سياسات بايدن الاقتصادية "تجور" على حظوظ هاريس الانتخابية في "معركة الدولار والصوت"
في تطورٍ مثيرٍ للقلق بالنسبة للحزب الديمقراطي، كشف استطلاع رأي حديث أجرته صحيفة "التليجراف" البريطانية عن تراجع شعبية نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، كامالا هاريس، في ولاية بنسلفانيا، إحدى أهم الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، فيما يأتي هذا التراجع على خلفية الانتقادات الموجهة للسياسات الاقتصادية للرئيس جو بايدن، مما يضع هاريس في موقف صعب قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات.
وفقًا للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة Redfield & Wilton Strategies لصالح صحيفة التليجراف، يتقدم الرئيس السابق دونالد ترامب على كامالا هاريس بفارق نقطتين في ولاية بنسلفانيا، ما يعكس مخاوف الناخبين المتزايدة بشأن الوضع الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة، حيث يلقي الكثيرون باللوم على سياسات إدارة بايدن في هذا الصدد.
يظهر الاستطلاع أن الاقتصاد يحتل المرتبة الأولى في قائمة القضايا التي تشغل بال الناخبين في بنسلفانيا، إذ صرح 45% من المشاركين بأن الاقتصاد هو العامل الأهم في تحديد خياراتهم الانتخابية، متقدمًا بفارق كبير على قضية الإجهاض التي حلت في المرتبة الثانية بنسبة 19%. هذا التركيز على القضايا الاقتصادية يشكل تحديًا كبيرًا لحملة هاريس.
وكشف الاستطلاع عن حقيقة مقلقة للديمقراطيين، حيث أفاد نصف المشاركين بأن أوضاعهم المالية الشخصية قد ساءت خلال العام الماضي.
وأكدت الغالبية أن السؤال الأهم الذي سيطرحونه على أنفسهم يوم الاقتراع هو: "هل وضعي المالي اليوم أفضل مما كان عليه قبل أربع سنوات؟" هذا المؤشر يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يشعر بها الناخبون في بنسلفانيا.
ورغم أن 50% من الناخبين في بنسلفانيا قالوا إنهم يفضلون "الموقف الديمقراطي" بشأن القضايا الاقتصادية بشكل عام، إلا أن 37% منهم اعتبروا أن سياسات جو بايدن هي العامل الرئيسي وراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
كما أعرب 48% عن اعتقادهم بأن الأسعار لم تكن لترتفع بهذا القدر لو كان دونالد ترامب في منصب الرئاسة، وهذه الأرقام تشير إلى تحدٍ كبيرٍ يواجه الحزب الديمقراطي في إقناع الناخبين بفعالية سياساتهم الاقتصادية.
وأظهر الاستطلاع أن الناخبين في بنسلفانيا يثقون بقدرة ترامب على معالجة قضايا التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي أكثر من ثقتهم بكامالا هاريس.
وتفوق ترامب على هاريس في مجالات الاقتصاد والهجرة والجريمة والسياسة الدفاعية، بينما تقدمت هاريس في قضايا مثل الإجهاض والرعاية الصحية والبيئة وسيادة القانون.
هذا التباين في الثقة يشكل تحديًا إضافيًا لحملة هاريس في استمالة الناخبين المهتمين بالقضايا الاقتصادية.
وتواجه حملة كامالا هاريس صعوبات في إقناع الناخبين في الولايات المتأرجحة بأن لديها خطة أفضل لمعالجة تكاليف المعيشة مقارنة بترامب.
ورغم انخفاض معدل التضخم إلى 2.4% وفقًا لأحدث البيانات الحكومية، إلا أن الأسعار المرتفعة التي وصلت ذروتها عند 9.1% في يونيو 2022 لا تزال "راسخة" في الاقتصاد، ما يجعل من الصعب على هاريس الاستفادة من التحسن النسبي في معدلات التضخم.
أهمية ولاية بنسلفانيا
تعد بنسلفانيا من أهم الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تمتلك أكبر عدد من المندوبين في المجمع الانتخابي بين الولايات المتأرجحة (19 مندوبًا).
وقد صوتت الولاية لصالح المرشح الفائز في 83% من الانتخابات الرئاسية على مدار التاريخ؛ مما يجعلها مؤشرًا قويًا على نتيجة الانتخابات الوطنية، هذه الأهمية الاستراتيجية تجعل من نتائج الاستطلاع في بنسلفانيا مصدر قلق كبير للحزب الديمقراطي.
تتمحور سياسات بايدن الاقتصادية، المعروفة باسم "البايدنومكس"، حول الاستثمار الضخم في الطاقة الخضراء المحلية وصناعة أشباه الموصلات والبنية التحتية، كما تتضمن دعمًا قويًا للنقابات العمالية وزيادة الضرائب على أصحاب الدخول المرتفعة، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية على بعض الواردات الصينية.
في المقابل، تركز السياسات المقترحة من قبل ترامب على خفض الضرائب، بما في ذلك ضريبة الشركات، وفرض رسوم جمركية عالية على الواردات، خاصة من الصين، إلى جانب خفض الإنفاق الحكومي، بما في ذلك المساعدات العسكرية لأوكرانيا.