأيت الفتاة، أخذتها بين ذراعي.. طلب مني الطبيب أن أتركها.. لكنني طلبت منهم أن يتركوها معي".
ووالدة سالي وشقيقتها، وكذلك عم إيناس وعمتها قتلوا. وكان لسالي منزلة خاصة لدى إيناس فقد اعتادت أن تذهب إلى منزل جدتها وهي في الطريق إلى روضة الأطفال وتطلب من عمتها التقاط صور لها.
وقالت إيناس: "معظم مقاطع الفيديو والصور الموجودة على هاتفي المحمول لها".
وكان أحمد شقيق سالي البالغ من العمر أربع سنوات خارج المنزل عندما تعرض للقصف ونجا.
ويعيش أحمد الآن مع إيناس التي تقول إن ليس لديه رغبة تذكر في اللعب وإنه نادرا ما يتكلم إلا عندما يسأل عن مكان أخته سالي.