تجنيد "المُسنين والنساء" في كوريا الجنوبية.. بين الغضب والسُخرية
نظرًا للنقص الكبير الذي تواجهه كوريا الجنوبية في القوى العاملة العسكرية بسبب انخفاض معدل المواليد، ظهرت آراء تشير إلى تجنيد النساء أو الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 55 إلى 75 عامًا لسد الفجوة، ومع ذلك لا يزال الرأي العام في سول منقسمًا حول هذه المقترحات، ومن المتوقع أن تستمر المناقشات حول الخدمة العسكرية.
معضلة النساء
انتقد تشوي يونججين، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة تشونج آنج -جامعة خاصة في العاصمة سول- سياسة الخدمة العسكرية للنساء في مقال نشره يناير الماضي، ويرى أنها ليست حلاً لبلد يحتاج إلى تركيز كل جهوده على زيادة معدل المواليد.
سابقًا، أعلن حزب الإصلاح الجديد، بقيادة لي جون سوك، أنهم يخططون لتنفيذ سياسة تتطلب من النساء الخدمة في الجيش في أقرب وقت ممكن في عام 2030، إذا كن يرغبن في أن يصبحن ضباط شرطة أو يعملن بخدمة الإطفاء.
وجادل "تشوي" بأن الخدمة العسكرية للنساء ليست الحل الأكثر كفاءة لمعالجة نقص القوى العاملة. ووفقًا له، لضمان 10آلاف إلى 20 ألف مورد عسكري، سيتعين على الحكومة تخصيص ميزانية تزيد عشر مرات عن المستوى الحالي. كما انتقد تشوي الدعوة إلى الخدمة العسكرية للنساء تحت ذريعة المساواة بين الجنسين ووصفها بأنها "نظرة ضيقة للعالم".
الحل في كبار السن
واقترح تشوي حلًا أبسط وأكثر فعالية لمشكلة نقص القوى العاملة، وهو تجنيد كبار السن الأصحاء الذين يرغبون في التطوع للخدمة، وأشار إلى أن هناك حاليًا نحو أكثر من 6 ملايين رجل تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا في كوريا الجنوبية، وأن عددًا كبيرًا منهم مستعدون للانضمام إلى الجيش مرة أخرى من أجل البلاد.
وقال تشوي: "إذا تطوع 1٪ منهم، يمكننا تأمين أكثر من 70 ألفًا في القوات الاحتياطية.. يمكننا حتى تعبئة بين 200 ألى 300 ألف بسهولة، إذا دفعنا لهم بقدر ما يحصل عليه الجنود الحاليون".
غضب عارم
وأثار اقتراح تشوي ضجة في المجتمع الكوري الجنوبي، ما أشعل العديد من المناقشات والنقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول انضمام كبار السن للجيش، حتى إن بعضهم أنشأ مقاطع فيديو وصور تسخر من الاقتراح ونشرها على الإنترنت.
وأعرب الناشطون الذين يعارضون فكرة انضمام الكبار للجيش عن مخاوفهم، وتساءلوا: لماذا يجب أن يذهب الرجال فقط إلى الجيش حتى بعد سن السبعين، في إشارة ضمنية إلى ضرورة انضمام النساء أيضًا.
وأعربوا عن قلقهم من أن الجيش، على الرغم من أنه يدعي أنه سيجند المتطوعين أولاً، قد يتحول في نهاية المطاف إلى تجنيد إجباري بسبب نقص القوى العاملة. وهناك أيضًا مخاوف حول ما إذا كان الضباط يمكنهم التحكم بفعالية في الجنود الذين تتراوح أعمارهم بين الستينات والسبعينات، ما قد يؤدي إلى انهيار النظام الهرمي.
إنقاذهم من الفقر
ومع ذلك، يدعم أنصار هذه الفكرة تلك السياسة التي يمكن أن تكون وسيلة فعالة لمعالجة معدلات الفقر بين كبار السن في البلاد، واقترحو أنه إذا قدم الجيش الطعام والإقامة، فقد يكون هذا سياسة جيدة تدعم كبار السن.
ويقترح الأنصار أيضًا أن هذا يمكن أن يكون خيارًا أفضل لكبار السن العاطلين عن العمل، إذ إن حمل العمل لن يكون مكثفًا مثل الخدمة العسكرية التي يتعين عليهم القيام بها عندما كانوا صغارًا.