كيف سيكون كوكب الأرض بعد مليارات السنين؟ دراسة "مُخيفة" تقدم الإجابة: "مش أحسن حاجة"

هل لدينا فكرة عن ما سيكون كوكب الأرض بعد مليارات السنين؟ هذا ما تكشف عنه دراسة حديثة أجراها علماء فلك بالاستعانة ببيانات من تلسكوبات موجودة في ولاية هاواي برصدهم لكوكب صخري يدور حول نجم يشرف على نهايته، ويسمى قزما أبيض.

في هذه الدراسة يقدّم العلماء لمحة عما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد مليارات السنين، " إذ يبدو من المحتمل أن ينجو كوكبنا من فناء الشمس، لكنه سيتحول فقط إلى جرم بارد وخاو من البشر في الفضاء الشاسع".

بحسب الدراسة، يدور الكوكب الصخري الذي تعادل كتلته 1.9 مرة كتلة كوكب الأرض، حول قزم أبيض يبعد نحو 4200 سنة ضوئية عن نظامنا الشمسي ويقع قرب مركز مجرتنا درب التبانة.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وتقدر بنحو 9.5 تريليون كيلومتر.

بدأ القزم الأبيض حياته نجما طبيعيا أكبر من شمسنا مرة أو مرتين. وتساوي كتلته الحالية نصف كتلة الشمس.

وتتحول النجوم التي تقل كتلتها عن ثمانية أمثال كتلة الشمس في نهاية حياتها إلى أقزام بيضاء، وهو أكثر أنواع البقايا النجمية شيوعا.

وقبل فناء النجم المضيف، دار الكوكب حوله على بعد يُحتمل أنه وضعه في "نطاق قابل للحياة"، أي في مكان غير شديد الحرارة وغير شديد البرودة ويمكن أن يوجد فيه الماء السائل على السطح، مما قد يدعم استدامة الحياة.

وكان يدور في الأصل على بعد يساوي تقريبا بعد الأرض عن الشمس. وعقب موت نجمه، زادت المسافة 2.1 مرة على المسافة السابقة.

في هذا الصدد، قال عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا-سان دييجو "كيمينج تشانج" وهو المعد الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية مجلة Nature Astronomy يوم الخميس في 26 أيلول 2024: "إنه عالَم متجمد حاليا لأن القزم الأبيض، وهو أصغر من الكوكب في الواقع، خافت بشدة مقارنة بحالته عندما كان نجما طبيعيا".

ومن المزمع أن تتحول الشمس، وعمرها 4.5 مليار سنة، إلى قزم أبيض.

وقالت "جاسيكا لو" عالمة الفلك في جامعة كاليفورنيا-بيركلي "في نهاية حياة شمسنا، ستنمو إلى حجم ضخم يسميه علماء الفلك العملاق الأحمر، ثم ستتخلص بالتدريج من طبقاتها الخارجية".

وأضافت لو المشارِكة في إعداد الدراسة "ومع فقد شمسنا كتلتها، سيزداد حجم مدارات الكواكب. وفي نهاية المطاف، ستفقد الشمس كل طبقاتها الخارجية وستخلّف لُبا مكثفا ساخنا. ويُسمى هذا قزما أبيض".

فناء الأرض

يقول العالِم تشانج "تختلف النظريات على ما إذا كان كوكب الأرض سينجو".

ومن شبه المؤكد أن كوكب الزهرة سيتعرض للابتلاع، بينما من شبه المؤكد أن كوكب المريخ سينجو.

يظهر نموذجنا أنه من المرجح بشدة أن مدار هذا الكوكب كان مشابها لمدار كوكب الأرض قبل أن يتحول النجم المضيف للكوكب إلى عملاق أحمر.

ويشير هذا إلى أن فرص كوكب الأرض في النجاة ربما تكون أكبر من المعتقد حاليا".

ويضيف أنه مع تقدم عمر الشمس وارتفاع درجة حرارتها، سيبتعد النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي عن وضعه الحالي.

وستظل الأرض صالحة للحياة لأقل من نحو مليار عام من الآن، ومن المرجح أن تكون محيطات الأرض قد تبخرت عند بلوغ تلك المرحلة.

هل يعني هذا هلاك البشرية المحقق؟ أو هلاك أي شكل من أشكال الحياة؟

بحسب عالِم الفلك تشانج "لا بد أن نهاجر من كوكب الأرض قبل إطار المليار عام الزمني"، باعتبار أنه بحلول الوقت الذي ستصير فيه الشمس عملاقا أحمر، ربما نجد ملاذا في أقمار ضخمة محددة في النطاق الخارجي لنظامنا الشمسي مثل القمر جانيميد التابع لكوكب المشتري والقمرين تيتان وإنسيلادوس التابعين لكوكب زحل.

 

التعليقات