"فيديوهات إباحية وفسق وتسوُّل".. فتيات مصر خلف القضبان بسبب "تيك توك"

خلال السنوات الأخيرة انتشرت وبشكل مكثف أخبار القبض على فتيات "التيك توك"، اللائي يقدمن على حساباتهن الخاصة على المنصة، محتوى خاص بهن، أدى للزج بهن خلف القضبان، وتعرضن بسببه لملاحقات قانونية، والأمثلة كثيرة مثل حنين حسام ومودة الأدهم وسلمى الشيمي وغيرهن.

وجمع سجن النساء بالقناطر الخيرية بمصر عددا من فتيات الـ"تيك توك"، صدرت ضدهن أحكام قضائية باتهامات مختلفة، تتمثل في التحريض على الفسق والفجور، ونشر صور وفيديوهات مخلة واستعراض أجسادهن بطريقة مثيرة للغرائز، والاتجار في البشر.

قيم لا أخلاقية

اللواء محمد عبد الواحد، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمباحث الإنترنت تحدث عن جرائم "تيك توك" والاستدراج الإلكتروني للفتيات والشباب.

وأوضح اللواء عبدالواحد أن الجرائم في ظاهرها تبدأ بصنع محتوى عادي ويتم تجميع الفولورز "المتابعين"، وبعد الوصول لرقم معين يتم عرض إعلانات عليهم وإضافة مصادر دخل معينة، ولكن بعد ذلك من الممكن أن تنساق الفتيات وراء ممارسات تهدم المجتمع وأعمال لا أخلاقية تضر بقيم الأسرة والمجتمع المصري.

وأضاف: "جرائم الإنترنت يتم تشبيهها بقطعة الجبنة الرومي والفأر، حيث يتم استدراج الفتيات بعد تحقيق نسب مشاهدة كبيرة على محتواهم، وتفرح الأسرة في البداية بتحقيق عدد مشاهدات ومتابعين كبير، وتبدأ الفتاة في التربح والحصول مصدر كبير للدخل، ولكن الموضوع لا يتوقف عند هذا الحد ويتم الانتقال إلى مرحلة أخرى".

تصوير وابتزاز

وتابع اللواء عبد الواحد :"حيث يتم استدراج الفتيات لسلوكيات وعلاقات خارج إطار الأسرة والقيم المجتمعية، علاقات تعارف بين شباب وبنات ويتم تصوير الفتيات وابتزازهن".

وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق لمباحث الإنترنت أن عددا كبيرا من الفتيات لا تقوم بالإبلاغ حال تعرضهن للإبتزاز خوفا من الفضيحة.

هدم قيم المجتمع

وأوضح أنه على سبيل المثال عندما تقوم فتاة بعرض مشاجرة مع والدها، فهذا ليس بالشيء العادي لأننا نؤسس ونربي نشأ ونؤسس قيما مجتمعية ونرسخها في ذهن الشباب والبنات وهو ما يتنافى مع بر الوالدين والتعامل اللائق مع الأب أو الأم، فلا يليق أن نؤسس وننشر أن المشاجرة والهجوم على الوالدين أصبح مقبولا وعاديا ونهدم ما نقوم بتعليمه في المدارس تحت مسمى الحرية.

وأردف اللواء عبدالواحد: "يتم انتهاك المبادئ تحت مسمى الحريات، كيف لفتاة أن تسب والدها ونهدم قدسية الأب والأم".

وعن أخطر سن يتعرض لمثل هذه الممارسات حدده اللواء من سن 3 سنوات إلى 18 سنة، نجد حاليا تيك توكر بعمر 6 سنوات يبدأ في تجميع متابعين ويتحول الطفل من طفل عادي إلى نجم ويتم خلق حالة نفسية معينة للطفل من شخص عادي غير معروف إلى شخص مشهور وينتج عن ذلك في النهاية في كثير من الأوقات ممارسات غير أخلاقية تحت مفهوم الحرية.

التسول الإلكتروني

وأشار اللواء إلى التسول الإلكتروني وإظهار ماهو غير الحقيقة من خلال قيام سيدات بالظهور مع طفلها لتتسول به وتطلب تبرعات وهذا يندرج تحت بند الاحتيال، مؤكدا أن خطورة التيك توك تأتي من خلال التأثير النفسي على الضحايا بعد تمكنهم من السيطرة على المتابعين وعلى أفكارهم.

وعن إمكانية إلغاء التطبيق ذاته يرى مساعد وزير الداخلية الأسبق لمباحث الإنترنت أن ذلك سيكون دون جدوى ويجب أن يكون عند الشخص نفسه وازع ألا ينساق وراء أي شيء، موضحا أن المشكلة ليست في تطبيق التيك توك نفسه أو في الإنترنت وإنما في كيفية استخدامه وانتقاء ما يناسب من عدمه.

وأشار إلى أن طبيعة الشخصية تتغير بالاستدراج من خلال تلك التطبيقات في العالم الافتراضي وهو ما يعرف بـ "الاستدراج الإلكتروني".

الحرية الشخصية

وتابع عبدالواحد: "الموضوع خرج من نطاق الحرية الشخصية لأن التيك توكر يكون لديه عدد من المتابعين المؤيدين له وبالتالي فهو يؤثر بأفعاله وتصرفاته على قطاع عريض من الأفراد وينشر الأفكار الهدامة للأسرة والأعراف والتقاليد.

وإذا نظرنا الي المتابعين نجد أن التيك توكر يروجون لأفكارهم من أجل الربح السريع وتحقيق ملايين من خلال هدم قيم المجتمع، والبدء بالتأثير عليهم وبث أفكار هدامة لا أخلاقية" من خلال دس السم في العسل".

وأردف: "إنه يتم حث الفتيات على العلاقات غير الأخلاقية والتعرف على الشباب في إطار يتنافى مع القيم المجتمعية ثم التشجيع على تصوير تلك المقابلات ومن ثم ابتزاز الفتيات بتلك الفيديوهات لمواصلة تلك العلاقات".

 

التعليقات