باسم يوسف ورحمة زين.. ثنائي مصري يتحدى سطوة الإعلام العالمي "وينتصر"
عندما ظهر باسم يوسف كضيف مع الإعلامي الشهير بيرس مورجان في مداخلة للحديث عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ويلات على أيدي الإسرائيليين الذين يدين لهم الإعلام الغربي بأكمله بالولاء، حقق ظهور الإعلامي المصري نجاحًا غير مسبوق سواء في محتوى الحوار ودفاعه المنطقي الساخر عن القضية الفلسطينية، أو حتى اللفظ الشعبي المصري الذي قام باستخدامه لإيصال رسالته للعالم.
الفيديو حقق 16 مليون مشاهدة على منصات المشاهدة خلال 48 ساعة فقط، وهذا الرقم هو أعلى رقم يحققه بيرس مورجان من مشاهدات في فيديو سابق له منذ بضع سنوات، ما دفع باسم لعرض صورة للمقطعين برقميهما "الـ16 مليون" معقبًا بسخرية وهو يوجه حديثه لمورجان بالعربية: "هنا ينطبق المعنى الحرفي لكلمة اللي إنت عملته في سنين عملته أنه في يومين".
الإنجليزية الرائعة التي يتحدث بها باسم، والمنطق والقدرة على إيصال المعنى بكل سهولة، جعلت منه واحدًا من أهم موصلي رسالة القضية الفلسطينية للعالم، ولمجابهة سيطرة الجانب الإسرائيلي على عقول سكان كوكب الأرض، ما يضع مسؤولة وعلامات استفهام على الإعلام الرسمي المصري والعربي الي لا يملك أي موهوبين قادرين على الإتيان بتلك المعاني بطريقة سهلة مشابهة أو حتى من حيث اللغة، ويدق ناقوس خطر أن إعلامنا ينقصه الكثير ليكون بمقدوره مخاطبة العالم، ناهيك عن إقناعه بما نرغب فيه.
وعلى الجانب الآخر كانت المصرية رحمة زين تغزو العالم بنفس الطريقة، وبإنجليزية رائعة وبمنطق سليم، وهي تدفع بكل الإدانات لمراسلة شبكة سي إن إن بالقرب من معبر رفح، في فيديو شاهده العالم واحترمه على الرغم منه.
ورحمة خريجة الجامعة الأمريكية، وهي تعود لأصول مصرية إعلامية رفيعة المستوى؛ فوالدتها هي الدكتورة ميرفت محسن كبيرة المذيعات باللغة الإنجليزية في التليفزيون المصري، وميرفت ابنة الإعلامية الشهيرة الراحلة هند أبو السعود، والكاتب الصحفي الراحل محسن محمد رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
إذن فنحن أمام ثنائي مصري قادر بكل سهولة وكفاءة في إيصال رسالة مصر وفلسطين والقضية العربية كلها للعالم، وهو ما دفع بيرس مورجان لقرار استضافة الثنائي معًا في حلقة من برنامجه، راضخًا لأمر واقع، وربما راغبًا في صنع فخ لهما لمحو النجاحات التي حققاها سابقًا، وبالتأكيد فلا يخفى على أيهما تلك الصيغة أو هذا الاحتمال، وسيكون على باسم ورحمة تكرار ما جرى بنفس الصيغة رفيعة المستوى في قدرتها على إيصال المعاني المطلوبة للعالم، وإثبات أن ما جرى لم يكن وليد المصادفة أو الموقف الطارئ، وإنما الحقيقة هي أن الثنائي المصري قادر دومًا على التفوق على مورجان ومَن معه، ونتعشم أن يمتلك إعلامنا الرسمي كفاءات كباسم ورحمة تحصل على فرصة حقيقية للظهور حسب موهبتها لا حسب أمور أخرى جربناها كثيرًا وكانت نتائجها دومًا ـ وللأسف ـ كارثية.


