الرئيس السيسي "في الصين".. فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وحل الأزمات الإقليمية
بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الصينية بكين، أمس الثلاثاء، للمشاركة في قمة المنتدى العربي الصيني، بحثًا عن تعميق العلاقات الثنائية مع الشريك التجاري الأكبر لمصر على مدى الـ12 عامًا الماضية.
وتعكس زيارة الرئيس المصري، الصين، ومشاركته في حفل افتتاح المنتدى، السعي الواضح للجانبين نحو تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية، بحسب خبراء صينيين.
أهداف اقتصادية مشتركة
وترى وانج مو يي، الصحفية الصينية، أن زيارة الرئيس المصري للصين ستسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين بكين والقاهرة، مشيرة إلى أن الصين تعد أكبر شريك تجاري للقاهرة، ومن أسرع الدول نموًا في الاستثمارات بمصر خلال السنوات الأخيرة.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 عامًا على التوالي، ووفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية، بلغ حجم التجارة بين القاهرة وبكين العام الماضي، 15.82 مليار دولار أمريكي.
وخلال حديثها عن الأزمات والاضطرابات التي يواجها الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية، أكدت "وانج" أن التنمية الاقتصادية في مصر تحتاج إلى شركاء موثوقين مثل الصين، مشيرة إلى أن الاستثمارات الصينية في مصر لا تسهم في تنميتها بمختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل تعزز ثقة السوق الدولية بمصر أيضًا.
وألمحت "وانج"، إلى أن مصر -باعتبارها دولة واقعة في نطاق مبادرة "الحزام والطريق"- تولي اهتمامًا خاصًا بتعاونها مع الصين في مجال البنية التحتية، موضحةّ أن الميزة الأكبر للمساعدات الصينية في هذا المجال تتمثل في أنها لا تضع أي شروط ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل تساعدها على تحقيق تنميتها المستقلة، ما يتماشى تمامًا مع أهداف مصر.
وأعربت عن أملها في أن تسهم زيارة "السيسي" في تقوية الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والبنية التحتية والزراعة وما إلى ذلك.
وفي السياق نفسه، قالت لي لي جيوان، خبيرة العلاقات الدولية والشؤون الصينية العربية، إن مصر يمكنها استغلال هذه الفرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين وبقية دول العالم العربي، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ووصفت "لي" مصر بأنها قوة اقتصادية رائدة في العالم العربي، مضيفة أن القاهرة تعمل على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية مع بكين، وتسهيل الاستثمارات والتبادل التجاري بين الجانبين، كما أنها تعمل أيضًا على تعزيز التبادل الثقافي والتعاون الشعبي بين العالم العربي والصين، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة وتبادل الزيارات بين الفنانين والعلماء والطلاب.
البحث عن التعددية الحقيقية
وقال وانج جوانجدا، الأمين العام لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إن الصين ومصر دولتان مهمتان، وكلاهما عضوان بارزان في دول "الجنوب العالمي".
وأوضح وانج، أن بكين والقاهرة تدعمان بشكل مشترك عالمًا متعدد الأقطاب، ولديهما توافق مهم حول تعزيز ديمقراطية العلاقات الدولية.
وفي وقت يشهد العالم تغيرات عميقة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، أشار الأمين العام لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إلى أن الصين ومصر تواجهان فرصًا وتحديات هائلة، ويتعين كل منهما دعم الآخر فيما يتعلق بالمصالح الأساسية والاهتمامات الكبرى.
واستكمل حديثه قائلًا: "يتعين على الصين ومصر مواصلة تعزيز التعاون العملي ودفع التعاون الثنائي في مجالات الطاقة التقليدية والجديدة إلى مستوى جديد".
وفي حديثه عن مصر، أوضح "وانج"، أنه لطالما اعتبرت الصين مصر دائمًا هدفًا مهمًا للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، مؤكدًا أن الصين ستواصل تعزيز التعاون مع مصر في التبادلات البحثية والتعليم العالي والمجالات الأخرى.
فيما أكدت لي لي جيوان، أن مصر يمكنها أن تلعب دورًا بارزًا في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال المشاركة في القمة، ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.