أمل الانتصار "يتبخر" في نفوس الأوكرانيين بعد "مكالمة ترامب وبوتين"

كشفت استطلاعات رأي جديدة أن الآمال الأوكرانية في تحقيق نصر عسكري تبخرت مع فتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن مستقبل البلاد.

كان ترامب أعلن الأسبوع الماضي أن هناك "احتمالًا جيدًا لإنهاء الحرب"، بعد أن أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس بوتين.

وتتضمن التسوية المتوقعة التنازل عن أراضٍ أوكرانية لروسيا، حيث قال بيت هيجسيث، وزير الدفاع الأمريكي هذا الأسبوع، إن العودة إلى حدود أوكرانيا لعام 2014 "غير واقعية".

وتشير تعليقات أخرى لـ"هيجسيث" إلى أنه لن يُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أو التمتع بحماية اتفاقية الأمن الجماعي الخاصة بها، ومن غير المرجح أن تشمل أي قوة لحفظ السلام قوات أمريكية.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لا ينبغي أن تُستبعد من محادثات السلام، كما تحدث عن فكرة إنشاء جيش أوروبي حتى "تُتخذ القرارات بشأن أوروبا في أوروبا".

وأجرى الاستطلاع اللورد أشكروفت عضو حزب المحافظين البريطاني، ونشرت نتائجه صحيفة "ذا تليجراف"؛ وقد أجري الاستطلاع في أواخر يناير المنقضي، وشمل أكثر من 6 آلاف شخص في أربع دول.

في الوقت الحالي، يعتقد أقل من واحد من كل خمسة أوكرانيين (17%) أن الحل العسكري سينهي الصراع في بلادهم؛ بينما يعتقد 80% أن "الحل الدبلوماسي" هو الأكثر احتمالًا.

وفي الأشهر الأولى من الحرب، التي بدأت في فبراير 2022، أظهر الاستطلاع نفسه أن أكثر من نصف الأوكرانيين يعتقدون أن الحل العسكري هو الأكثر احتمالًا.

وعلى نحو مماثل، يقول 77% من الأوكرانيين الذين شملهم الاستطلاع الآن، إنهم يفضلون أن تبدأ المفاوضات مع روسيا، فيما يعتقد 17% فقط أن بلادهم ينبغي لها أن تستمر في القتال حتى هزيمة الجيش الروسي؛ بينما تريد أغلبية من الروس (60%)، أن تبدأ مفاوضات السلام.

في مقال كتبه لصحيفة "ذا تليجراف"، قال اللورد أشكروفت: "بعد ثلاث سنوات من الحرب الاستنزافية الوحشية وخسارة مئات الآلاف من الأرواح، أصبح الأوكرانيون متعبين وأصبح من الصعب العثور على التفاؤل. ويقول أقل من ربعهم إن الدفاع عن بلادهم يتقدم بنجاح، مقارنة بـ85% قبل عامين".

وأضاف: "في حين يرى أغلب الناس أن الوضع في طريق مسدود وليس ميزة روسية، فإن كثيرين يشعرون بثقة أقل في إمكانية هزيمة الغزو. وتتوقع أغلبية كبيرة الآن حلًا دبلوماسيًا وليس نتيجة عسكرية؛ وهو العكس تمامًا عن الرأي الأرجح في عام 2023".

وتابع: "ثلاثة من كل عشرة فقط يعتقدون أنه من الممكن لأوكرانيا استعادة كل الأراضي التي ضمتها روسيا، وأن بلادهم يجب أن تقاتل حتى تحقيق ذلك."

رغم تراجع الآمال في تحقيق النصر، لا يزال الأوكرانيون حريصين على تعزيز قواتهم المسلحة، حيث يوضح الاستطلاع أن أكثر من ستة من كل عشرة أوكرانيين يريدون "المزيد من الأسلحة والدبابات والمعدات العسكرية" من الحلفاء الغربيين.

مع هذا، تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية ساحقة من الأوكرانيين يعارضون تمديد التجنيد ليشمل من هم في سن الثامنة عشرة؛ حيث يجري تجنيد الرجال الأوكرانيين حاليًا في سن الخامسة والعشرين.

 

التعليقات