
بعد سنوات "من النقاش".. منظمة الصحة العالمية تبرم اتفاقًا تاريخيًا "للوقاية من الأوبئة"
أكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، أن الدول الأعضاء خطت خطوة هامة في جهودها الرامية إلى جعل العالم أكثر أمانًا من الأوبئة، وذلك بصياغة مسودة اتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون العالمي في مجال الوقاية من تهديدات الأوبئة المستقبلية والتأهب لها والاستجابة لها.
وفي ديسمبر 2021 ، في ذروة جائحة كوفيد-19، أنشأت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية هيئة التفاوض الحكومية الدولية لصياغة والتفاوض على اتفاقية، بموجب دستور منظمة الصحة العالمية، لتعزيز الوقاية من الأوبئة والاستعداد لها والاستجابة لها.
وجاء الاتفاق حول المسودة، بحسب المنظمة، بعد 3 سنوات من المناقشات الجادة، تضمنت 13 جولة اجتماعات رسمية، تسع منها مُطولة، والعديد من المفاوضات غير الرسمية والبينية حول جوانب مُختلفة من مسودة الاتفاقية.
وأشارت المنظمة، في بيان لها، إلى أن هيئة التحكيم الدولية وضعت اللمسات الأخيرة على مقترح الاتفاقية، وستُعرض نتائج عمل الهيئة على جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين للنظر فيها.
وتشمل المقترحات الواردة في النص الذي أعدته هيئة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي إنشاء نظام للوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم المنافع، واتخاذ تدابير ملموسة بشأن الوقاية من الأوبئة، بما في ذلك من خلال نهج الصحة الواحدة، وبناء قدرات البحث والتطوير المتنوعة جغرافيا.
كما شملت المسودة تسهيل نقل التكنولوجيا والمعرفة والمهارات والخبرة ذات الصلة لإنتاج المنتجات الصحية المتعلقة بالأوبئة، وتعبئة قوة عاملة ماهرة ومدربة ومتعددة التخصصات في مجال الطوارئ الصحية على الصعيدين الوطني والعالمي، وإنشاء آلية مالية تنسيقية، بجانب اتخاذ تدابير ملموسة لتعزيز الاستعداد والاستعداد ووظائف النظام الصحي وقدرته على الصمود، وإنشاء شبكة عالمية لسلسلة التوريد والخدمات اللوجستية.
من جانبه أكد الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن دول العالم صنعت إنجازًا تاريخيًا في جنيف بتوصلها إلى توافق في الآراء بشأن اتفاقية الجائحة، مشيرًا إلى أنها لم تُرسِ اتفاقيةً شاملةً للأجيال لجعل العالم أكثر أمانًا فحسب، بل أثبتت أيضًا أن التعددية لا تزال حيةً وناجحة.
وشدد على أنه في عالمنا المنقسم، لا يزال بإمكان الدول العمل معًا لإيجاد أرضية مشتركة، واستجابة مشتركة للتهديدات المشتركة.