"لصوص جيش الاحتلال" وحكاية الفتوى الدينية لنهب بيوت أهالي غزة

يبدو أن جنود الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفوا بالحصار والجوع المميت الذي فرضته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل نهبوا كل الطعام الذي يخزنه الفلسطينيون في البيوت المهدمة والمهجرة.

وبدأت ظاهرة عمليات السلب والنهب والسرقة التي يقوم بها جنود الاحتلال لأموال وممتلكات الفلسطينيين في غزة تنتشر بصورة ظاهرة، لدرجة وصلت إلى حاخامات الحركة الصهيونية الدينية للفتوى فيها.

النهب محظور

وفي مقاطع فيديو مصورة على موقع "يوتيوب"، أفتى الحاخام يتسحاق شيلات من مدرسة معاليه أدوميم الدينية في الضفة الغربية المحتلة بـ"أن النهب محظور"، وفق مجلة "+972" العبرية.

وقال "شيلات": "هذه قضية خطيرة للغاية أخذ الأشياء ممنوع منعًا باتًا، ويجب أن تذهب جميع الغنائم إلى الملك، أي قائد الجيش"، وسأل أحد الجنود الحاخام "هل يجوز أخذ أشياء من البيت قبل هدمه؟"، فأجاب: "ممنوع أخذ الأشياء، إذا أخذت شيئًا ما، فيجب تسليمه إلى رئيس الأركان".

قواعد الحرب

أما الحاخام شموئيل إلياهو، الحاخام الأكبر لمدينة صفد الشمالية، فله وجهة نظر مختلفة حول هذه القضية، أوضحها بأن "العرب في غزة لا يلتزمون بالاتفاقيات الدولية، فإننا لسنا ملزمين بأي من قواعد للحرب، ومع ذلك، نحن حذرون للغاية، لأننا نريد أن نحافظ على صورة الله في داخلنا".

وأشارت مجلة "+972" إلى أنه بالإضافة إلى عمليات النهب التي يقوم بها الجنود، هناك وحدة خاصة في الجيش الإسرائيلي مخصصة للاستيلاء على الأموال والممتلكات الأخرى التي يتم العثور عليها في ساحة المعركة، ومن المعروف حتى الآن أن الجيش استولى على عشرات الملايين من الشواكل من غزة، التي يدعي أنها مملوكة لحماس.

طعام المنازل المهجورة

وإلى جانب عمليات نهب ممتلكات الفلسطينيين، يتناول الجنود الإسرائيليون بشكل روتيني أيضًا الطعام الذي يجدونه في المنازل المهجورة في غزة، حيث يستخدم الجنود كل ما يجدونه وينظفونه، ويطهرونه، وفق مجلة "ذا نيشن" الأمريكية.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" أخيرًا، وصف الجنود الإسرائيليون تجاربهم في الطهي في المنازل الفلسطينية باستخدام المكونات التي وجدوها هناك، وقال أحد الجنود: "إن مطبخ غزة كما رأينا مليء بالتوابل، وفي كل منزل ستجد الكثير من العدس، لذلك قمنا في البداية بإعداد الكثير من اليخنة".

زيتون الفلسطينيين

وأضاف الجندي الإسرائيلي: "كان كل منزل بقينا فيه يحتوي على زيتون يصنعه الفلسطينيون، وزيت الزيتون موجود أيضًا في كل منزل بالجالون، ويساعد كثيرًا في تحسين أي طعام لديهم أيضًا صلصة حارة رائعة".

وتابع الجندي: "في بعض الأحيان تواجه أشياء خاصة، فجأة يظهر الثوم ثم تتجه إلى تناول المعكرونة مع الطماطم والثوم، لقد وجدت أيضًا صلصة الخروب التي أضفناها إلى العصيدة وكانت ممتازة".

"وتأكلون ثروة كل الأمم"

في الشهر الماضي، نُشرت رسالة من قِبل الحاخام أفيشاي بيرتس تضم تعليمات مفصلة حول كيفية الحفاظ على الشريعة اليهودية عند استخدام الطعام والأواني الموجودة في المنازل في غزة، وتنتهي الرسالة بتوجيه الكتاب المقدس: "وتأكلون ثروات كل الأمم".

كما تناول الحاخام شيلات في جوابه على مسألة جواز تناول الأطعمة الموجودة في المنازل الفلسطينية، فقال: "هناك فرق بين ما يحدث عندما تجد طعامًا في بيوت العدو، حيث القانون هو أنه إذا وجدت طعامًا ليس لديك وتريد هذا الطعام، حتى لو لم يكن أساسيا مثل الحلويات يُسمح بتناولها دون الحاجة إلى القلق بشأن ما إذا كانت حلالاً أم لا".

 

التعليقات