الأزهر يدين «الإساءة للسيد المسيح» في افتتاح أولمبياد باريس

أدان الأزهر الشريف مشاهد الإساءة للسيد المسيح عليه السلام في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وشدد الأزهر على أن "الإساءة إلى السيد المسيح أو إلى أيِ نبيٍّ من إخوانِه تطرُّفٌ وهمجية طائشة"، محذرا من خطورة استغلال المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين وترويج الشذوذ.

وقال الأزهر في بيان، الأحد: "يُدينُ الأزهر الشَّريف هذه المشاهد التي تَصَدَّرتْ افتتاح دورة الألعاب الأوليمبيَّة بباريس، وأثارت غضبًا عالميًّا واسعًا، وهي تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام في صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع، وبأسلوبٍ همجيٍّ طائشٍ، لا يحترم مشاعرَ المؤمنينَ بالأديان، وبالأخلاق والقِيَمِ الإنسانيَّة الرفيعة".

وأضاف: "يؤكد الأزهر رفضه الدَّائم لكُلِّ محاولات المساس بأيِّ نبيٍّ من أنبياءِ الله، فالأنبياء والرُّسُل هُم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقِه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو رسول الله ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النِّساء: 171]، وسَمَّاه الله في القرآن الكريم: ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ [آل عمران: 45]، وَعَدَّهُ مِن أُولي العَزم من الرُّسُل، ويُؤمن المسلمون بأنَّ الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِه عليهم السَّلام؛ عارٌ على مُرتكبي هذه الإساءة الشَّنيعة ومن يَقبلونها".

وحذر الأزهر "العالَم من خطورةِ استغلالِ المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ والتحول الجنسي، ويُنادي بضرورة الاتِّحاد للتَّصدِّي في وجْه هذا التيَّار المنحرف المتدنِّي، الذي يستهدف إقصاء الدِّين، وتأليه الشَّهوات الجنسيَّة الهابطة التي تنشر الأمراض الصِّحيَّة والأخلاقيَّة، وتفرض نمط حياة حيوانيَّة تُنافي الفطرة الإنسانيَّة السَّليمة، وتستميت في تطبيعِه وفرضه على المجتمعاتِ بكلِّ السُّبُل والوسائل الممكنة وغير الممكنة".

وأثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولبمية في باريس غضبا عالميا، بسبب ظهور مجموعة فنانين متحولين جنسيا في عرض فيديو مطول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جسد المتحولون الشخصيات المرسومة في لوحة "العشاء الأخير" التي رسمها ليوناردو دافنشي أواسط القرن الخامس عشر للمسيح وحوارييه.

ودفع هذا عضو البرلمان الأوروبي، ماريو ماريشال، إلى توجيه رسالة إلى الغاضبين من حفل الافتتاح، وكتبت عبر حسابها على "إكس": "إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024 ويشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث بل أقلية يسارية حاضرة دوما لأي استفزاز".

ودخلت الكنيسة الكاثوليكية على الخط، واعتبرت أن تجسيد أحد المتحولين جنسيا شخصية السيد المسيح مع الرقص وإطلاق الإيماءات الجنسية "لا يمت بأي صلة للدين، كما لا يمت للفن أو الموسيقى أو حتى لمناسبة الأولمبياد الرياضية التي يجب أن تمثل منذ تأسيسها رقي وحضارة الإنسانية".

وتأتي إدانة الأزهر الشريف لمشاهد حفل افتتاح أولمبياد باريس من إيمان منارة الإسلام الوسطي بحرمة المقدسات في سائر الأديان السماوية، وجاء البيان كدعوة لاحترام عقائد الضيوف في أي تجمع دولي، وعدم استغلال الحدث في فرض رؤية طالما الهدف من التجمع إرساء السلام.

واعترض كثيرون على ما شاهدوه من حفل افتتاح أولمبياد باريس وتجسيد "العشاء الأخير" من خلال متحولين جنسياً، وكتب أحدهم: "هذا عدم احترام للدين". وعلق الأسقف الكاثوليكي روبرت بارون من أمريكا على الواقعة قائلاً: "إن ما رأيته هو سخرية فادحة من العشاء الأخير، ولن أصفها بأكثر من ذلك". فيما اعتذر منظمو دورة الألعاب الأولمبية للكاثوليك ولطوائف مسيحية أخرى شعرت بالغضب بسبب حفل الافتتاح.

 

التعليقات