"المتحف المصري الكبير".. افتتاح أكبر صرح ثقافي وحضاري في العالم "ملف كامل"

يفتتح المتحف المصري الكبير أبوابه اليوم الأربعاء للجمهور، وذلك في إطار تشغيله بشكل تجريبي، وفقًا لما أعلن عنه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.

ويُعد المتحف المصري الكبير من أكبر الصروح الثقافية والحضارية بالعالم، إذ يضم بين جدرانه التي تُحاكي التاريخ المصري القديم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية لمختلف العصور، كأداة لجذب السياح والعمل على تنمية القطاع السياحي بمصر.

يبدأ مسار الزيارة للمتحف المصري الكبير الذي تبلغ مساحته 117 فدانًا، بالدخول من طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي إلى ساحة الدخول الرئيسية وهي ميدان المسلة المصرية بمساحة 27000 متر مربع.

عند توجه الزوار للبوابة الرئيسية للمتحف يشاهدون روعة تصميم تلك الواجهة التي يبلغ عرضها 600 متر وبارتفاع 45 مترًا، تم تنفيذها بإياد مصرية وخامات محلية الصنع، تأكيدًا للعالم أن الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد، كما تم كسوة الواجهة بالرخام المصري المستخرج من محاجر سيناء، وهو الذي استخدمه المصري القديم في نحت التماثيل والعناصر المعمارية بالمعابد، كما تشتمل الواجهة على أجناب المدخل الرئيس، حيث تتشكل من خراطيش ملوك مصر ترحب بزوارها.

رمسيس الثاني يستقبل الزائرين

بمجرد عبور البوابة الرئيسية للمتحف المصري الكبير يوجد تمثال عملاق للملك رمسيس الثاني يقف شامخًا، يستقبل الزائرين وهو الذي تم نقله في 2006 من ميدان رمسيس إلى منطقة الجيزة، ليتم بعد ذلك نقله في يناير 2018 إلى موقعه الجديد، في بهو المتحف المصري الكبير، حتى يكون في مقدمة المستقبلين لزوار الصرح العظيم.

فيجد الزوار أنفسهم أمام جهتين إما الجهة الترفيهية، والتي يوجد بها المحلات التجارية والبازارات والمطاعم، أو إلى الجهة المقابلة، ليعبر البوابات الإلكترونية، ومنها لصعود الدرج العظيم، وهو من ضمن انفرادات الصرح الثقافي الضخم.

أول مسلة معلقة في التاريخ

ويضم المتحف مسلة معلقة تزن 110 أطنان، وهي إحدى معجزات المتحف الكبير، حيث إنها أول مسلة معلقة في التاريخ، إذ تكشف عن خرطوش الملك رمسيس الثاني أمام الناس لأول مرة منذ أكثر من 3500 عام، والتي تظهر براعة المصري القديم في تصميم ونحت الآثار القديمة.

الدرج العظيم والتماثيل الملكية

والدرج العظيم هو الأول من نوعه في العالم، وسيرى زواره مجموعة كبيرة من الملوك تكون في استقبالهم في أكبر متاحف العالم، إذ يضم عدد كبير من التماثيل الملكية الضخمة.

ويتدرج الدرج العظيم طبقًا لسيناريو العرض المتحفي إلى 4 موضوعات رئيسية، الأول وهو "الهيئة الملكية"، والثاني "الدور المقدسة (أماكن العبادة)"، والثالث "الملوك والمعبودات (الملك وعلاقته بالمعبودات)"، والرابع "الرحلة إلى الحياة الأبدية (رحلة إلى العالم الآخر)".

في نهاية رحلة الصعود للدرج العزيم يرى الزائر أمامه مشهد مهيب لـ3 أهرامات من خلال نافذة ضخمة، وكأنها داخل فاترينة عرض خاصة بالمتحف المصري الكبير، مما يؤكد ويعبر أن الإبداع المصري خلال العصر الحديث، هو من مكتسبات مهارة أجدادنا التي صنعت حضارة استطاعت أن تبهر العالم حتى وقتنا هذا.

4 قاعات رئيسية مقسمة على 12 قاعة داخلية

ويوجد على جانبي الدرج العظيم قاعات العرض الرئيسية والتي تبلغ 4 قاعات رئيسية، وتلك القاعات تضم 12 قاعة داخلية، والتي بدأ من عصر ما قبل الأسرات عصر الدولة القديمة، إذ تبدأ بعصر الدولة الوسطى وعصر الدولة الحديثة ثم العصر اليوناني الروماني.

أما على الجانب الآخر للدرج فيجد الزوار قاعتين مخصصتين لعرض مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون وعددها 5398 قطعة، وسيتم عرضها لأول مرة بشكل كامل على مساحة 7000 متر مربع.

عرض مركبي خوفو الأولى والثانية

كما يتفرد المتحف الكبير بضمه متحفًا نوعيًا خاصًا بمراكب خوفو، حيث إنه لأول مرة في التاريخ سيتم عرض مركب خوفو الأول التي تم نقلها من منطقة آثار الهرم إلى المتحف الكبير، والثانية التي تم رفع جميع أخشابها وتم ترميمها وجار تجميعها داخل مبنى ضخم وسيناريو عرض متميز لعرض المركبتين، وجاء ذلك في إطار دعم الرئيس المصري لملفات وزارة السياحة والآثار المصرية، والتوجيه برفع كفاءة وتطوير المشروعات الأثرية والتراثية، التي بدورها تحقق المردود الإيجابي على السياحة المحلية والدولية.

خدمات لزوار المتحف الكبير

تمت تهيئة المتحف لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تم تركيب سلالم كهربائية إلى جانب مجموعة من المصاعد، تساعدهم على الصعود والتجول داخل المتحف بطريقة سهلة دون عناء.

كما يضم الصرح العملاق متحفًا مخصصًا للطفل، يستهدف الفئة العمرية الخاصة بالأطفال والأنشطة والفعاليات بقدراتهم المختلفة، إلى جانب القسم التعليمي الذي يستكمل مهام متحف الطفل.

 

التعليقات