تفاصيل وبنود صفقة المحتجزين وهُدنة "السابعة صباحًا" في غزة

أخيرًا.. غزة تلتقط أنفاسها بعد 48 يومًا من الحرب الوحشية على القطاع، بعد وساطة مصرية بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، ويعود الهدوء الحذر مرة أخرى، من أجل الإسعافات والإمدادات.

سماء غزة بلا مقاتلات، وأرضها هادئة دون أن تدكها القذائف، وسكانها المحاصرون يتأهبون لعودة مؤقتة لما كانوا عليه قبل الحرب، مشاهد مغايرة باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى، إذ يفصلهم عن الهدنة بضع دقائق.

انتظر سكان غزة السابعة من صباح الجمعة - موعد تنفيذ الهدنة - على أمل إسعاف الجرحى، من خلال تزويد المستشفيات بالوقود، وإدخال المساعدات.

وتسلمت مصر قائمتي المحتجزين والأسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، المقرر الإفراج عنهم بعد ظهر اليوم الأول للهدنة، الجمعة.

وطالبت مصر طرفي الهدنة بالالتزام بتنفيذ الاتفاق، وفقًا لما هو مخطط له وتم التوافق حوله.

خلال الهدنة سيتم إدخال مئات الشاحنات بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي الخميس، إن مصر لم تغلق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، التي تدخل قطاع غزة منذ بداية الأزمة، مؤكدًا أن جميع المصريين اشتركوا للتخفيف عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأرادت إسرائيل قيام الصليب الأحمر بزيارة بقية المحتجزين بعد أول تبادل للأسرى، لكن الطلب الإسرائيلي قوبل برفض من جانب حماس، نظرًا لإصرارها على تسليم المحتجزين إلى مصر مباشرة.

وشهدت الساعات الأخيرة التي سبقت سريان الهدنة استهداف الفصائل الفلسطينية، حشودًا للاحتلال في مستوطنة حوليت بصواريخ من طراز رجوم قصيرة المدى.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية قصف حشود عسكرية للاحتلال وجنوده في محور نتساريم بعدد من قذائف الهاون.

ومن جانبه؛ أعلن جيش الاحتلال اعتقال مدير مستشفى الشفاء وتحويله إلى الشاباك للتحقيق معه، زاعمًا ظهور أدلة على أن المستشفى كان بمثابة المقر الرئيسي لحماس.

وفي تعقيب لرئيس الوزراء الإسرائيلي على "الهدنة في غزة"، قال نتنياهو إن نحو 150 شاحنة مساعدات تدخل غزة يوميًا والعدد سيرتفع على ما يبدو إلى 200.

وتابع: "نأمل إخراج المجموعة الأولى من المحتجزين في غزة.. وبعدها نحن ملتزمون بإخراج الجميع".

ونجحت المفاوضات غير المباشرة في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، يقضى بإطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا معتقلين في سجون الاحتلال، في مقابل تحرير 50 امرأة وطفلًا من المحتجزين لدى الفصائل في غزة، خلال "هدنة إنسانية" مدتها أربعة أيام، وكان مقررًا أن تدخل حيز التنفيذ، صباح الخميس، لكنها تأجلت إلى عصر الجمعة.

وقالت حماس الأربعاء، إن الأسرى الفلسطينيين المعنيين في صفقة التبادل المرتقبة، هم من النساء والأطفال، مضيفة أن الاتفاق يشمل أيضًا دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والوقود إلى جميع أنحاء أراضي غزة المحاصرة.

ونشرت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني من المحتمل إطلاق سراحهم، إذ يعرض الاحتلال مرحلة ثانية محتملة من عمليات التبادل.

وتشمل القائمة أعمار الأسرى، والتهم التي يتم احتجازهم على أساسها، وكان إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال، من بين التهم الأكثر شيوعًا.

كما تم إدراج أسرى آخرين معتقلين في سجون الاحتلال، بتهم مزعومة بدعم منظمات إرهابية غير قانونية، وحيازة الأسلحة غير القانونية، والتحريض، وتهمتين على الأقل بمحاولة القتل، هذا إلى جانب بعض الأشخاص بتهم الانتماء لحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، لكن العديد من الأسرى لم يتم إدراجهم على أنهم ينتمون إلى أي منظمة.

ووفقًا لإحصاء شبكة "سي. إن. إن"، معظم الأسرى الفلسطينيين المدرجين ضمن قائمة الأسرى المحتمل الإفراج عنهم، هم من المراهقين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا، وهم "أطفال" بموجب تعريف الأمم المتحدة، على الرغم من أن معظمهم ممن لا تتجاوز أعمارهم 14 عامًا ونحو 33 امرأة.

 

التعليقات