اليوم.. إسرائيل تحتفل بهزيمتها في العدوان الثلاثي بالعدوان على غزة "تاريخ من الدماء"

في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1956 كانت إسرائيل هي رأس حربة العدوان الثلاثي ضد مصر رفقة بريطانيا وفرنسا.

إسرائيل دولة تمتلك تاريخًا إجراميًا من الدماء لدرجة أن أحدًا لم يذكر تاريخ اليوم بعدما انشغل العالم في متابعة الأحداث الجارية على حساب الماضية، فنفس الكيان الدموي يواصل سفك الدماء بلا توقف من قبل 1956 وحتى الآن، وما يجرى في غزة من جرائم وقتل للأطفال الآن لا ينكره أحد.

العدوان الثلاثى أو حرب 1956 كما تعرف فى مصر والدول العربية أو حرب السويس كما تُعرف فى الدول الغربية أو حرب سيناء أو حملة سيناء أو العملية قادش كما تعرف فى إسرائيل، هى جميعها مصطلحات لحرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، ردًا على قرار مصر بتأميم قناة السويس، كشركة مساهمة مصرية.

وهى ثانى الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التى ساهمت فى تحديد مستقبل التوازن الدولى بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت حاسمة فى أفول نجم القوى الاستعمارية التقليدية، وتألق نجوم جديدة على الساحة الدولية.

لم تكن هناك أي إحصائيات موثقة عن الخسائر في الأرواح لدى الجانب المصري أو القوات الغازية، لكن هناك مصادر صحفية أشارت إلى أن العدوان أسفر عن مقتل أكثر من ألف من المدنيين المصريين، فيما قتل أكثر من 1650 عسكريًا وتم أسر 5500.

إسرائيل لم تتوقف عن خوض الحروب وارتكاب المذابح منذ عام 1948 وحتى اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور، وفي كل تاريخ أو مناسبة ستجد ذكرى لمذبحة أو محرقة أقامها ما يسمى بجيش الدفاع لأبرياء أو مدنيين أو أطفال، وذكرى دير ياسين موجودة، ومدرسة بحر البقر، وكذلك المستشفى الأهلي المعمداني.

العدوان الثلاثي انتهى بهزيمة لإسرائيل ومَن معها فمن المعروف أن المقاومة الشعبية في بورسعيد، قادت ببسالة التصدي لقوات الاحتلال، بضراوةٍ حركت العالم ضد القوات المعتدية، كما ساندت الدول العربية مصر أمام العدوان وقامت بنسف أنابيب البترول، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بوقف القتال، وفي الثالث من نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذارًا إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استنكرت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى هذا الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبول الدولتان وقف إطلاق النار بدايةً من 7 نوفمبر، ليعقبها بعد ذلك دخول قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة.

 

التعليقات